هل الدوجماتيل علاج للقلق أم مهدئ؟ ومتى تظهر آثاره الإيجابية؟

1 888

السؤال

هل الدوجماتيل علاج للقلق أم مهدئ؟ وكم يحتاج يوما بجرعة 100مجم لتظهر آثاره الإيجابية؟ ولماذا يفضل الفلونكسول عن الدوجماتيل دائما؟

وما الذي يجب أخذه مع الفلونكسول لعلاج مرض فوبيا الجن، والخوف من النوم وحيدا؛ نظرا لظروف خاصة جدا قبل أكثر من 10 سنوات حدثت لأخي، إضافة إلى أنه يعاني من القولون، والشد العصبي، والإمساك، وصعوبة في التبول بسبب القولون, أم تقترح علاجا آخر؟

جزاكم الله خيرا، وجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

ففي الأصل الدوجماتيل والفلوناكسول كلاهما أدوية مضادة للذهان – أي للأمراض العقلية – حيث إن هذه الأدوية تعمل من خلال تنظيم بعض الموصلات العصبية، خاصة مادة الدوبامين، لكن وجد وبصورة قطعية أن الدوجماتيل والفلوناكسول بجرعات صغيرة – أي دون الجرعة التي تستعمل لعلاج الذهان – وجد أنها أدوية مفيدة جدا لعلاج القلق والتوتر، وفي ذات الوقت ذات فعالية، خاصة لعلاج الأعراض النفسوجسدية التي كثيرا ما تكون ناشئة من الجهاز الهضمي، ويأتي على رأسها بالطبع القولون العصبي – أو العصابي -.

فإذن أيها الفاضل الكريم : الدوجماتيل وكذلك الفلوناكسول بجرعات صغيرة هي أدوية مفيدة جدا لعلاج القلق والتوتر، لكن من الأفضل أن تكون هذه الأدوية أدوية تدعيمية، يعني أن المريض حسب حالته قد يحتاج لدواء آخر يضاف إليه أحد الدواءين.

حين نتحدث عن الدوجماتيل كمعالج للذهان تكون الجرعة المؤثرة هي أربعمائة مليجرام أو أكثر، وفي حالات الذهان الشديد يعطى هذا الدواء بجرعة ألف ومائتي مليجرام في اليوم.

أما بالنسبة للفلوناكسول فالجرعة التي تعالج الذهان هي اثنان مليجرام أو أكثر في اليوم، أما الجرعة التي هي أقل من ذلك فهي تعالج القلق والتوتر، كما أن الفلوناكسول له ميزة في أنه يحسن المزاج بعض الشيء.

سؤالك أيها الفاضل الكريم: لماذا أنت دائما تفضل الفلوناكسول على الدوجماتيل؟
حقيقة لا يوجد تفضيل، لكن نحن نحاول أن نصف الدواء المناسب للحالة المناسبة، الفلوناكسول يعتبر أثره على هرمون الحليب أقل من الدوجماتيل، وهرمون الحليب حين يرتفع يؤدي إلى مشاكل كبيرة جدا لدى النساء، ولو تلاحظ – أخي الكريم – أني أتجنب دائما وصفه للنساء في العمر الإنجابي، لأنه يؤدي إلى خلل كبير في الدورة الشهرية، وبالنسبة للدوجماتيل: لا يحسن المزاج كثيرا، لكن الفلوناكسول قد يحسن المزاج، لكن الدواءين متقاربان جدا ومتشابهان لدرجة كبيرة، وهي كما ذكرت لك أدوية تدعيمية وليست أساسية.

بالنسبة لاستعمال الدواءين مع بعضهما البعض: هذا لا أفضله، ولا أقره (حقيقة)، لأن الدواءين متشابهان، فليس هنالك داعي أن يتناول المريض الأسبرين والبنادول في ذات الوقت (مثلا).

بالنسبة لعلاج الخوف والمخاوف عامة يكون من خلال تحقيرها، ومناقشتها نقاشا منطقيا، والعمل بما هو ضدها، أي أن يشعر الإنسان نفسه بالطمأنينة، وموضوع الخوف من الجن وخلافه: هذا بالطبع انتشر كثيرا في مجتمعاتنا، وبكل أسف هذه الأفكار تنبنى على أفكار خاطئة، وقد وجدت أن التحصين والحرص على الأذكار يطمئن الناس كثيرا في هذا السياق.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فلا أعتقد أن الفلوناكسول أو حتى الدجماتيل لوحده سوف يكون مفيدا، نعم سوف يخفف القلق والتوتر من أخيك، وهذا قد يفيده، لكنها إفادة جزئية، من الأفضل تناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف مثل عقار سيرترالين، هذا دواء جيد جدا، والجرعة المطلوبة هي أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة أسبوع، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم يمكن أن ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلا، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء.

أما الفلوناكسول فيمكن إضافته بجرعة نصف مليجرام، يتم تناولها ليلا لمدة أسبوع، ثم اجعلها نصف مليجرام – أي حبة واحدة – صباحا ومساء لمدة شهر، ثم حبة واحدة ليلا لمدة شهر آخر، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء.

الأعراض النفسوجسدية تحتاج (حقيقة) أن يقاومها الإنسان من خلال ممارسة الرياضة أيضا، الرياضة وجد أنها ذات فائدة كبيرة جدا؛ لأن الرياضة تؤدي إلى استرخاء الأجساد والنفوس، وكما ذكرت وتفضلت أن معظم أعراض القولون العصبي هي ناتجة من الشد العصبي والتوتر.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات