كيف الخلاص من حيرتي وترددي بعد الخطبة؟

0 410

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أود أن أشكركم على حسن تعاونكم في حل مشاكل المسلمين.

موضوعي باختصار: أني خطبت ابنة خالي منذ سنة ونصف بدون النظرة الأولى الشرعية التي كان لا بد منها, فذلك يحزنني كثيرا, ولم أرها منذ صغرها لظروف عملي, وأيضا لشدة حيائها عندما قمت بزيارتهم مرة قبل الخطوبة, ولكني جلست معها وقت الاتفاق, وأحسست بحسن عقلها وتدينها.

لكن بعد الخطبة أحس بتردد ينتابني دون وجود سبب, حيث إني أتردد تارة في أني كنت أريد أفضل من ذلك في الجمال والتعليم واللسان الناعم, رغم أنها جميلة والحمد لله, وهي في التعليم الثانوي, وتتكلم ولكن قليلا.

مع ذلك فإنني عندما أكون معها في بيتهم ولا أحس بذلك, وأكون مبسوطا, ولكن أحيانا أتردد وأحس بعدم الارتياح تارة, وأفرح وأرتاح تارة أخرى، فما هذا؟

رغم أننا متوافقين في سمات عديدة, وبنفس التدين, ونشجع بعضنا الآخر على قراءة القرآن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ موسى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك -أيها الابن الكريم– ونحب أن نذكرك ونذكر لك بأن هذا واجب لنا، وشرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا وإياكم وإياهم على الخير، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال.

نرجو أن تبعد عن نفسك هذه الوساوس، فبنت الخال في المنزلة الرفيعة، وهي ولله الحمد تحمل هذه المواصفات العالية، وما يتردد في نفسك ما هو إلا وساوس، لأن الشيطان لا يريد لنا الخير، كما قال ابن مسعود: (إن الحب من الرحمن، وإن البغض من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم) هذا معنى مهم جدا (وإن البغض من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم).

في مثل هذه الأحوال التي ترى فيها ترددا ليس فيه أسباب، انقباض ليس له أسباب، ندعوك إلى أن تكثر من ذكر الله، وتتعوذ بالله من الشيطان، وتقرأ آيات الرقية الشرعية، وتتعوذ بالله رب البرية من كيد هذا الشيطان، الذي لا يريد لنا الزواج، لا يريد لنا الطاعة، ولا يقف إلا في طريق من أراد الله والآخرة، قال الله تعالى حاكيا عنه: {لأقعدن لهم صراطا المستقيم} فهو لا يأتي للزناة، ولا يأتي للعصاة، وإنما يقف في طريق من يريد الله، من يريد الخير، من يريد الزواج، من يريد الطاعة لله تبارك وتعالى، فعامل هذا العدو بنقيض قصده.

اعلم أن هذه الفتاة ومسألة الكلام: لا تخف ولا تحزن عليها، فإن النساء عندهن كلام كثير، وهذه هي البدايات، وبعدها سترى كيف ينطلق اللسان وكيف يكون الكلام، وإذا كانت ولله الحمد متدينة مثلك ومتعلمة أيضا وجميلة أيضا وهي بنت خال، فإن هذه مواصفات رفيعة جدا وعالية جدا، ونحن نعتقد بهذا أنك -إن شاء الله تعالى– موفق في هذه الزيجة بهذه المؤهلات العالية.

هذا التردد إذن ليس له معنى وليس له موقع، وهو شيء طبيعي، لأن الإنسان يستشعر بعد الخطوبة المسؤولية، وما يترتب عليها بعد ذلك من مهام ومن تكاليف، وهذا هو الصحيح؛ لأن الإنسان بعد أن يخطب الفتاة ويرتاح لجمالها وترتاح إليه، عند ذلك ينبغي أن يتذكر بأن هذه مسؤولية في الدنيا وفي الآخرة، ويفكر بهذه الطريقة الصحيحة، لكن ينبغي أن نستوعب هذه المسألة، فنسبة الوفاق بينكما ولله الحمد عالية، وحتى لو حصل توترا وحصل كذا وترددا عليك أن تتعوذ بالله من الشيطان، والإنسان لا يمكن أن يجد فتاة ليس فيها نقائص، والفتاة لا يمكن أن تجد رجلا بلا عيوب ولا نقائص، فكلنا بشر، وكلنا ذلك الناقص الذي يحتاج إلى من يذكر وينصح.

نسأل الله تبارك وتعالى لكم التوفيق والسداد، ونتمنى ألا تلتفت لهذه الوساوس ولهذه الترددات، وأن تمضي في سبيلك مستعينا بالله تبارك وتعالى، واحرص على أن تبدأ حياتك بالطاعات وبالسجود لرب الأرض والسموات، وتعاون مع زوجتك على البر والتقوى، وحول هذه الخطبة إلى عقد رسمي، فخير البر عاجله، ولم ير للمتحابين مثل النكاح.

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، هو ولي ذلك والقادر عليه، وأن يجمع بينك وبينها على الخير، وأن يقدر لك ولها الخير، ثم يرضيكما به.

مواد ذات صلة

الاستشارات