السؤال
السلام عليكم.
أحس بعض الأحيان أني مريضة نفسيا، أفكر كيف ألفت انتباه الشخص الذي أمامي، وبعض الأحيان أريد بعض الشباب من قرابتي أن يروا كيف أبدو جميلة، حتى المتزوجين، وفي الأماكن العامة أريد للناس أن تراني وتعجب بي، أريد حلا لهذه المشكلة، لأنني أعرف أنها عادة سيئة، حاولت أن أغيرها ولم أقدر، ساعدوني أرجوكم.
الأمر الآخر، حلمت بشخص أكثر من مرة مع أني لا أفكر فيه، حلمت مرة أني كنت مع فتاة لا أتذكرها بالضبط، وكنا نتمشى في السوق وفجأة لمحت ولد عمتي مع أصدقائه، وكنت خائفة أن يراني فحاولت الهرب ولكنه رآني وحاول اللحاق بي ولم يجدني، وبعد وقت قصير سمعت أصدقاءه يقولون أنه مريض بسببي، فذهبت مسرعة إليه ودخلت إليه، كان مريضا جدا ولا يقدر أن يتحرك وحوله أصدقاؤه وأبي، ذهبت إليه لأهديه وردة وأعتذر كأنني على علاقة معه أو مخطوبة له، وأبي كان ينظر ويبتسم، فكرت ربما هذا حديث نفس!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ A_a حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونشكر لك التواصل مع الموقع، وشرف لنا أن نكون في خدمة فتياتنا، وأرجو أن تعلمي أن تفكير البنات في الشباب وتفكير الشباب في البنات أمر فطري وطبيعي، والشريعة جاءت لتهذب هذا الميل وهذه الرغبة وتضعها في إطارها الصحيح، كما أن رغبة الفتاة في أن تلفت النظر في هذه السن –مرحلة المراهقة– من خصائص هذه المرحلة، وكذلك الشاب أيضا له الفكرة نفسها، همه أن يتزين وأن يسرح شعره ليكون لافت النظر، فلست مريضة من الناحية النفسية، ولكن الإنسان يكبت هذه الرغبات ويقيد هذه الميول بضوابط هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
من حق الفتاة أن تظهر مفاتنها وجمالها بين أخواتها ومحارمها وجمهور النساء، ولكل واحدة من النساء أخ أو ابن أو محرم يبحث عن الجميلات والصالحات من أمثالك، لكن ما ينبغي أن تنتصر عليها هذه النزوات فتتبرج في الأسواق وتحرص على أن تلفت نظر الجميع، لأنها لن تتزوج بكل من في الشارع.
إذن هذا أمر طبيعي، لكن الشريعة تهذب وتشذب وترتب هذه الأمور، فنتمنى أن تحتكمي إلى ضوابط الشرع الحنيف، ولكن مجرد وجود الرغبة هذا أمر طبيعي، فلا تنزعجي، فلست مريضة من الناحية النفسية، فإنه قل أن توجد فتاة أو لا توجد فتاة في هذه السن وليس لها رغبة في أن تلفت الأنظار إليها؛ لذلك أرجو ألا تنزعجي من أصل الفكرة، ولكن عليك أن تحكمي هذا الميل وهذه الرغبات بأحكام هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
أما بالنسبة للأحلام التي رأيتها، فلسنا معبرين عن الرؤى، ولسنا على علم بتفسير الرؤى والأحلام، ونسأل الله تبارك وتعالى لك -ابنتنا الفاضلة- التوفيق والسداد، ونريد أن نقول: إذا أطاع الإنسان ربه في اليقظة فلا يضره ما يراه في نومه، والإنسان ما ينبغي أن ينزعج كثيرا لمثل هذه الأشياء، وعلى كل حال لأهل الاختصاص كلمة، ونسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وندعوك إلى الالتزام بما أمرت به من احتكام الشرع، والحرص على ستر جسمك وستر مفاتنك عن جميع الرجال حتى يأتيك ذلك الزوج الذي يطلب رؤيتك بالحلال، وعلى كتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم– وهو وحده الذي له الحق في أن يرى كل الجمال والزينة والثياب الرائعة.
والله الموفق.