أعاني من اكتئاب وألم في الرأس، ما التشخيص؟

0 365

السؤال

السلام عليكم

أعاني من اكتئاب منذ 7 شهور، تناولت العديد من الأدوية، وبدأت أشعر بالتحسن، لكن المشكلة في ألم في مؤخرة الرأس، وحرقان في الرأس، وأشعر بشيء يضغط على رأسي كأربطة تضغط على الرأس يحدث معي هذا الشيء عند تناولي بعض اللحوم والبيض والدجاج والأرز وأكلات كثيرة، وأثناء الخروج من المنزل, وعندما تأتيني النشوة بعد الألم في الرأس أشعر بحرقان في الرأس.

ما التشخيص؟ هل هو بسب الاكتئاب أم ماذا؟
أرجوكم ساعدوني، فالألم شل كل حياتي، وأنا في صراع دائم للتخلص من الألم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

هذا الألم غالبا يكون ناتجا من انشدادات عضلية في منطقة مؤخرة الرأس، والحزام العضلي الذي يظهر لديك في شكل أربطة تضغط على الرأس هو دليل قاطع جدا على وجود هذا التوتر العضلي، الشيء الغريب أنه مرتبط بأكل اللحوم وكذلك البيض، وحقيقة ليس لدي معرفة إن كانت حساسية اللحوم أو البيض تؤدي إلى مثل هذه الانقباضات العضلية، لكن قطعا تجربتك مهمة ومهمة جدا، وهذا يجعلني أقول: خفف من أكل اللحوم والبيض، وكذلك الدجاج والأرز، وإن استطعت أن تقابل أخصائي حساسية، وكذلك أخصائي تغذية هذا سوف يكون أمرا مفيدا، لكن الجانب النفسي أيضا أعتقد أنه واضح؛ لأنه توجد مؤثرات أخرى تثير تجربة الألم لديك والشعور الانقباضي في عضلات الرأس، وأنت ذكرت الخروج من المنزل (مثلا) كأحد هذه المؤثرات.

لا أعتقد أنك تعاني من اكتئاب نفسي، أعتقد أن الأمر كله مرتبط بالقلق، أو ربما تكون وضعية النوم أو الجلوس لديك ليست سليمة، واتضح وبما لا يدع مجالا للشك أن الذين ينامون بصورة خاطئة – خاصة الذين يستعملون الوسائل والمخدات العالية – يحدث لهم انشداد شديد في عضلات فروة الرأس خاصة مؤخرة الرأس، وهذا يؤدي إلى أن تكون هذه العضلات في وضع انشداد دائم مما يسبب الألم.

الجلوس أيضا لفترات طويلة مع انحاء الرأس (مثلا) عند الكتابة أو التعامل مع الكمبيوتر، هذا أيضا قد يؤدي إلى آلام وانقباضات وانشدادات عضلية، فحاول أن تعالج هذه الأسباب البسيطة بأن تنام في وضعية صحيحة، على شقك الأيمن، وأن تكون الوسائد أو المساند والمخدات خفيفة جدا، وأن تحرص على أذكار النوم.

إضافة أخرى مهمة هي: تطبيق تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين شد العضلات وإطلاقها، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتسترشد بها، وإن شاء الله تعالى تجد فيها بعض التوجيهات البسيطة، لكنها مفيدة جدا.

أنا على ثقة أنك لا تعاني من اكتئاب نفسي، غالبا لديك شيء من القلق، وأعتقد أن هذه الحالات أيضا من الضروري أن يقابل فيها الإنسان الطبيب، لأن الوسوسة حول طبيعة الأعراض نفسها تكون موجودة، لكن مقابلة الطبيب الجيد والمتميز حتى ولو لمرة واحدة سوف تكون جيدة ومفيدة، فإن تمكنت - أيها الفاضل الكريم – قابل طبيب الأسرة (مثلا) أو الطبيب الباطني أو طبيب الأعصاب حتى ولو لمرة واحدة أو مرتين – كما ذكرت لك – وذلك فقط من أجل التأكد والفحص الطبي السليم.

بعد أن تتضح أن الأمور كلها سليمة اسع وفي اليوم الأول من تطبيق ما ذكرته لك، ولا مانع أن تتناول أحد مضادات القلق (مثلا) مثل عقار (فلوناكسول) والذي يعرف علميا باسم (فلوبنتكسول) هو دواء بسيط جدا وسليم، يعالج القلق خاصة القلق الذي يؤدي إلى التوترات والانشدادات العضلية.

جرعة الفلوناكسول هي أن تبدأ بحبة واحدة ليلا، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، يتم تناولها بانتظام لمدة أسبوع، ثم تكون الجرعة حبة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم حبة واحدة في المساء لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

يجب أن تجعل نمط حياتك نمطا حيويا، فأنت ما شاء الله في مقتبل سن الشباب، فمارس الرياضة الجماعية، اشغل وقتك بصورة صحيحة، احرص على صلاة الجماعة، وتلاوة القرآن والدعاء والذكر، وحاول دائما أن تحسن للآخرين، هذا يجعل نفسك مطمئنة، والنفس المطمئنة تقود صاحبها إلى استرخاء نفسي واسترخاء جسدي يعالج هذه التوترات العضلية إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات