السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أود أن أشكركم على هذا الموقع القيم، وأسأل الله لكم التوفيق دائما.
أنا فتاة في 26 من العمر، أنهيت دراسة العلوم الشرعية، لم أتزوج إلى الآن، تقدم لي الكثيرين، الشخص الذي يعجبني وذو خلق ودين، وأشعر بأنه يناسبني يأتي ولا يعود دون أن أعلم السبب.
بالرغم من أن البعض يعرفونني مسبقا من خلال صديقاتي في الجامعة، أو المسجد، ولكن عندما يأتون إلى البيت لا يرجعون! أصبحت أشعر بالضيق في الفترة الأخيرة.
سؤالي: منذ فترة حدثت مشكلة لأخي فاقترح أحد الأقارب على أبي أن يذهب إلى شيخ، أو راق، وهذا الشيخ أعطى أبي أوراقا مكتوب عليها بالأحمر أرقام، وحروف ملفوفة بلاصق شفاف، وقال لوالدي أن يوزع هذه الأوراق في البيت، وأن يضع أحدها في غرفة البنات فوق السرير.
أنا لم أقتنع بهذا الشيء، وأعلم أنه حرام كنت في 15 من عمري، في ذلك الوقت قمت بجمع الأوراق وفتحتها ومكتوب بها حروف، وأرقام وطلاسم، فقمت بحرقها، وأنا أقرأ المعوذتين، فهل قيامي بحرق الأوراق سبب في تأخر زواجي، ويسبب لي الضرر؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ف .ج. د حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يصرف عنك كيد الكائدين، وحسد الحاسدين، واعتداء المعتدين، وأن يمن عليك بزوج صالح طيب مبارك يكون عونا لك على طاعته ورضاه، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة – فأولا نحن لا نعلم ما الذي كان في هذه الأوراق التي قمتم بإحراقها، وهل الذي كان بها متعلق بالزواج، أو عدمه أم كان متعلقا بأمر آخر؟ هذا كله علمه عند الله تبارك وتعالى لعدم اطلاعنا على ما في هذه الأوراق؛ لأن هذا أمر قد مرت عليه سنوات وسنوات كذلك - كما ذكرت – ولذلك أتمنى ألا تشغلي بالك بهذه المسألة، وألا تقفي عندها طويلا؛ لأنها أمر قد مضى وانتهى، خاصة وأنك قد قرأت المعوذات عند حرقك لهذه الأوراق، وهذا في حد ذاته نوع من التحصين - بإذن الله تعالى – .
ولكن الذي أريد أن أقوله الآن أنك في أمس الحاجة فعلا إلى رقية شرعية، خاصة وأنك تتمتعين بصفات طيبة ومقبولة، وأن كل رجل عاقل يتمنى امرأة مثل ما أنت عليه من الخير والصلاح والاستقامة، وغير ذلك من الأمور التي يتمناها كل رجل عاقل وواع، ولا أستبعد أبدا أن يكون هناك شيء من المانع عن طريق الجن، وهذا المانع كما لا يخفى عليك - أختي الكريمة الفاضلة – قد يكون عينا أو حسدا أو سحرا أو مسا أو غير ذلك من الأمور التي تتعلق بالجن، وقضية الجن قضية واسعة ليس من السهل (حقيقة) التحدث فيها أو الخوض فيها أو الحكم عليها، ولكن -ولله الحمد والمنة- جعل الله لها علاجا ألا وهو الرقية الشرعية.
والرقية الشرعية يقينا إذا لم تنفع فهي لن تضر قطعا؛ لأنها مجموعة من كلام الله تعالى، وكلام النبي الكريم محمد - عليه الصلاة والسلام – ولقد استعمل النبي الرقية - صلى الله عليه وسلم – واستعملها أصحابه والصالحون من بعدهم إلى هذا اليوم ما زال الناس يستعملون الرقية كوسيلة من وسائل العلاج، وتؤتي أكلها بفضل الله تعالى، وذلك إذا توافرت أسباب القبول ودواعيه، كأن يكون الراقي صاحب عقيدة صحيحة، وصاحب أخلاق فاضلة، ولا يخالف سنة النبي - عليه الصلاة والسلام – في العلاج، وأن تكون الأخت المرقية – أو المرقي – أو من يطلب الرقية صاحب حسن ظن بالله تعالى، وصاحب حسن ظن بكلام الله تعالى وكلام النبي - عليه الصلاة والسلام – لأن الإنسان لا يوقن ذلك أو لا يؤمن به فإنه يتعذر عليه (حقيقة) أن يستفيد منه.
ولذلك أقول: لا بد أن نبحث عن راق صاحب عقيدة صحيحة وعبادة سليمة، وطريقة سنية مشروعة في العلاج، كذلك أيضا لا بد أن نحسن الظن بالله، وأن نعلم أن هذا كلام الله، وأن كلام الله حق، بل لقد ثبت أن القرآن الكريم يشفي من الأمراض النفسية والعضوية معا، فكم من أمراض عضوية جعل الله شفائها في قراءة آيات معينة وفق الله للوصول إليها بعض المعالجين قديما وحديثا.
فعليك - بارك الله فيك – بالرقية الشرعية، وبإذن الله تعالى أبشري بخير، تستطيعين أن تقومي بذلك بنفسك، عن طريق قراءتك هذه الآيات على نفسك، فإن الأمر سهل، وهي موجودة في مطويات صغيرة وكتيبات، بل في أشرطة صوتية مسجلة لدى بعض المكتبات الإسلامية، بل تستطيعين أن تدخلي إلى موقع البحث (جوجل)، وتكتبي (الرقية الشرعية) وستجدين كما كبيرا هائلا من الآيات والأحاديث التي تساعدك، ومن الممكن أن تستمعي أيضا إلى بعض الرقاة عبر الإنترنت، فهناك رقى مسجلة لكبار القراء المسلمين في أنحاء العالم العربي والإسلامي، وأخص بالرقية (حقيقة) رقية الشيخ (محمد جبريل) فإنها رقية مجربة، ولها أثر مفيد في دفع الحسد، تستطيعين أن تستمعي إليها بانتظام، خاصة وأنت في البيت، وبإذن الله تعالى أنا واثق من أن الله تبارك وتعالى سيجعل الرقية سببا في دفع هذا البلاء، كما شاهدت ذلك بعيني، وأعلمه عن كثير من إخواني المسلمين في شتى بقاع الأرض، فعليك بذلك.
ولكن أضيف إلى ذلك ضرورة الدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يمن عليك بزوج صالح، وأن تعلمي أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء كما أخبر النبي - عليه الصلاة والسلام – فعليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى بذلك، كما أن عليك أن تعلمي أن هذا التأخير بقدر الله تعالى، فأنت لا يمكن لك ولا لغيرك أن يحدث في هذا الكون شيئ إلا بإرادة الله تبارك وتعالى، فأولا نؤمن بقضاء الله وقدره ونسلم الأمر لله تبارك وتعالى، ثم نتوجه إلى الله تعالى بالدعاء كنوع من الأخذ بالأسباب، كذلك نتوجه إليه بالتداوي بكلامه وكلام نبيه - صلى الله عليه وسلم – كما هو مشروع، وأبشرك بأن الأمر لن يستغرق طويلا، وعما قريب سوف تحل هذه المشكلة، وسوف يمن الله عز وجل بالزوج الصالح الذي يعوضك خيرا عما فقدت.
أسأل الله تبارك وتعالى أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يمن عليك بذلك عاجلا غير آجل، إنه جواد كريم. هذا وبالله التوفيق.
+++++++++++++++++
انتهت إجابة الشيخ موافي عزب مستشار الشؤون الأسرية والتربوية، وتليها إجابة د. أحمد الفرجابي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:
++++++++++++++++++
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وهنيئا لك بهذا التوحيد الخالص، ونسأل الله أن يعمق معاني الإيمان في نفوسنا، وأن يجنبنا الشر وأهله، وأن يجنبنا هذه المخالفات، وأن يرد ضآل المسلمين إلى الحق والصواب.
يبدو أنك فعلا بحاجة إلى رقية شرعية، لكن الرقية الشرعية تحتاج إلى الذهاب إلى من يؤديها بطريقة صحيحة بكتاب الله وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم بكلام عربي مفهوم، دون أن يطلب أشياء غريبة، ودون أن يسأل عن اسم الوالدة، ودون أن يكون له طمع في الأموال، ودون أن تكون عنده مخالفات شرعية في نفسه، فإذا وجدت هذه الشروط، ووجدنا هذا الراقي الشرعي الذي يراعي الضوابط الشرعية، ويظهر منه التمسك بالدين في ظاهر العبادات والطاعات، فعند ذلك لا مانع من أن نعرض أنفسنا على هذا الراقي الشرعي، فإذا كان هؤلاء الشباب المتقدمين يأتون ويذهبون، ولهم أسباب، فإن الرؤية واضحة الآن.
أما إذا كان الواحد من هؤلاء المتقدمين يذهب دون سبب، ودون إبداء وجهة نظر، فقد يكون الأمر بحاجة فعلا إلى رقية شرعية بالنسبة لك، ونسأل الله تعالى وتبارك أن يعين الجميع إلى الخير، وقد أحسنت بما قمت به من جمع هذه الأشياء، فإنها طلاسم، لكن نتمنى في مثل هذه الأحوال أن تجمع وتعطى لراق شرعي حتى يعرف الكيفية التي يحل بها تلك العقد، ولا شك أن قراءة المعوذتين في هذا الموقف طيبة، لكن أيضا لأهل الاختصاص كلمة في مثل هذه الأحوال حتى تكون الأمور واضحة، وتأخذ وضعها الصحيح.
نسأل الله تعالى أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ولا يوجد ما يمنعك من التوجه إلى رب الأرض والسموات، فارفعي أكف الضراعة إلى الله واجتهدي في إظهار ما وهبك الله من مظاهر الجمال بين البنات وبين النساء.
ونسأل الله أن يهيأ لك من أمرك رشدا هو ولي ذلك والقادر عليه.
وبالله التوفيق والسداد.