السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني الوحيد وهو بعمر 3 سنوات اكتشف الأطباء أثناء حملي به بأنني مصابة بفشل كلوي! لا أخفي عليكم بأنني تأثرت نفسيا بالخبر، وتغير أسلوب حياتي، ولكن -بحمد الله- أنجبته بعملية، وصارت أموري على ما يرام.
من أول ساعة من ولادتي لاحظت أشياء غريبة على الطفل؛ كأن وجهه ما شاء الله صفاء وإشراق، وفي اليوم التالي تغير لونه حتى إنني شككت بأنه ليس طفلي الذي أنجبته أصبح وجهه مائلا للأزرق، واستمرت شكوكي بكونه مريضا، وكان لا يرضع بشكل جيد إلا في حالة الاستلقاء، وغير ذلك يرضع قليلا، ثم يصاب بضيق، ويترك الرضاعة كان دائم البكاء، حاولت كثيرا إقناع زوجي بأخذه إلى الطبيب بلا فائدة، كان يرفض بشدة، ويحاول إقناعي بأن ولدي طبيعي، وأنه بسبب خوفي عليه.
كنت أيضا أكذب إحساسي، ولكن استمرت معاناتي، كان ولدي لا يزيد وزنه في الوضع الطبيعي، وفي عامه الأول كان يمرض بشكل دائم تقريبا كل شهر، ونظرا لمرضي أنا أمه وضعف مناعتي فقد كان يأخذ مني العدوى بسرعة.
قد تأخر في المشي بالنسبة لأخواته الإناث، وفي ظهور أسنانه أيضا، وفي الكلام، وكان يصيبه انقطاع في التنفس أثناء النوم، ولكن ألاحظ عليه تحسنا كبيرا، -والحمد لله-.
أما الآن فهو متأخر في الكلام، وأشعر بأنه لا يفهم كل ما أقوله له ولا يتجاوب معي بالشكل المطلوب، وهو كثير الحركة، ومخرب بشكل ملفت للانتباه.
بحثت كثيرا عن الأسباب وشككت في الكثير من الاحتمالات منها أن يكون مصابا بالتوحد، ولكن ابني يحب العناق، وليس انطوائيا، ويلعب بألعاب متعددة، وينسجم مع أقرانه، ويخاف الأخطار ويحسن التصرف وحده، فأجده يتصرف في تدبير أموره بوعي يحس بالتغيير، فلو تغير شكلي مثلا: شعري أو أي شيء يبدي الاهتمام، ولكن بصمت أو بابتسامة.
إنه للأسف يتعلم بصعوبة، أحاول تعليمه أشياء بسيطة مثل: كيف حالك؟ ما اسمك؟ يتعلم بصعوبة أين أنفك؟ أين عينك؟ يحاول التهرب من التعلم وأشفق عليه؛ لأنه عندما أسأله يخجل ويشعر بعجزه أمامي فأتركه.
لديه شخصية مستقلة في كل تصرفاته، عنيد غالبا، وعدواني أحيانا، يحب اللعب بالكرة والدراجة، تجده عاديا، وهو صامت، ولكن إذا كلمته لا يتجاوب، أطلب منه أن يحضر شيئا فلا يستجيب لي.
بدأ حديثا ترديد بعض الأناشيد التي تبث على التلفاز، ولكني أشك في فهمه للكلمات، وأخاف مستقبلا من التحاقه بالتعليم، وأفكر في الصعوبات التي سيواجهها. دائما أشعر بأنه أصغر من سنه الحقيقي.
للأسف تحصل دائما مقارنات بينه وبين أقرانه، وهذا يسبب لنا الإحباط، وأشعر بخيبة الأمل لدى زوجي، ولكن لا يصارحني أبدا بمخاوفه، لا أعرف لماذا لم أكن أكلمه طول هذه الثلاث سنوات، ربما لأني لم أر فيه التجاوب والفهم الجيد، عكس أخواته الإناث، أشعر بأني أظلمه هكذا، قررت عرضه على الطبيب، ولكن لا أعرف ما هو التخصص المناسب لحالة ابني، وما هي الأمور المطلوبة مني تجاهه؟ وما هو تشخيص حالته برأيكم؟
وأخيرا: جزاكم الله عنا خيرا.