أعاني من التفكير المستمر في الجن والمس.

0 535

السؤال

السلام عليكم..

مشكلتي منذ صغري وأنا أعاني من التفكير المستمر بالجن والمس، وذهبت للطبيب النفسي وأخبرني أنه وسواس قهري، تعالجت لمدة عشرة أشهر وشفيت من بعض الأفكار، ولكن يسيطر علي وسواس المس، فأخاف أن أستحم وحدي بالبيت أو الاستحمام ليلا، وتصيبني رعشة ورجفة خوفا من المس، وأخاف النوم وحدي، وأخاف الخروج بدون أذكار، والنوم على جنابة.

أيضا: عندي صداع دائم، والآن مستمرة بالعلاج، ولكنه أتعبني بشدة، وإن تجاهلت هذه الأفكار تعود لي في المواقف نفسها، ويسيطر الوسواس علي أنه سيصيبني بيوم من الأيام مس، والمشكلة نشأت وترسخت عندي أن الضرر بيدهم، ولا أستطيع تغييرها، وأشعر بقلق وخوف، وأصبحت أسيرة الوسواس، وأصبحت أتعب كلما أردت التقدم لوظيفة، أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ smart حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

موضوع التفكير في الجن والمس والسحر والعين هي من الأمور التي أضرت كثيرا بواقعنا الحياتي، وكان لهذا الأمر مردود سلبي على الكثير من الناس، لكن -الحمد لله تعالى- نستطيع أن نقول: إن وعي الناس قد ارتفع، وأصبح الناس قلما يقعون ضحايا للأفكار الوهمية، وما يصدر من بعض الجهلاء والمشعوذين.

الجن والعين والمس والسحر كلها حقائق ثابتة نؤمن بها يقينا ولا شك في ذلك، لكن -أيتها الفاضلة الكريمة- يجب أن نؤمن أنها جميعا إن وجدت أن الله سيبطلها، وأن الله خير حافظ، والمؤمن يجب أن يعرف أن الله تعالى قد كرم الإنسان على مخلوقاته، جنها ومسها وساحرها، وكل تلك القناعات يجب أن تكون الأساس الذي تبنين عليه.

احرصي على صواتك، وعلى تلاوة القرآن والأذكار، هذا هو المطلوب تماما، واعرفي أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك، وهذا الأمر محسوم حسما تاما، وأرجو منك أن تجلسي في البيت وحدك، وأن تقاومي هذا الوسواس الذي يجرك لاتباع هذه التوهمات التي أضرت بك كثيرا، هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى: الوساوس القهرية في بعض الأحيان وبالتحديد في حوالي (40-50%) من الناس قد تعاودهم من فترة لأخرى، لكن صاحب الوساوس حين يترك الوسواس ويتوقف عن الاسترسال فيه، ويحقره ويتجاهله؛ يستطيع تماما أن يقلل من حدته، وهذا يضعفه كثيرا؛ لأن الوسواس يستشري وينمو ويقوى متى ما كان الإنسان تحت تأثيره، وأعطاه الاهتمام الكامل، وبدأ يناقشه ويحاوره، فإذن العلاج هو التجاهل والتحقير.

الأمر الثاني هو: الدواء العلاجي، وهو مهم حتى وإن استعمله الإنسان لفترة طويلة فلا بأس في ذلك، لأن الوساوس القهري بما أنها أحد أمراض القلق ذات الطابع الخاص، فقد اتضح وبما لا يضع مجالا للشك أن هنالك عوامل بيولوجية تتعلق بكيمياء الدماغ تلعب دورا في الوساوس، -وبفضل الله تعالى- ظهرت هذه الأدوية الفعالة التي جعلت تأثيرها واضحا جدا على ترتيب كيمياء الدماغ ووضعها في المسار الصحيح، وحقيقة مثل حالتك هذه محتاجة إلى دواء واحد فقط، وهو عقار فلوكستين -هذا اسمه العلمي، ويسمى تجاريا بروزاك، وله مسميات تجارية أخرى- سيكون دواء مفيد جدا بالنسبة لك، تناوليه بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم اجعليها كبسولتين في اليوم -أي(40) مليجراما- واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها كبسولة واحدة في اليوم لمدة عام، وهذه الجرعة الوقائية المطلوبة، وهذه المدة ليست طويلة؛ علما بأن جرعة الفلوكستين الكاملة قد تصل إلى أربع كبسولات في اليوم، وأنت محتاجة إلى كبسولة واحدة، وهذا يكفي تماما، وبعد عام اجعليها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، والدواء غير إدماني وغير تعودي، وليس له أثر سلبي على الهرمونات النسائية.

هذا هو الذي أنصح به، ولابد أن تجتهدي وتحسني إدارة الوقت؛ لأن الوسواس يتصيد الناس من خلال كثرة الفراغ الذهني، فالفراغ من خلال عدم استثمار الوقت هذا كله بوابة يدخل من خلالها الوسواس.

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات