وجدت من أتمناها زوجة فكيف أصارحها برغبتي في الزواج منها؟

0 410

السؤال

أنا شاب عمري ٢٣ سنة، ملتزم - والحمد لله - وأعمل في وظيفة محترمة، ومن عائلة متدينة متعلمة, أبحث عن فتاة للزواج، وتركت الأمر لعائلتي ليبحثوا لي عن بنت الحلال، فأنا أعمل في العاصمة، وفي نهاية الأسبوع أحصل على إجازتي الأسبوعية، ومنذ أسبوعين وجدت ثلاث فتيات ملتزمات يركبن معي السيارة، وركبن معي في الأسبوع التالي، ويبدو أنهن يدرسن في الجامعة، فوقع في نفسي الإعجاب بإحداهن، وأعجبت بأخلاقها والتزامها، وتمنيت أن أعرف من أين هي؛ كي أسأل عنها لأتقدم لخطبتها، لكن زميلاتها ينزلن من العربة في بلدهن، ثم أنزل أنا في بلدي، ثم تبقي هي ولا أعلم أين تنزل، وذلك قبل العشاء.

أريد أن أعرف عنوانها، فحدثتني نفسي إن سافرن معي في هذا الأسبوع أن أنزل في نفس بلد زميلاتها، وأستفسر منهن عنها، أو أن أبقى في العربة وعندما نصل لقريتها أناديها وأتحدث معها، لكني خجول، والوقت يكون متأخرا، وأخاف أن تنزعج هي من أمر مثل هذا، وأخاف من الله أن أغضبه بمثل هذا التصرف.

أفيدوني - أثابكم الله - قبل نهاية الأسبوع، فأنا أدعو الله بصدق نية أن يركبن معي هذا الأسبوع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك - ابننا الفاضل - في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والصواب والرشاد، وأن يعينك على الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه, ونشكر لك هذا الحياء الذي منعك من محادثة الفتاة ومفاتحتها، ونسأل: هل بالإمكان أن تأتي إحدى محارمك معك لتتولى هي المهمة والسؤال؟ ونحن نسأل هذا السؤال لأن هذا هو الطريق الأصح، وهذا فيه رفع للحرج عنك وعن الفتاة، ثم إننا نريد أن نسأل: هل يا ترى ستوافق الأسرة أصلا على مجيء فتاة ودخول فتاة جديدة عليها؟ ولماذا لا تخطط في المرة القادمة أن تأتي معك أخت أو عمة أو خالة من أجل أن ترى الفتيات وتتحاور معهن, وتستطيع أن تتكلم مع الفتاة المقصودة بمنتهى الوضوح؟

وأرجو أن تعلم أن كثيرا من الأسر تكون قد خططت لأبنائها؛ لذلك أتمنى أن يكونوا معك منذ الوهلة الأولى، فشاورهم قبل أن تقدم على أي خطوة؛ حتى لا تفاجأ برفض أهلك.

ثم إن السؤال بهذه الطريقة سيتضح لك من خلاله هل هي مخطوبة أم لا، فربما تكون مخطوبة، وربما تكون أسرتها قد حددت لها طريقا معينا تسير عليه، وربما، وربما؛ لذلك نتمنى أن يستمر هذا الاحتياط، ونتمنى أن تأخذ هذه الوسيلة، فإذا عجزت عن هذه الوسيلة فالأفضل أن تطرح الكلام وهن مجتمعات، فهذا أخف من الناحية الشرعية؛ لأنه لا توجد خلوة, والحرج فيه مرفوع، وعند ذلك تستطيع أن تسأل- هل هن متزوجات؟ من أي البلاد هن؟ تسأل بهذه الطريقة - وتتعرف على معلومات عن الثلاث، ثم من خلال ذلك تكون قد وصلت إلى جزء، وقد تصل إلى كل المعلومة التي تريدها, وكون البنات في الباص بين مجموعة من البنات أخف من أن تسأل فتاة وحدها، أو تنزل وراء فتاة لتمشي وتسألها، أو لتكلمها على انفراد، فإن هذا سيسبب لك ولها الكثير من الحرج.

لكننا نتمنى الطريقة الأولى؛ لأنك بتلك الطريقة تضمن نقطتين: تضمن فيها أن الأسرة موافقة على الزواج بهذه الطريقة، وأن الأسرة معك منذ البداية، فإنك لو جئت بأجمل فتاة وأحسن فتاة في هذه الأرض فقد ترفضها الأسرة لأنهم لا يعرفونها، ولأنك فرضتها عليهم؛ لأنك فاجأتهم فقط، فأشركهم منذ البداية، ونتمنى أن تقول لأهلك منذ البداية: (تركب معي مجموعة من الفتيات يبدو عليهن الأدب، ولي رغبة في واحدة منهن، وأريد أن تذهب أختي أو خالتي أو عمتي لتتعرف على الفتاة) وهذا يضمن لك الأمرين، ونتمنى ألا تستعجل هذه الأمور حتى تكون الخطوات ثابتة، فإن النجاح الكبير للإنسان أن يفوز بفتاة ترضاها الأسرة, وتشارك في البحث عنها، ومع ذلك فإنك صاحب المصلحة، فلا تجامل في هذه المسألة، ولا تتزوج إلا الفتاة التي تستريح إليها, وتستريح إليك كذلك، وهذا هو الجانب الذي لا يعرف في هذه المرحلة، فقد تستريح أنت لها, لكنها لا تستريح إليك، فالتلاقي بالأرواح، والأرواح جنود مجندة: ما تعارف منها ائتلف, وما تناكر منها اختلف.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يستخدمنا وإياك فيما يرضيه، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجه الكريم، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات