أرى أني مصاب بضعف الشخصية، ما نصيحتكم؟

0 380

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من ضعف الشخصية، بحيث أني لا أعرف كيف أتكلم؟! وإذا كلمني شخص يريد الحديث معي ممكن أتكلم معه قليلا ثم لا أجد ما أقول له.

أحس أن رأسي لا توجد به أفكار، وأبدأ أفكر في موضوع جديد لكي أقوله له أو أني في الأغلب أصمت، وهذا يبين أني ضعيف، وهذا سبب استغلال بعض الناس اللئام لحالتي، لكي يضحك الناس في أي مجلس!

في بعض الأحيان أخاطب كالصغير، والمشكلة هي أني لا أجد ما أقول لكي أرد على المستهزئ بي، أو الذي ينقص من قدري.

السبب في ذلك ليس الخوف، بل كما يقال: لساني يخونني، ولا أجد ما أقول! لا أدري هل هذا نوع من التخلف العقلي؟ فأنا عادة في أي مجلس مع أصدقاء أو أقارب أجلس صامتا، ولا أستطيع مجاراة الناس الذين يتحدثون، وكأني أتفرج على تلفاز، لا أشارك سوى في الضحك.

لا أجدني أشارك في الكلام إلا قليلا، وعادة يكون تعقيبا، وكذلك أحس أني ثقيل الظل، فأصدقائي قليلون جدا، لأني لا أعرف كيف أمازح أصدقائي، ولا كيف أكتسب أصدقاء جددا، بسبب عدم قدرتي على الحديث لكي أجذبهم؟!

أحس أني متخلف عن من هم في مثل عمري، بل حتى عن من هم أصغر مني، وأيضا أعاني من ضعف واضح في الذاكرة، وكذلك عدم القدرة على التركيز، وأعاني أيضا من إدرار البول، ولا أدري ما سببه؟!

علما أنني تركت شرب القهوة والشاي، وأريد منكم إذا كان يوجد علاج لهذه الحالة أن يكون علاجا طبيا، ولا أريد علاجا نفسيا من الذي يأخذ الكثير من الوقت، لأني لا أرى فيه علاجا، فكيف يعالجني؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي: ما وصفته بضعف الشخيصة كسمة من سماتك أعتقد أن ذلك ناتج عن مفاهيم خاطئة، حيث إن كل الذي تعاني منه هو عدم قدرتك على التواصل الاجتماعي بصورته الصحيحة، وقد يكون ذلك ناتجا عن شيء من الخجل أو الرهبة، وهذا دفعك لأن تقدر نفسك أو ذاتك تقديرا سلبيا.

يظهر لي أيضا أن لديك ميولا للقلق والعصاب، حيث إن عدم القدرة على التركيز في مثل عمرك من أكبر مسبباته هو القلق النفسي، كما أن كثرة التبول قطعا ناتجة عن ما يسمى بالمثانة العصبية أو العصابية، ويعني أن كثرة إدرار البول أيضا سببها تسارع في انقباضات عضلات المثانة، وهذا كله ناتج عن القلق.

أنت محتاج إلى الخطوات الآتية:
-تقييم ذاتك، التقييم السلبي، وهو الذي طبقته على نفسك وإعطاء مفاهيم خاطئة عن نفسك، حاول أن تضع إيجابياتك في كفة وسلبياتك في كفة أخرى، والدراسة التحليلية لإنجازاتك ولشخصيتك سوف تجد أن لديك ميزات إيجابية كبيرة، وهذا -إن شاء الله تعالى- يقلص كفة السلبيات كثيرا.

- التواصل الاجتماعي من خلال العمل يعتبر نوعا جيدا من التمرير على تطوير المهارات الاجتماعية، أنت تعمل في عمل ممتاز وجيد، وهذا سوف يتيح لك فرصة التفاعل مع الآخرين، فأرجو أن تستفيد من ذلك كثيرا.

-أدخل نفسك في برامج اجتماعية ومهاراتية، وألزم نفسك بمواصلته، مثلا أن تكون لك زيارات أسبوعية لأصدقاء أو زملاء أو أرحاما، وتشاركهم في بعض أحاديثهم، ممارسة الرياضة الجماعية، أيضا فيه فائدة كبيرة جدا لك، الانخراط في أي عمل ثقافي أو اجتماعي، هذا أيضا يفيدك كثيرا.

- الاطلاع والإكثار من الاطلاع، لأن المعرفة تتأتى من خلال الاطلاع، والإنسان حين يكون لديه رصيد كبير وقوي من المعرفة والمعلومات، ويستطيع أن يتحدث ويتواصل مع الآخرين بل ويحاورهم.

-لابد أن تجعل لنفسك هدفا أو أهدافا في الحياة، وأنت لديك الوسائل التي توصلك إلى أهدافك، فقط حدد هذه الأهداف، وضع خارطة طريق معينة للوصول إليها بإذن الله تعالى.

النقطة الأخيرة: أرى أن تناول أحد الأدوية التي تقلل من الرهبة الاجتماعية، والقلق والتوتر، وتحسن المزاج، سيفيدك أيضا –إن شاء الله- وهو عقار باروكستين، والذي يعرف باسم زيروكسات.

أرى أنه جيد جدا لحالتك، والجرعة المطلوبة هي نصف حبة أي (10) مليجرام، تناولها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك اجعلها حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أيها الفاضل الكريم: جزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات