السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة منذ سبعة أشهر كنت في بداية زواجي إنسانة طبيعية جدا لا أشكو من أي شيء، وبعد زواجي بشهر تقريبا، وبدون أي أسباب صرت أشكو من ألم حاد جدا في كليتي.
وعند إجراء التحاليل والفحوصات كانت النتائج سليمة، ثم بعد فترة قصيرة صرت أشعر بشيء ما يقف في حلقي، وكأن به لقمة محشورة لا أكاد أتنفس، ولا أستطيع الأكل والكلام بسببها حتى أن صوتي أصبح مبحوحا، وبدون أي سبب عضوي، ثم انتقل الألم إلى عيني، فأصبحت لا أستطيع الرؤيا جيدا، وإذا مشيت في الشارع صرت أخاف كثيرا من الزغللة، وعدم القدرة على النظر جيدا تسبب كل ما ذكرته لي في حالة خوف من الخروج، واكتئاب شديد، ولم أعد قادرة حتى على رؤية أهلي، وهم مشتاقون لي كثيرا، والله إن قلبي ينفطر في كل يوم شوقا لأبي وأمي وإخوتي، وهم جيران لي، ولا أستطيع الذهاب لهم ولاستقبالهم، فكلما رأيت الناس ينتابني الخوف والفزع، ونوبات من الصراخ الذي يكون أشبه بوحش يهجم عليك.
قرأ علي أحد المشايخ وقال لي: إنني مسحورة، أعياني الألم، أرجوكم ساعدوني جزاكم الله عني جنة عرضها كعرض السماء والأرض.
أختكم في الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأبدأ بما انتهيت إليه وأقول: إن كنت مسحورة أرجو أن تؤمني إيمانا قويا وصارما بأن هذا السحر أن الله سيبطله، ولا يفلح الساحر حيث أتى، واعرفي - أيتها الفاضلة الكريمة – أن كل ما تحتاجين له هو المحافظة على صلاتك بخشوع وإتقان وتلاوة القرآن والدعاء والذكر، واستعمال الرقية الشرعية، والبعد عن المشعوذين والدجالين.
الذي أراه أنك تعانين من حالة نفسية بسيطة، لا أعرف سببها، أنت قلت أن الأعراض بدأت بعد شهر من الزواج، والزواج لا شك أنه حدث جميل وطيب وعظيم، أتمنى أن تكوني على توافق مع زوجك.
الحالة بصفة عامة – خاصة الآلام – اتضح أنها آلام ليست عضوية المنشأ، قد يكون سببها القلق، بالنسبة لموضوع الشعور بالغصة في الحلق والصدر: هذه أعراض قلقية ولا شك في ذلك.
هنالك حالات نسميها بالحالات النفسوجسدية، يعني أن الإنسان قد يكون قلقا أو يكون متوترا أو مكتئبا اكتئابا بسيطا، وتظهر لديه أعراض جسدية مختلفة.
أحسن وسيلة لعلاج مثل هذه الأعراض هو تجاهلها التام، ومحاولة أن تعيشي حياة صحية، والحياة الصحية تتطلب أن ينام الإنسان مبكرا، أن يكون غذاؤه متوازنا، أن يدير وقته بصورة صحيحة، أن تمارسي أي رياضة تناسب المرأة المسلمة، أن تكون لك فعالية اجتماعية، وكذلك على مستوى البيت ومعاونة الزوج، أن تصلي رحمك، أن تبرئي والديك... هذه هي الحياة الجيدة والطيبة التي تجعل الإنسان في حالة من الاسترخاء والطمأنينة.
عبري عن مشاعرك، لا تحاولي الكتمان، فالكتمان ينقلب كثيرا إلى أعراض عضوية، مثل الشعور بالضيق في التنفس، الشعور بالوخز في الصدر، وحتى الغصة في الحلق أحيانا يكون سببها الكتمان، فكوني معبرة عن ذاتك أولا بأول في حدود الذوق والأدب، فالتفريغ النفسي هو أفضل أنواع العلاجات، ولا بد أن تكوني متفائلة أيضا، -الحمد لله- أنت صغيرة في السن، أمامك - إن شاء الله تعالى – مستقبل طيب، عيشي في سعادة مع زوجك، وسلي الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة.
لا مانع من أن تتناولي أيضا دواء بسيطا جدا مزيلا للقلق والتوترات، الدواء يسمى (سبرام) واسمه العلمي (إستالوبرام)، وهو متوفر في ليبيا، الجرعة هي أن تبدئي بعشرة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرين مليجراما – تناوليها يوميا لمدة أسبوعين، ويفضل تناولها ليلا، وبعد انقضاء الأسبوعين اجعليها حبة كاملة، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذا الدواء من الأدوية الطيبة والفاعلة وغير الإدمانية، وجرعتك صغيرة جدا، وهي حبة واحدة في اليوم، علما بأن الجرعة يمكن أن تكون حتى ثلاثة أو أربعة حبات في اليوم.
إذا قدر الله وحدث حمل يجب ألا تتناولي هذا العلاج، ويكون هنالك ترتيب آخر في العلاج.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.