هل مرض التخلف العقلي والانفصام يكون وراثيا؟

0 476

السؤال

السلام عليكم.

لدي ابنة عم, وهي تصغرني بعامين, وأنا أريد الزراج منها, ولكن أختها مصابة بتخلف عقلي منذ الولادة, لا تسمع, ولا تتكلم, أيضا أخوها أصيب في سن 27 بمرض الفصام, ولكن أعراضه بسيطة, وأبوها وأمها ليس لديهم أي أمراض, فما هي نسبة انتقال الأمراض الوراثية إلى أولادنا إذا تزوجت منها؟
علما بأنني ليس لدي أمراض والحمد لله, ولا عند والدي، فهل تنصحوني بالزواج منها أم لا؟
علما بأني أريدها.

شكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد فؤاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبالنسبة للتخلف العقلي في أخت ابنة عمك هذه: ليس من الضروري أن تكون الوراثة عاملا فيه، فهناك أسباب كثيرة للتخلف العقلي، ما تسببه الورثة ليس أكثر من ثلاثين إلى أربعين بالمائة، أما الأسباب الأخرى للتخلف العقلي والتي ليست وراثية فتشكل النسبة الأعلى، وهي ستون إلى سبعين بالمائة، فإذن من هذه الناحية أعتقد أن تكون مطمئنا.

أما بالنسبة لمرض الفصام فإن إصابة الأخ تأثيره على الأخت ضعيف من الناحية الوراثية، لكن إصابة الوالدين قد تكون لها أهمية أكبر، والذي يورث بالنسبة للفصام ليس المرض ذاته، إنما الاستعداد له، وذلك من خلال جينات صغيرة متعددة، وليس جينا واحدا محددا.

فبصفة عامة أقول لك: توكل على الله، وإن شاء الله تعالى لن يصيب ذريتك مكروها، والآن حتى القابلية الوراثية للأمراض –خاصة الأمراض النفسية وحتى الأمراض العضوية مثل مرض السكر والضغط مثلا– يمكن التغلب عليها من خلال تغيير نمط البيئة: التنشئة السليمة للأطفال تساعد كثيرا في مقاومة الأمراض النفسية, النظام الغذائي المتدقق, وممارسة الرياضة تساعد قطعا في عدم مرض الإصابة بمرض السكر (مثلا) ونعرف أن الوراثة تلعب دورا فيه.

فيا أخي: لا تنزعج، وهذا هو الذي أنصحك به، لكن قطعا القرار النهائي لك، وفي ذات الوقت الآن في كثير من الدول يوجد فحص ما قبل الزواج، هذا الفحص تحدد فيه فصيلة الدم وبعض الأمراض الرئيسية قد يفحص عليها, خاصة الأمراض ذات الطابع الوراثي، فإن كان هذا متوفرا فلا بأس، وإن لم يكن متوفرا فلا تنزعج ما دمت أنت لك الرغبة في ابنة عمك هذه، وأحسب أنها فتاة صالحة، فأقدم على الزواج بها.

وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وجعله الله زواج خير وبركة عليكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات