مشكلة اهتزاز الرأس... وما تسببه من مواقف محرجة

0 661

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي مشكلة منذ 5 أو 6 سنين، ألا وهي اهتزاز الرأس، فلما كان عمري 17 عاما بدأت معي هذي المشكلة لما كنت جالسا مع أصحابي نذاكر، وكان الحل عندي والضغط علي، وفجأة رأسي اهتز بطريقة لا إرادية، ومن بعدها إلى الآن والمشكلة معي.

أثرت في حالتي النفسية بشكل كبير، وفي كثير من الأحيان لما أكون في تجمع كبير، ويكون النظر علي يأتيني ارتباك بسبب هذا الشيء، وأخشى أن يهتز رأسي بشكل لا إرادي، ورقبتي تكون يابسة وقتها.

أخشى كثيرا من الظهور أمام الناس لإلقاء الخطابات، والتي من المفترض أن ألقيها بشكل عادي بحكم أني في الجامعة، لكن بسبب هذا الأمر تأتيني رهبة غير طبيعية.

وأحيانا حتى من دون ارتباك لما أتنرفز يأتيني الاهتزاز برأسي، وأحيانا لما أتفاعل في قضية ما، وفي المطعم في بعض المرات لا أستطيع أن أكمل أكلي وشربي بسبب هذا الأمر.

لا أعلم إذا كان هذا الأمر تبعا لاهتزاز الرأس، ولكن في الأشهر الأخيرة أشعر في بعض الأحيان بنبضات غريبة في رأسي تأتي فترة قصيرة، وتبتعد فترة طويلة، تأتيني بشكل قليل ولكن أخشى من كثرتها في المستقبل.

أيضا أشك في نفسي كثيرا، فمثلا عندما أرى شخصين يتكلمان بصوت منخفض أشك أنهما يتكلمان عني، وإذا أحد الأشخاص كتب كلاما سلبيا بـ (البلاك بيري) أو بمواقع التواصل الاجتماعي؛ يأتيني تفكير فوري أني أنا المقصود، وحتى عندما أرى شخصا مريضا في بعض الأحيان يأتيني شعور بأنه سيأتيني مثل مرضه ويدوم معي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأعتقد أن مشكلتك الرئيسية هي نوع من الخوف الاجتماعي المكتسب، موضوع هزة الرأس هي كانت البداية لهذا الأمر، وبعد ذلك حدث نوع من التكبير والتضخيم والمبالغة في مشاعرك لهذا الأمر، وبدأت تشعر به –أي هزة الرأس اللاإرادية– أكبر مما هي موجودة حقيقة، وإحجامك وتخوفك عن التفاعل الاجتماعي أو الظهور أمام الآخرين واضح مما ورد في رسالتك، وأعتقد أن الأمر قد تم تدعيمه من خلال التوجه الظناني البسيط الذي لديك، وأقصد بالتوجه الظناني أن شخصيتك في الغالب يكون لها طابع الميل لسوء التأويل وعدم الثقة في الآخرين.

هذه لا نعتبرها حالة مرضية، لأن الشكوك إذا كانت شديدة ومطبقة وظنانية لا شك أنها مرضية، وهذا مرض يجب أن يعالج بطرق وصور مختلفة تماما عن مجرد الشكوك البسيطة المرتبطة بالخوف الاجتماعي.

أعتقد أن حالتك بسيطة، وأقول لك –أيها الفاضل الكريم-: صحح مفاهيمك حول نفسك، أنت أفضل مما تتصور، أكثر من التواصل الاجتماعي، وأنا من جانبي أؤكد لك أن الآخرين لا يقومون بمراقبتك، وما تحس به من اهتزاز أو توتر داخلي أو الإحجام عن التفاعل الاجتماعي، هذه مشاعر خاصة بك داخلية لديك أنت، وكما ذكرت لك هي مبالغ فيها، ولا أحد يقوم بالاطلاع على ما في نفسك, مظهرك جيد، أداؤك جيد، يجب أن تبني هذه المفاهيم.

ومن المهم جدا أن تركز كثيرا على التواصلات الاجتماعية الجماعية، وأهمها حضور الصلاة في المسجد مع الجماعة، وأن تكون في الصف الأول بقدر المستطاع، هذا تفاعل اجتماعي عظيم جدا، وإذا أتيحت لك فرصة الانضمام لحلق القرآن هذا أيضا فيه دفع إيجابي جدا.

الانخراط في أي عمل اجتماعي أو خيري أو ثقافي على مستوى مؤسستك التعليمية أو على نطاق الحي، هذا يفيدك كثيرا, ممارسة الرياضة الجماعية أيضا مع الزملاء أو الجيران أو الأقارب هذا أيضا فيه دفع اجتماعي إيجابي جدا.

أنت أيضا محتاج لعلاج دوائي، وأعتقد أن عقار زيروكسات والذي يسمى (باروكستين) سيكون دواء مفيدا لك، والجرعة التي تحتاجها صغيرة، هي أن تبدأ بعشرة مليجراما –أي نصف حبة– يتم تناولها ليلا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، استمر عليها يوميا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

ويفضل أيضا أن تدعم الزيروكسات بدواء آخر متميز جدا في علاج الظنان الشكوكية المصاحبة للرهاب، الدواء يعرف باسم (رزبريادون) والجرعة المطلوبة هي واحد مليجراما، تناولها ليلا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء، لكن يجب أن تستمر على الباروكستين، وقطعا إذا استطعت أن تتواصل مع طبيب نفسي هذا أيضا سيكون أمرا جيدا بل مفيدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في استشارات إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات