لدي آلام في الجهة اليمنى من الصدر مع كحة وبلغم، هل هي بسبب التدخين؟

0 500

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: يسعدني أن اتقدم لكم بجزيل الشكر على هذا الصرح الفريد من نوعه، والذي نجد به -ولله الحمد- ما نريد.

ثانيا: أنا أعاني منذ 3 أسابيع تقريبا من مشاكل في الجهاز التنفسي، كحة كانت قوية ثم خفت، ولكن البلغم مستمر، وقبل أسبوعين من اليوم اتجهت لمستوصف خاص وطلبت منهم أن يصوروا صدري بالأشعة السينية، وأخبرتني الطبيبة العامة أنه لا يوجد ما يدعو للقلق، وأن المشكلة التهاب في الرئة، وكنت قد استخدمت من تلقاء نفسي مضادا حيويا (اقمنتين 1 جرام)، ومضادا للهستامين.

فنصحتني الطبيبة بالاستمرار على المضاد الحيوي، ولكني حتى الآن وبعد إكمال الجرعة لا زلت متضايقا، وأشعر بوخزات وكأنها في الرئة اليمنى، وفي أحيان نادرة تنتقل لليسرى، إلا أن المشكلة الحقيقية في الرئة اليمنى، فأنا أشعر بالبلغم في تلك الجهة، ويكون لونه أخضر إلى أصفر، وأحيانا أشعر ببرودة الهواء الذي يدخل إلى صدري رغم تنفسي من أنفي، مع العلم أني لا أعاني من الربو -ولله الحمد-.

فذهبت للمستشفى ثانية، وأضاف لي الطبيب علاجا طاردا للبلغم، اسمه رياكسين وبخاخا، ولكني لم أستخدم البخاخ نهائيا، خوفا من التعود عليه، وطارد البلغم استخدمته فتره وشعرت أنه يشرغني، خصوصا عند النوم، فتركته، وخشيت أنه يتعارض مع مضاد الهستامين؛ لأنه يعمل على زيادة إفراز البلغم ومن ثم طرده، ومضاد الهستامين يعمل على انكماش البلغم.

الآن وبعد انقطاعي مدة عن الانتي هستامين عدت له اليوم، وشعرت بتحسن، فهل هذا يكفي لأستبعد احتمالية وجود مرض خطير في الرئة؟ أم أن الانتي هستامين يريح حتى من أصيبوا بالمرض الخطير في الرئة؟

معلومات قد تهم الطبيب: أنا مدخن منذ ما يقارب 7 سنوات، ربما يصح أن يطلق علي مصطلح heavy smoker حيث إني كنت أدخن باكتا يوميا، ولم أنقطع إلا قبل سنتين لمدة دامت 8 أشهر ثم عدت.

مارست الرياضة منذ طفولتي وحتى بلغ عمري 20 سنة، وكانت رياضة قوية (تايكوندو) وكنت أتمرن من العصر حتى الساعة التاسعة مساء في بعض الفترات، ولا أتوقف إلا للصلاة، ثم توقفت بشكل مفاجئ وحتى الآن.

لا يوجد في العائلة تواريخ مرضية تتعلق بالجهاز التنفسي، أصيب الوالد -حفظه الله- قبل أعوام باللوكيميا وشفاه الله منه بعد عملية زراعة نخاع -ولله الحمد-.

أتمنى الرد بأسرع وقت، فأنا في حالة اكتئاب شديدة من قبل والآن، ومع مشكلتي هذه ازدادت مخاوفي.

أعتذر عن الإطالة ولكني أردت التفصيل ما أمكن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لا أخفيك سرا أخي الكريم أن الأمر فعلا بالغ الخطورة؛ لأنك عدت إلى السيجارة مرة أخرى، مع أن لك تجربة سابقة في الإقلاع عن التدخين، وأعتقد أنك ما زلت تذكر أن الكحة والبلغم في فترة الإقلاع عن التدخين قد اختفت تماما، والتنفس كان طبيعيا، واللياقة البدنية مع ممارسة الرياضة كانت أفضل، فالموضوع كله يتعلق بالسيجارة التي تؤثر وتدمر الحويصلات الهوائية المسؤولة عن تبادل الغازات في الرئة، والبلغم ما هو إلا خلايا ميتة بسبب الفعل المباشر للسيجارة، وبسبب الميكروبات التي تتكاثر بسبب ضعف مناعة رئة المدخن، وأنا دائما أذكر الإخوة المدخنين أنك يوما من الأيام يا أخي المدخن سوف تقلع عن التدخين، ولكن وأنت تحمل في يدك كيسين من الأدوية، أحدهما للقلب، والآخر للرئة، لذلك يجب الإقلاع وفورا عن التدخين، ولن تحتاج لعلاج -إن شاء الله- وأكثر من 85% من المدخنين تختفي لديهم الكحة خلال شهر من الإقلاع عن التدخين.

لا علاقة للبخاخ بالإدمان على الدواء، فالبخاخ عبارة عن دواء موسع للشعب الهوائية، يعمل فقط لمدة 8 ساعات، ولا يؤدي إلى الإدمان، بل يدخل مباشرة في الرئة، ويعمل على توسيع الشعب الهوائية، وهو بخاخ الفنتولين، وهناك بخاخ الكورتيزون مهم جدا؛ لأنه يعمل على بطانة الخلايا الموجودة داخل الشعبة الهوائية، وليس له مضاعفات أو أعراض جانية، وعند اكتمال الشفاء -إن شاء الله- بعد تركك التدخين لن تحتاج إلى البخاخ، ولا إلى المضادات الحيوية، ولن تحتاج إلى مضادات الهيستامين؛ لأنك سوف تأكل الفاكهة والعسل والخضروات الطازجة والمطبوخة، وتشرب المزيد من الماء لتستعيد لياقتك البدنية، وتتخلص نهائيا -إن شاء الله- من البلغم والكحة.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات