السؤال
السلام عليكم
في أيام المدرسة تعرفت على فتاة وأعجبت بها، ومع الوقت هي أبدت إعجابها بي, ومع الوقت تطورت علاقتنا إلى أن أصبحت علاقة حب!
دامت العلاقة أكثر من خمس سنوات، وكانت تواجهنا المشاكل مني أنا شخصيا لأني كنت أغار كثيرا، وعندي شكوك، وهي سافرت للتعلم، وفي هذا الوقت انفصلنا لسبب أنني أزعجتها في شكوكي، ومن وبعد سنة من دراستها في الجامعة تقدم شاب لخطبتها فوافقت عليه, ومرت أيام، ولكن اتضح بأنها لن تنساني وتفكر بي دائما، وأنا أيضا كذلك، لكني فقدت الأمل.
بعد ما فقدت أملي هي رجعت نادمة كثيرا، وحاولت أن نستعيد علاقتنا وهي مخطوبة، وأنا مشاعري قويت تجاهها، حتى إني لا أستطيع أقاوم، فرجعت علاقتنا جيدة وقوية، ولكنها مخطوبة.
أنا لا أعرف ماذا أفعل؟! كل ما أعرفه أنني أريدها، وسافرت إليها عدة مرات، وغامرت من أجل هذا الحب، وحدث أن أقمنا علاقة جنسية، وفي كل فترة نتقابل ونتجه إلى نفس الخطأ!
لا أعلم ماذا أفعل؟! فأنا أحبها كثيرا، وهي لا تستطيع أن تترك خطيبها لسبب خوفها من العائلة والتعصب عند الأب.
أرجو منكم المساعدة، وأن تجدوا لي حلا، فأنا كل يوم أقع في الخطأ أكثر وأكثر، فلا تتأخروا علي أرجوكم.
شكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك أيها الابن الكريم، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليكم، وأن يلهمكم السداد والصواب، هو ولي ذلك والقادر عليه.
بداية نرى أن الحل هو أن توقف هذه العلاقة تماما، فإن ما يحصل لا يرضي الله تبارك وتعالى، حتى لو كنت تريد أن تتزوج الفتاة؛ فإن هذه العلاقات التي ليس لها غطاء شرعي، التي تتم دون علم الأهل، التي توسعتم فيها حتى دخلتم في الحرام، نحذركم من الاستمرار في هذا الطريق؛ لأن العواقب وخيمة، واعلموا أن العظيم الرحيم يستر على الإنسان ويستر عليه، فإذا تمادى ولبس للمعصية لبوسها فضحه وهتكه وخذله، وهذا الذي يحدث ليس فيه مصلحة لك ولا للفتاة، فاتق الله في نفسك، وابتعد عن هذه الفتاة، وانصح لها، واجعلها تكمل هذا المشوار؛ لأنه لا يجوز لها أن تخطب ذلك الشاب وفي الظاهر وبين أهلها وتكون علاقة بهذه الطريقة، وما ينبغي لك أن تساعدها على هذا الأمر.
أرجو أن تعلموا أنه إن كان في الأمر صعوبة في أن تفترقوا فإن الأصعب هو الاستمرار، والأخطر هو التمادي في المعصية، والشر المستطير في السير في هذا النفق المظلم، فاتق الله في نفسك، وابتعد عن هذه الفتاة، فإن استطاعت بعد ذلك وحدها أن تتخلص من تلك العلاقة وتقنع أهلها واستطعت أن تقنع أهلك، وتبتم قبل ذلك جميعا إلى الله تعالى توبة نصوحا، فلا مانع بعد ذلك من أن تطلب يدها بطريقة رسمية، ولكن العلاقة لا بد أن تتوقف تماما حتى توضع في إطارها الصحيح.
الوضع هكذا لا يجوز لك خطبتها، لأن المؤمن لا يخطب على خطبة أخيه، لأنها خطبة صحيحة معلنة، وأنت تقول إنها وافقت عليه، وبعلم أهلها، ولا تستطيع أن تكمل معك المشوار، فلا يجوز بأي حال أن تستمر هذه العلاقة، لأن الإسلام لا يرضى بأي علاقة في الخفاء، وهذه علاقة في الخفاء، لا يرضى بأي علاقة فيها توسع بهذه الطريقة، لا يرضى بأي علاقة لا تنتهي بالزواج، وهذه علاقة لا تنتهي بالزواج، فهي مرفوضة جملة وتفصيلا.
نحن إذ نشكر لك التواصل مع هذا الموقع، نذكرك بالله العظيم، ونخوفك من عواقب مثل هذا التصرف، وندعوك إلى أن تنسحب تماما من حياة هذه الفتاة، وليس لك أن تدخل في حياتها إلا إذا تركت خاطبها أو تركها، فإن المؤمن لا يخطب على خطبة أخيه، ولا يسوم على سومه، لا يخطب على خطبة أخيه حتى يأذن أو يدع، وهذا كله لم يحصل، ولا أظن أنه سيحصل.
لذلك أرجو أن تتوقف فورا بمجرد وصول هذه الاستشارة، وتنصح لهذه الفتاة، وتنجو بنفسك من هذا النفق المظلم، فإن الاستمرار في هذه المعصية دون توبة سيوشوش عليك ويشوش عليها في مستقبل أيامها، ولا يمكن لمثل هذه العلاقة أن تكتمل، لأن البدايات كانت خاطئة، وهذا الحب ليس الحب الذي يرضي الله، بل هو حب يدفع به الشيطان ليأخذكم نحو الهاوية.
اتق الله في نفسك، وتوقف الآن رغم صعوبة ما يمكن أن تحصل لك ولها من معاناة، إلا أنه – نكرر – الأصعب والأخطر والشر المستطير في التمادي والاستمرار في هذه العلاقة، ثم نوصيكم بأن تستروا على أنفسكم، ولا تجاهروا بهذه المعصية، وتب إلى الله توبة نصوحا، وتخلص من أرقام هذه الفتاة وكل ما يربط بها، ونسأل الله أن يسهل لك ولها أمر التوبة والرجوع إليه، هو ولي ذلك والقادر عليه.