لدي وساوس الموت وتغير في طعم الحياة وأميل إلى التشاؤم!

0 341

السؤال

منذ فترة كنت أعاني من عدة أعراض، وهي: وسواس الموت، وتغير في طعم الحياة، والتشاؤم من المستقبل.

بحثت عن الأعراض التي أمر بها، فتبين لي أنها أعراض الاكتئاب ونوبات الذعر.

ذهبت إلى طبيب نفسي وشرحت له حالتي، فصرف لي حبوب (فافرين)، لكن لم أستخدمها لحد الآن خوفا من الأعراض الجانبية التي تسببها هذه الحبوب.

استشرت عدة أشخاص، البعض قال: إنها أعراض تستمر عند البداية وتزول، والبعض الآخر قال: إنها لا تزول.

صراحة أنا في حيرة من أمري، أتمنى منكم إفادتي، هل هذه الأعراض التي تسببها هذه الحبوب تستمر فترة معينة، أم أنها تبقى ولا تزول؟ وهل بعد استخدام هذه الحبوب - وقدر الله لي الشفاء - لي القدرة على التوقف عنها، أم يجب علي استعمالها حتى بعد الشفاء؟ علما أني غير متزوج، وأنا مدخن.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على استشارتك لموقع إسلام ويب، وهذا يدل على حسن ظنك بهذا الموقع، ونسأل الله أن يجعلنا عند حسن الظن هذا، وأن ينفع بنا جميعا.

أعتقد أن الطبيب الذي قام بفحصك قد أفلح تماما وتخير لك الدواء الصحيح؛ لأن حالتك فيها جزئية مهمة جدا، وهو أنك تعاني من قلق المخاوف الوسواسي، ويعرف أن الفافرين ذو فعالية قوية جدا ومخصوصة لعلاج هذه الحالات، أضف إلى ذلك أن الفافرين في الأصل هو مضاد للاكتئاب، وأنا أؤكد لك سلامة هذا الدواء، هذا الدواء ليس إدمانيا، ليس تعوديا، ويتميز أيضا بأنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، أضف إلى ذلك أنه لا يؤخر الإنزال المنوي كثيرا بالنسبة للمتزوجين كما يحدث من بعض الأدوية عند المعاشرة الزوجية.

اطمئن تماما للدواء، وأنا أقول لك: إنه سليم وسليم جدا، والدواء يمهد لك - إن شاء الله تعالى – القدرة على صد هذه الأفكار؛ لأن هدف العلاج في الأصل هو أن تتخلص من هذه الأفكار، وأن تعيش في مزاج مرتاح، والقلق والمخاوف والوساوس من شدة حدتها مهما جاهد الإنسان في دفعها في بعض الأحيان تكون صلبة وقوية ويصعب مقاومتها، لكن الدواء ونسبة لفعله الكيميائي المباشر على المراكز الدماغية التي ربما تلعب دورا في تسبيب الوساوس أو الخوف أو الاكتئاب، ومن خلال هذا التأثير الإيجابي تخف وطأة هذه الأعراض، وتبدأ في الانحسار والضعف، مما يمهد تمهيدا إيجابيا لأن يطبق الإنسان الآليات العلاجية السلوكية التي من خلالها يغير نفسه ويستطيع أن يتدبر أمره وأن يتخلص تماما من الأعراض النفسية.

أخي الكريم: توكل على الله وتناول الدواء، ولي نصيحة مهمة لك: لا تتوقف أبدا عن الدواء بعد أن تحس بالتحسن؛ لأن هذه إشكالية كبيرة، كثير من الناس يتوقفون عن علاجاتهم بصفة أو صورة مبكرة دون أن يكملوا خطوات أو مراحل العلاج، فالعلاج يتكون من مرحلة تمهيدية، أو جرعة بداية، ثم جرعة علاجية، ثم جرعة الوقاية والاستمرار، ثم جرعة التوقف التدريجي، وأنا لي قناعات قوية جدا أن أي علاج نفسي لمثل هذه الحالات – وأقصد بذلك العلاج الدوائي – إذا لم يكن لمدة ستة أشهر أو أكثر لا أعتقد أن هنالك جدوى منه، بمعنى: أن احتمالية الانتكاسة واردة.

سؤالك حول بعض استخدامك هذه الحبوب وقدر الله لك الشفاء هل لك القدرة على التوقف منها؟ .. نعم وبكل سهولة، خاصة وأن الفافرين وبفضل من الله تعالى له إفرازات ثانوية في الدم، وهذه الإفرازات الثانوية تجعل أثر الدواء موجودا حتى بعد التوقف منه، وهذا الأثر يظل لأسبوع أو أكثر، وهذه خاصية جميلة نشاهدها في الفافرين وكذلك في البروزاك.

إذن: لا توجد أي أعراض انسحابية من هذا الدواء، فأرجو أن تتناوله، واسأل الله تعالى أن ينفعك به.

أيها الفاضل الكريم: نحن ضد التدخين؛ لأننا نخاف من التدخين، نسبة لآثاره الصحية المدمرة، وقطعا الحديث حول حرمته أشار إليه الكثير من العلماء، والتدخين لا يتوافق أبدا مع الحياة الصحية للإنسان، فحاول أن تتوقف عنه تدريجيا، واستبدله بما هو أفضل وأجمل، مارس الرياضة، مارس تمارين الاسترخاء، تواصل اجتماعيا، انضم لحلقات تلاوة القرآن، صل رحمك، بر والديك، وابحث عن عمل... أليست هذه كلها طيبة وجميلة؟ قطعا الإجابة نعم.

أخيرا أسأل الله تعالى أن ييسر لك أمر الزواج، ففيه استقرار ومودة وسكينة ورحمة - إن شاء الله تعالى -.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات