السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 25 عاما، أعمل وأواصل دراستي، وبعد استخارة الله -عز وجل- قررت التقدم لخطبة فتاة تدرس معي تبلغ من العمر 24 سنة، تحدثت معها لأخطبها من ولي أمرها، فطلبت أن أنتظر حتى تستخير الله، لكنها بعد أن صلت صلاة الاستخارة قالت لي: إنها لم تسترح للأمر، رغم أنها تريده، ونحن لا زلنا على اتصال، ونتحدث مع بعض عبر وسائل الاتصال.
انصحني جزاك الله خيرا، فوالله إني أحبها، ولم أخرج معها قط؛ لدرء الشبهة، وأريد الزواج بها لأحصن نفسي.
هل خوفها وعدم ارتياحها كاف لعدم إتمام المسألة؟
وجزاكم الله عني كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أيها الابن الكريم- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والصواب، وأن يعينك على الخير، وحقيقة أعجبنا وأسعدنا حرصك على صلاة الاستخارة، وحرصك على البعد عن الفتاة، ورغبتك في المجيء للبيوت من أبوابها، وأرجو أن تتوقف الاتصالات حتى توضع هذه العلاقة في إطارها الصحيح، فقد عرفت الفتاة وعرفتك، واستخرت الله واستخارت، وتوجهتما إلى الله - تبارك وتعالى - فالخطوة التالية هي: أن تأتي بيتها من الباب، وتقابل أهلها الأحباب، وتسير على الهدى والصواب.
ونشكر لكم -حقيقة- هذا الحرص على التواصل مع هذا الموقع الشرعي، وأرجو أن يكون عندكم الاستعداد الكامل لتقبل النصيحة كما هي.
إذن: النصيحة الأولى هي: أن تتوقف هذه العلاقة طالما عرفتها وعرفتك، وتوقفا هذه الاتصالات حتى توضع العلاقة في إطارها الصحيح.
النقطة الثانية: ما حصل لها بعد الاستخارة لا يدل على أنها لم توفق معك، لكن ينبغي أن تكرر الاستخارة، وتستشير من حولها ومن حضرها من محارمها، وهذا بالطبع لا يتأتى إلا إذا طرقت باب دراها، وعند ذلك سيكون لأهلها رأي.
أما إذا كانت هي تريد، فالعبرة بما تريد، وليست العبرة بهذا الضيق الذي حصل معها، وكما قلنا في مثل هذه الأحوال، نحن ندعوها إلى أن تعيد الاستخارة، ونريد أن نصحح مفهوم أنه ليس من الضروري أنه بعد الاستخارة تحدث مشاكل أو يحدث ضيق –أو كذا –، فالاستخارة هي: طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، والخير هذا قد يكون محفوفا ببعض الأشواك والصعاب، وذلك لا يعني أنه ليس بخير، فندعوها إلى أن تكرر صلاة الاستخارة، وندعوك إلى أن تتقدم رسميا لطلب يدها من أهلها؛ لأن هذه هي الخطوة التالية، والخطوة المناسبة، ونسأل الله أن يعينك على الخير، فإذا كانت هي تريد وأنت تريد فالنفوس والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، هو ولي ذلك والقادر عليه.