السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم جزيل الشكر على إجابتكم عن سؤالي (2165592)، ولكن هناك شيء مهم استحييت من ذكره في السؤال، ولمحت له، وهو أني في البداية عندما تعرفت على هذا الشاب كان أهلي ووالدته موافقين، ولكن كنا ننتظر أن ينتهي من خدمة العلم.
ولكن في هذه الأثناء حدثت بعض المشاكل بيننا نحن وبين الأهل مما غير رأي والدته، فقد بقينا 3 سنوات في البداية، والآن وبعد أن توقفنا سنة كاملة، ولم نعد نرى بعضنا أبدا.
وعندما عدنا كنت بأشد الضعف، وكانت حالتي النفسية سيئة، كنت أرى بمنامي أني أموت، وخاصة مع وضع البلد عندنا، وللأسف لم أقدر أن أمنعه من نفسي كما كنت في السابق أمنعه، خاصة مع حبي له واشتياقي له كل هذه السنة، وللأسف دخل بي، وأنا الآن أشعر أن قلبي يتقطع كل يوم.
الآن تبت إلي الله، ووقفت عن هذه المعصية، مع العلم -يا شيخ- أنني ممن يصومون الاثنين والخميس، ولكن كنت بحاجة ماسة إلى قربه.
والآن لا أريد أن أبدأ حياتي أيضا بمعصية أخرى، فهل أتزوجه رغم عدم رضى أمه، أو أنها ستغضب عليه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ tulip حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بابنتنا، ونسأل الله أن يتوب عليها وأن يلهمها السداد والرشاد، وأن يردها ويرد الشاب إلى الحق ردا جميلا، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونتمنى من بناتنا ألا يخجلن من عرض الأسئلة، فأنتن بمقام البنات، ونحن نحرص على أعراضكن، ونتألم بآلام بناتنا وأبنائنا، ونطمئن الجميع بأن الأسرار محفوظة، وأن السكوت على الأخطاء ليس حلا، كما أن معالجة الخطأ بخطأ أكبر منه هو من قبيل الانتحار بكل أسف إن صحت هذه الكلمة.
ولذلك نحن نتمنى أن يتواصل معنا الأبناء والبنات حتى في القضايا المحرجة، لأننا بمقام الآباء ومقام الإخوان، الأخ الحنون والأب الشفيق، وفي نفس الوقت نحفظ الأسرار، وهذا الموقع له شرعيين ونفسانيين ومتخصصين في كل الجوانب، فالإجابة - إن شاء الله تعالى – تأتي على الوجه الذي يرضي الله تعالى، ولا نريد لمن وقع في خطيئة أن يدور حول نفسه وأن يندم وأن يتحسر، أو يعالج الخطأ بخطأ أكبر منه، ولكن عليه أن يشاور، هؤلاء الذين لا يعرفهم إلا عن طريق المواقع، وهي مواقع مأمونة، والأسرار فيها محفوظة، ومن حق كل سائل أن يطلب أن تحجب الاستشارة، وله ذلك.
أنا الآن أدعوك إلى القبول بهذا الشاب بشرط أن يتوب هو إلى الله، وأن تتوبي أنت إلى الله تبارك وتعالى، ولست أدري متى حصل هذا، ولكن أرجو أن يكون هذا الذي حصل قد حصل قبل مدة، وألا تكون له نتيجة، وأن تكوني قد حضت بعد ذلك مرة أو مرات، ثم بعد ذلك إذا صدق في توبته وصدق في رجوعه إلى الله ويريدك زوجة فلا مانع من الزواج، وما حصل بينكما من الحرام لا يمنع حصول الحلال، بشرط التوبة النصوح لله تبارك وتعالى، وأدعوك وأدعوه إلى أن تستروا على أنفسكم، وأن تتوبوا إلى الله توبة نصوحا، فإن الله بعد أن قال: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون}، هذه أكبر جرائم ثلاث، قال: {ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا}، هنا البشارة {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما}.
فإذا أخلصت في التوبة وصدقت في الرجوع إلى الله فليست مجرد مغفرة بل يبدل الله - العظيم الرحيم - السيئات القديمة إلى حسنات جديدة، فتوبي إلى الله وأقبلي عليه، واستري على نفسك، وينبغي هو أن يستر على نفسه، وتوبوا إلى الله توبة نصوحا، وعليه ألا يطيع والدته إذا كنت أنت مناسبة، وعليه ألا يطيع والدته أيضا إذا كان يميل إليك، ولا زالت المشاعر موجودة، بشرط التوبة والرجوع إلى الله وطي تلك الصفحة من الماضي.
لذلك نحن نتمنى أن تكملي معه المشوار، لأن هذا هو أنسب الحلول بالنسبة لك، ونشترط أيضا ونتمنى أن يكون هو أيضا قد ندم وتاب وبدأ يصوم ويصلي، ويعود إلى الله تبارك وتعالى، ونتمنى أيضا أن يتواصل معنا ليسمع التوجيه، وأرجو أن تتوقفي عن العلاقة تماما حتى تكون العلاقة شرعية معلنة واضحة على كتاب الله وعلى سنة النبي - صلى الله عليه وسلم – وسوف نكون سعداء بمزيد من التواصل مع الموقع، ونحن (حقيقة) نتمنى في مثل هذه الأحوال أن تواصلي معنا بدلا من أن تعيشي الأحزان والآلام، فيتحول الوضع إلى أمور نفسية ومعاناة تعانينها وحدك في صمت، فهناك من يشعر بالجراح، وهناك من يتفاعل مع الأبناء والبنات، ونحن شرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا، بل شرف لنا أن نأخذ بأيديهم إلى الطريق الذي يرضي الله تبارك وتعالى.
نكرر ترحيبنا بك، ونشكر لك هذه الصراحة مع موقعك، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك الأحوال.