الاكتئاب وعسر المزاج وأثرهما في الانقباضات العضلية

0 384

السؤال

السلام عليكم

بعد معاناة دامت 12 سنة، من بحث عن مرضي اتضح أن لدي مرض اسمه دستونيا، حركات لا إرادية في الرقبة، كما أن لدي ديسك في الرقبة، ربما بسبب أنه لم يعرف السبب، لأن جميع الفحوصات سليمة.

عندما أمارس رياضة المشي أو تمارين للرقبة تزداد حالتي سوءا، حيث أشعر بالضعف الشديد في الرقبة، وألم في الكتف، والظهر، وكلما أستمر تزداد وأصبر حتى تتحسن حالتي، ولكن لا فائدة.

الآن أعطوني إبر بوتكس في الرقبة والكتف، شعرت بعدها بتعب شديد وشد، واضطررت لأخذ إجازة مطولة قرابة شهر حتى تتحسن حالتي!

ساءت حالتي النفسية، خاصة أن فحوصاتي كلها سليمة، وبالأخص فحص الدم! فيتامين (ب، د) كلها سليمة فقط فيتامين (د) بنسبه ضئيلة جدا ناقص، لكنه على كلام الطبيب لا يؤثر بكل هذا الخمول والإرهاق والضعف في العضلات.

لجأت للرياضة، ولكن الحالة نفسها، والبوتكس ظننت أن الحالة ستتحسن، لكن أصبحت للأسوأ! حياتي غير طبيعية!.

أتمنى إيجاد الحل، علما أني ذهبت لطبيب نفسي، وأعطاني حبوبا، ولم تنفع وشربت أنواعا كثيرة، ولكن أتمنى أن أحصل على جواب يريحني، ولكن بدون جدوى! قصتي مع هذا المرض ما زالت مستمرة، عذرا لو كان الكلام غير مفهوم؛ لأني أكتب من الهاتف.

لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن كنت تعانين من علة الـ (دستونيا) فيجب أن تكوني تحت الإشراف الطبي لطبيب الأعصاب، هذه الحالات متفاوتة في شدتها، لكن أغلبها تكون بسيطة وليست خطيرة.

في حالات الدستونيا الشديدة هنالك أدوية تسبب أو تؤدي إلى استرخاء عضلي، يتم استعمالها تحت الإشراف الطبي.

ذكرت الآن ووصف لك الطبيب إبر البوتكس، لا شك أن الطبيب يكون قد اتخذ هذا القرار بناء على معطيات علمية تؤكد أن هذه الإبر سوف تفيدك - إن شاء الله تعالى – لكن بما أنه لم يحدث أي تحسن حتى الآن فأعتقد أنه سيكون من الجيد والمقبول جدا أن تحاوري طبيبك في هذا السياق عن هذه الإبر ونفعها وجدواها، والخطة المستقبلية بالنسبة للعلاج.

كثير من الحالات التي تسبب انقباضات وانشدادات عضلية قد تؤدي إلى عسر في المزاج، وعسر المزاج هو درجة بسيطة من درجات الاكتئاب، تعالج بصورة جيدة جدا بواسطة مضادات الاكتئاب، وتغيير نمط الحياة.

كما ذكرت وتفضلت أن استجابتك لم تكن جيدة للحبوب التي أعطاها لك الطبيب النفسي، وأنا أقول لك: لا تركزي كثيرا على جانب الأدوية، وإن كان مضادات الاكتئاب ذكر أنها تفيد، خاصة في حالات ظهور الإجهاد البدني الشديد دون مسبب طبي واضح، فالتركيز على الطرق العلاجية الأخرى مهم جدا، وأهم طريقة تركزين عليها هي أن تطبقي تمارين الاسترخاء، تدربي على هذه التمارين – تمارين التنفس المتدرج، تمارين شد وجذب العضلات ثم إطلاقها – وبهذه المناسبة موقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) بها أشياء كثيرة جيدة، فنرجو أن تطلعي بها وتطبقي ما بها من إرشادات وتوجيهات، ومن جانبنا نسأل الله أن ينفعك به.

ثانيا: عليك بالرياضة المتدرجة، وأقصد بالرياضة المتدرجة أن تبدئي بدايات بسيطة، مثلا المشي لمدة عشرة دقائق فقط يوميا لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام، ثم بعد ذلك ترفعي المعدل وتجعليه عشرين دقيقة (مثلا) حتى تصلي إلى ساعة في اليوم، هذا البناء الرياضي المتدرج من أفضل أنواع الإجهاد الجسدي وكذلك الإجهاد النفسي.

ثالثا: يجب أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة – هذا مهم جدا – وذلك يمكن الوصول إليه من خلال النوم المبكر.

رابعا: عليك بالتوازن الغذائي، إذا كان الغذاء متوازنا وصحيا يفيد صاحبه.

خامسا والنقطة الأخيرة: أنا (حقيقة) أفضل أن تراجعي طبيبك النفسي مرة أخرى وتناقشيه في موضوع مضادات الاكتئاب، أنا شخصيا أرى أن مضاد الاكتئاب الذي يعرف باسم (بروزاك) واسمه العلمي (فلوكستين) ربما يكون مفيدا لك، لكن فائدة هذه الأدوية لا تتأتى بسرعة، يعني أن البناء الكيميائي يستغرق وقتا، وهذا يتطلب منك أن تصبري على الدواء، أرجو أن تتدارسي هذا المقترح، وتناقشيه مع طبيبك إن رأيته مجديا.

تعويض فيتامين (د) لا شك أنه ضروري، وبعض الناس يستفيدون كثيرا من المركب الذي يعرف (أوميجا 3).

مهما كانت حالتك النفسية والجسدية أرجو ألا تعطلي حياتك، فالدفع النفسي والمهني والجسدي والمعنوي يفيد الإنسان ويخرجه من حالات الشعور بالإنهاك والتهالك والضعف.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات