هل سأندم إن رفضت الشاب المتقدم لي؟ وهل آثم بذلك؟

0 365

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 27 عاما، خطبني في هذه الفترة شاب ليس متدينا، ومستواه الثقافي أقل مني بكثير، قبلت في البداية برؤية هذا الشاب تحقيقا لرغبة والدي، وأنه شاب صاحب خلق ودين، لكني حين تحدثت معه لم تعجبني طريقة حديثه، ولم أشعر بالانجذاب إليه، مع العلم أني شعرت بأنه طيب، وقابل أيضا للتغيير من الناحية الدينية.

احترت كثيرا، فأنا أشعر أحيانا بالراحة، ولكني كلما تحدثت إليه لا أنجذب إليه، فإن رفضت هذا الشاب فهل أكون آثمة؟ وهل سأندم إن فعلت ذلك؟

أرجوكم أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونشكر لك أيضا الحرص على تطييب خاطر الوالد، والحرص على إرضائه، فالوالد والوالدة هما أحرص الناس على مصلحة الفتاة.

نحن لا ندري عن قولك: (الشاب ليس متدينا) ماذا تقصدين بالتدين؟ وهل أنت متدينة؟ وما هي درجة التدين الذي عندك؟ وهل ليس متدينا بمعنى: أنه لا يصلي مثلا، أو بمعنى أنه يفعل المنكرات؟ فهذه النقاط الأساسية نحب أن تكون واضحة؛ لأن التدين أمره نسبي، ونحن نعتقد أن ترك المنكرات، والسجود لرب الأرض والسموات، هو: أساس هذا التدين، فإذا وجدت هذه الأشياء، وترك المنكرات وترك المعاصي، ونظرنا فوجدناه لا يصاحب الأشرار، ولا يصاحب أهل الفسق والفجور، فإن هذا مؤشر جيد، فلست أدري إذا كان هذا موجودا، ونتمنى أن تواصلي الاستمرار في صلاة الاستخارة، وهي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير.

وإذا كانت لم تعجبك طريقة الحديث، فهل هي الطريقة أم فحوى الحديث التي لم يعجبك؟ وأيضا: أنا أقول لم لم تحسي بالانجذاب إليه، ولكنك أحسست أنه طيب، فهذه أيضا معادلة ومسألة تحتاج إلى شرح، مع أهمية الانجذاب والانطباع الحسن عنه، وأيضا شعورك بأنه قابل للتغيير من الناحية الدينية يحتاج لتوضيح, فهذا مهم جدا, ومؤشر هام جدا.

وإذا كنت أحيانا تشعرين بالراحة، وكلما تحدث إليك تنجذبين إليه، فإننا نريد أن نقول: إذا كان لهذا النفور أسباب فبها ونعمت، أي أن لا تنجذبي إليه لأنه بخيل، أو لا تنجذبي إليه لأن كلامه فسق، أو لا تنجذبي إليه لأن شكله غير جميل, فإذا كانت هذه هي الأسباب فهذه لها اعتبار، أما إذا كان عدم الانجذاب ليس له أسباب، فإن عليك أن تتعوذي بالله من الشيطان الذي لا يريد لك الزواج؛ لأن الشيطان يريد أن نكون بلا زواج، فإذا تزوجنا فمن للزنا؟! ومن للفواحش؟! ومن للمنكرات؟! والشيطان يحشد أجناده – أتباعه - ليعمر بهم الجحيم – والعياذ بالله – ليدخل معهم ويملأ بهم النار.

فلذلك نتمنى أن تنظري للموضوع نظرة شاملة، وحبذا لو أجبت عن هذه التساؤلات، وينبغي أيضا أن تنظري إلى الخيارات المتاحة، ومستوى الشباب الموجود حولك، وإمكانية الارتباط فعلا بالمتدينين، وهل هم كثر؟ وهل هم موجودون حولك؟ وما رأي الأسرة؟ ... فهذه الأشياء مجتمعة، وهي القواعد التي تبنين عليها اتخاذ هذا القرار بعد الاستخارة وشدة البحث عن الشاب، وأرجو أن يكون لأوليائك دور، فالرجال أعرف بالرجال.

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان, ثم يرضيك به، ونتمنى أن تصلنا توضيحات أكثر حتى تكون الإجابة أدق, ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات