السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا طالبة جامعية، أدرس في منطقه بعيدة عن سكني، وكل يوم أسافر لها حوالي ساعتين ذهاب وساعتين رجوع، كنت إنسانه جدا مرحة ومتفائلة وسعيدة والآن أنا حساسة جدا وأشعر بإن الجميع يكرهني، وأشعر أني قبيحة جدا.
لا أعرف كيف أنظم وقتي، ودائما أؤجل أموري، وأفكر بالموت، وأخاف منه، فعلا لا أعلم ماهي مشكلتي، أخاف الفشل، وأخاف من كلام الناس، ودائما ما أتصنع الزعل والمرض والتعب، لكي أجد الاهتمام، أو أفتعل مشكلة كي أجد السؤال والاهتمام، وكل أمر أقول سأفعله لا أفعله، لا أعلم لماذا؟
أتمنى أن أصبح متفوقة ورسوبي ببعض المواد زاد، مشكلتي وخوفي وبكائي وحزني، أتمنى أن أكون إنسانة صادقة مع نفسها، كذلك لدي أخطاء في الكتابة والقراءة، وهذا جدا يخجلني دوما أستحقر نفسي، ودوما أنا فوضوية، وأندم على ما أفعله، حتى أهلي أصبحوا يقولون لي: ليتك تعودين مثلما كنت في السابق، حتى وزني زاد أصبح 57 ومن قبل كان 45.
أريد أن أصبح إنسانة متميزة ومتفوقة ورائعة وسعيدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأولا: من الضروري جدا أن تثقي في مقدراتك.
ثانيا: من الضروري جدا أن تعرفي أن التغيير يأتي منك أنت.
ثالثا: قطعا الرسوب في بعض المواد أمر محزن للإنسان، وهذا الإخفاق يجب أن يكون محفزا لك من أجل تدارك الموقف، والسعي من أجل النجاح والتميز.
رابعا: بجانب التحصيل الأكاديمي لا بد أن تعيشي حياة طيبة وتطوري من مهاراتك.
إذن أنت مطالبة بالآتي:
أولا: ضروري جدا أن تنظمي وقتك، والفوضوية في تنظيم الوقت يتخلص منها الإنسان من خلال كتابة جدول يومي يلتزم به التزاما قاطعا، وهذا الجدول يجب أن يبدأ بصلاة الفجر، وينتهي بأذكار النوم.
وإدارة الوقت لا تعني أبدا أن ينقطع الإنسان للمذاكرة والقراءة، على العكس تماما يخصص وقتا للراحة، ووقتا للترفيه عن النفس، ووقتا للرياضة، ووقتا لمشاركة الأسرة، ووقتا لزيارة الأقارب والأصحاب والجيران، ووقتا لنشاط اجتماعي، أشياء كثيرة جدا يمكن للإنسان أن يقوم بها خلال يومه، وحين ينجز ويحس بذلك في نهاية اليوم، هذا يحفز الإنسان ويعود عليه بمردود إيجابي جدا.
عليك أيضا بالصحبة الطيبة والرفقة الصالحة، أعتقد أن انضمامك لأحد مراكز تحفيظ القرآن – والنشاط الاجتماعي – سوف يساعدك كثيرا في هذا السياق، سوف تجدي - إن شاء الله تعالى – من يأخذ بيدك ويساعد على رفع همتك، فالنماذج الطيبة في الحياة دائما تمهد لنا الطريق من أجل النجاح والإنجاز - إن شاء الله تعالى -، هذا لا يعني أن يكون الإنسان متواكلا أو متكلا على الآخرين، إنما الهدف من الأخذ والاقتداء بالنماذج هو تحسين الدافعية من أجل الإنتاج والنجاح.
تصنعك للزعل والمرض لا شك أن هذه عادة ليست طيبة، الإنسان يجب ألا يتمارض، أنت في سن فيها طاقات نفسية وجسدية ممتازة جدا، يجب أن تستفيدي منها. أنصحك أيضا ببر والديك، هذا فيه خير كبير لك.
ختام الأمر: أن التغيير هو تحت إرادتك، ويجب أن يتم منك أنت، وأعرفي أن الله تعالى قد استودع فيك طاقات عظيمة يجب أن تستفيدي منها {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} {فاتقوا الله ما استطعتم} {لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها} فابذلي ما بوسعك في تغيير نمط حياتك، ورتبي ونظمي وقتك، وما مضى قد مضى، المهم هو الآن والمستقبل، وهذا في يدك تماما.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.