كيف أنجو بنفسي من الممارسات غير الشرعية أثناء الخطبة وقبل الزواج؟

0 313

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة، أبلغ من العمر 22 سنة، مخطوبة منذ سنة، مشكلتي مع خطيبي (يبلغ من العمر 24 سنة) بعد قراءة الفاتحة وإشهار الخطبة أصبح يتكلم كثيرا عن الجنس وممارسة الجنس، وبما أننا نتقابل في منزلي مرة في الشهر، الكلام عن الجنس أصبح واقع أعيشه، اعتدنا على ممارسة الحرام (دون الوصول إلى الجماع)، وزين لنا الشيطان أعمالنا.

في كل مرة نقرر أن نبتعد عن كل ما يغضب الله، ولكن عندما نتقابل لا نستطيع مقاومة شهواتنا، وفي هذه الأيام قررنا أن نعقد القران في أقرب وقت لأن الزواج حاليا غير ممكن، يمكن أن نتزوج في عام 2015م إن شاء الله، إلا أن الرفض كان من العائلتين، وذلك بسبب العادات والتقاليد، ونحن لا نستطيع ان نشرح لهم السبب، وفي نفس الوقت أريد أن أتوب إلى الله وأن أعقد القران كي أصبح زوجته شرعا.

ساعدوني أرجوكم ماذا أفعل؟ أنا تعبت كثيرا ولم أجد حلا لمشكلتي, جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صبرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة– ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونؤكد لك أن الحل في مراسيم الزواج وفي عقد النكاح، لا حل إلا في هذا الاتجاه، وإذا لم يتيسر هذا فلا بد أن يبتعد عنك هذا الخاطب، لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها ولا التوسع معها في الكلام، وهذا كله يحدث.

ولذلك ينبغي أن تتجنبي عواقب ما يحدث، وأرجو أن تجتهدوا في إقناع الأهل، في إقناع الأسرتين، حتى يوافقوا على ما هو أصل من الناحية الشرعية.

إن الشريعة تقول (لم ير للمتحابين مثل النكاح) والشريعة ترى أن خير البر عاجله، وأنه لا معنى لتأخير عقد النكاح بعد الخطبة، وكما أن طول فترة الخطبة خصم على سعادة الزوجين، وهي مجلبة للمشاكل ومجلبة للأزمات، وما تتكلمين عنه جزء من هذا الذي يمكن أن يحدث.

لذلك نتمنى أن يكون في الأهل عقلاء، وفي الأهل فضلاء، وفي الوجهاء والدعاة خير، بحيث يتدخلوا من أجل إكمال هذا المشوار، وحتى لو حدث عقد النكاح فإن المسألة لا بد أن يتبعها ما بعدها من الزفاف والدخول، وإلا فأيضا سيبقى شيء من الحرج، لكنه ليس مثل الآن، فأنت بعد عقد النكاح في كل الأحوال أنت زوجة له على كتاب الله وعلى سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

لكن الخطبة كما هو معروف ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، ولذلك نتمنى أن تجدوا حلا، والحل في إقناع الأهل من أجل إكمال هذا المشوار.

ولست أدري هل هناك أسباب وجيهة في تأخير هذا الزواج؟ قد تقولوا الدراسة، قد تقولوا كذا، هذه كلها ليست أسباب، وعندنا نماذج كثيرة ممن تزوجوا وأكملوا مشوار الدراسة، فإن المرأة تأتي برزقها، والرجل يأتي برزقه، وإذا جاء أطفال فإن الله هو الرزاق سبحانه وتعالى، وما على الزوج إلا أن يجهز ما يستطيع من الأموال، ثم عليه أن يتقدم خطوة إلى الأمام، فيحول هذه الخطبة إلى عقد نكاح صحيح، ثم يجتهد بعد عقد النكاح في أن يكون الدخول، وفي إكمال مراسيم الزواج، حتى تسعدوا السعادة، وحتى يتحقق الهدف الأصلي الذي من أجله يتزوج الناس، فإن في الزواج سعي للعفة، حتى يحصل هذا أرجو أن تبتعدي عنه، ونتمنى أن يباعد بين الزيارات، ونتمنى أيضا عندما يزوركم تكونون في مكان مكشوف يرى، فإن هذا أدعى إلى أن تراعوا بعض الآداب، وتستطيعوا أن تقاوموا هذا الميل الجارف تجاه بعضكم.

لذلك هذه الخلوة لا تجوز بين الخاطب ومخطوبته، حتى لو كان في بيتها أو في أي مكان، لا بد أن يكون المكان مكشوفا، يعني تجلسوا في صالة مكشوفة والوالدة والناس يمروا من الجزء الثاني، أو أنتم في مكان يرى، وبعد ذلك تتكلموا، أما غير ذلك من أن تكون هناك خلوة في مكان منعزل بعيدا عن الناس بعيدا عن الأعين بعيدا عن الأذان، فهذا قد يكون فيه شيء من الحرج، والشيطان يحضر في مثل هذه المواطن، وليس في مصلحة الفتاة التهاون في هذه المسألة، فقد لا تتم المسألة –لا قدر الله– قد يحصل للخاطب شيء بعد ذلك، وتصبح الفتاة متورطة، وأهلها لن يعرفوا سرها بعد ذلك إذا كانت العلاقة أكبر من ذلك، والحمد لله أنتم لا زلتم في أمن وعافية طالما كانت العلاقة بهذا المستوى، رغم أن هذا المستوى أيضا غير مقبول من الناحية الشرعية في مرحلة الخطبة.

نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات