خطيبي يريدني أن ألبس حجاباً قصيراً مما يسبب الشجار بيننا، ماذا أفعل؟

0 415

السؤال

السلام عليكم

زواجي بعد شهر، لكن خطيبي شاب مرح ويحب الأغاني، -والحمد لله- يصلي، لكنه يريدني أن أرتدي طرحة قصيرة عند خروجي بدلا من ارتدائي للطويلة بحجة أنها غير لائقة بي ولا بسني، أنا أحبه وعندما نتكلم في هذا الموضوع يقوم شجار بيننا وينتهي بالخصام، فماذا أفعل؟ مع العلم أني إذا ارتديت القصيرة سيقول لي: ضعي مكياجا خارج البيت.

أريد منك نصيحتي لأن الموضوع يتعبني نفسيا لأني كنت أرتدي الخمار قبل سنتين، وبدأت في الابتعاد عن القرآن والنوافل بعد أن كنت لا أدعهما مثل الفرائض.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الهدي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله أن يكمل فرحك على الخير، والفرح الفعلي إنما يكون بالطاعة لله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يسعد عينك بصلاح هذا الشاب، وبعودته إلى الحق والصواب، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أرجو أن تعلمي ويعلم الجميع أن المسلم –والمسلمة– مطالب أن يتقيد بأحكام هذا الشرع، قال تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا}، ولذلك نتمنى أن تذكري هذا الشاب بالله تبارك وتعالى، وأرجو أن يعلم أن زينة المرأة لزوجها وليست للناس، هذه نقطة ينبغي أن تكون واضحة، فالمرأة ينبغي أن تبالغ في لبس القصير والجميل واللافت لزوجها، لكن إذا أرادت أن تخرج فعليها أن تتستر، بل على الزوج أن يعينها على الستر، بل عليه أن يغار عليها حتى لا تنظر إليها الأعين الجائعة وتميل إليها النفوس المريضة، ولذلك هذه المسألة ينبغي أن تكون واضحة.

وإذا كان هذا الشاب يصلي ويحافظ على الصلاة فإن فيه خيرا، ونتمنى منك أن تعودي إلى الصلاة وإلى النوافل وإلى الطاعات التي كنت عليها، واعلمي أن الأمر يحتاج إلى معالجة بمنتهى الهدوء، ولست أدري هل البيئة تؤيد هذه الأشياء؟ تميل لهذا التبرج ولهذه الفوضى؟ أم هناك من حولك أو في من حوله من يميل إلى الدين والتدين؟ حتى تجدوا قدوة ممن حولكم، وليته علم أن التبرج معصية، وكل معصية لها شؤم ولها آثارها الخطيرة على الإنسان، بل على الحيوان والدواب، حتى قال ابن القيم (إن الحبارة لتموت في وكرها من معصية ابن آدم لله)، قال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.

لذلك نتمنى أن يرى هذه الاستشارة، وأن يعلم أن طاعة الله أغلى، وأن على الزوج -وهو القيم على زوجته– أن يعين أهله على الطاعة، لأن الله يقول: {يا أيها آمنوا قووا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد}، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته)، والرعاية هي الأدب والتربية على الدين، هي العون على الطاعة، وهو الآن يريد أن يعين على المخالفة.

فنحن نقول: لا بد أن نصحح الفكرة، وهي بكل أسف موجودة عند بعض الشباب، فهو يتزوج فتاة ليراها الناس، ليباهي بها ويستعرض جمالها بين الناس، وهذا لا يليق لمسلم، بل ينبغي أن يتزوج الفتاة ليسترها ويصونها ويحافظ عليها، ويخصص ذلك الجمال وتخصص جمالها ومفاتنها لزوجها فقط، هو الوحيد الذي ينبغي أن يرى كل الجمال عند زوجته.

لذلك هذه مفاهيم تحتاج إلى تصحيح، وقد يكون هذا الشاب تغيب عليه مثل هذه الحقائق، ونتمنى ألا تجلسي وتعلميه، ولكن قولي: (هذا ما قاله العلماء، وهذا ما قاله أهل الدين)، لأن بعض الرجال وكثير منهم لا يقبل كلام زوجته حتى ولو كانت أعلم، حتى ولو كانت على صواب، لكنها إذا نقلت النصيحة على لسان عالم أو داعية مثله من الرجال فإنه عند ذلك يستمع ويستجيب.

نسأل الله أن يقر عينك بصلاحه، ونتمنى ألا تكون مثل هذه الأمور سببا في تعطيل هذا الفرح أو سببا في حصول النفور، وتعوذوا بالله من الشيطان، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات