أصابني اليأس والإحباط لأني لم أنجح في امتحان الرسم!

0 222

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب هندسة، اليوم أخذت امتحان رسم، ولم أنجح، وأنا يائس جدا، وبالتالي فإن معدلي سوف ينخفض، وأنا لا أدري ماذا أفعل؟

أرجوكم انصحوني وأرشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حكم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك -أيها الابن الكريم– في الموقع، ونحب أن نبين لك أن الإنسان عليه أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح، وأن الإنسان لا ينبغي أن ييأس، ونحن على ثقة أن الطالب الذي استطاع أن يدخل كلية الهندسة عنده إدراك يؤهله لمواصلة الدراسة، وإن حصل له بعض التأخر فلكل جواد كبوة، وهذه المحطات والمطبات التي تقف في طريق الناجحين والنابهين يعتبروهنا محطات إلى النجاح، ولولا هذه المحطات لما عرفوا قيمة النجاح، بل هي دافع، وقد يكون فيها حكم وأسرار يستفيد منها الإنسان.

ما على الإنسان إلا أن يؤدي ما عليه من مذاكرة وحسن الترتيب وتنظيم الوقت، والقيام بالواجبات على أتم وجه، ثم بعد ذلك يرضى بما يقدره القدير سبحانه وتعالى، ويستأنف المسيرة بروح جديدة، وثقة في الله المجيد، ولا مانع من أن يغير خططه، ويجتهد في اكتشاف جوانب الخلل والضعف.

أعتقد أن التأخر في مرحلة من مراحل التعليم ليست نهاية المطاف، بل ذلك أحيانا يكون مفيدا جدا للطالب؛ لأنه يتدارك بذلك جوانب الضعف، فيزداد اجتهادا ويزداد صعودا، ويكون هذا سببا في الصعود المستمر له.

على كل حال نتمنى ألا تتأثر بما حصل، فلست أول طالب يتأخر، ولست أول طالب تواجه صعوبات وعقبات، ولكن كن أنت الذي يحسن التعامل مع الصعاب، ويتوكل على الله تبارك وتعالى، ويجتهد في تدارك أسباب وجوانب الخلل في نفسه وفي برنامجه، وهذا مفيد للإنسان في حياته كلها.

جرب "أديسون" ألف تجربة ثم بعد ذلك وصل إلى الصواب، والآن في اليابان معرض للمنتجات والصناعات الفاشلة حتى يستفيدوا منها، ولهذا المعرض أعداد كبيرة جدا من الزوار ليعرفوا؛ لأن الإنسان لا يعرف النجاح إذا لم يعرف الفشل، وجوانب النقص، ولن يذوق قيمة النجاح وحلاوة النجاح إلا أيضا إذا ذاق مرارة الفشل أو التأخر.

إذن: أرجو أن تأخذ الأمر بطريقة عادية، ولا تجعل هذا يتمدد في نفسك، فإن الشيطان همه أن يحزن الذين آمنوا، فلا تجعل المواقف السالبة تتمدد في حياتك، وتفاءل الخير تجده، وأقبل على دراستك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات