السؤال
السلام عليكم.
أعاني من مشاكل عديدة، مثل صعوبة التركيز وقلة الذاكرة، والوساوس، والتفكير اللاإرادي، والاكتئاب والقلق، والضيق والانعزال، وقلة الكلام وغيرها، ذهبت إلى عدة مستشفيات، فمن الأطباء من قام بتشخيص حالتي بالفصام، ومنهم من قال بأنه اضطراب وجداني ثنائي القطب، ومنهم من قال بأنه اضطراب وسواسي عصابي.
استخدمت عدة علاجات منها zyprexa و risperdal و abilify و cipralex وقد استفدت من جميع هذه العلاجات، وكان علاج رسبيردال قد سبب لي قلق القعود، مما جعلني أتوقف عن استخدامه.
أريد معرفة ما هو المرض الذي أعاني منه؟ وهل يوجد علاج بديل لـ abilify؟ علما بأنني حاليا أستخدم علاجين، وهما abilify و cipralex منذ 4 أشهر ونصف.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
لا شك أن الأطباء الذين قاموا بتشخيص حالتك هم موضع ثقة، وهم لا شك أنهم في موضع أفضل مني، حيث أنهم قد قاموا بفحصك ومناظرتك والكشف عليك، فما قالوه لك يجب أن تأخذه كتشخيص لحالتك، وأن تكون مقتنعا بذلك.
كلمة الفصام تسبب إزعاجا كثيرا للناس، لكن الفصام ليس بالسوء الذي يتصوره الكثير من الناس، وفي ذات الوقت –وهذه حقيقة أيضا مهمة– هو أن التدخل العلاجي المبكر والالتزام بالدواء، بل الالتصاق به، حيث إن الكلمة التي تستعمل في اللغة الإنجليزية هي (Adherence) تعني الالتصاق الشديد للدواء، هذه هي المفاتيح الرئيسية لنجاح العلاج، فلا تتردد أبدا في تناول الدواء، وهذه الأدوية معظمها متشابه، مثلا عقار رزبريادال عقار متميز، لكن أتفق معك أنه قد يسبب هذا القلق الحركي لبعض الناس، وتتم معالجة هذا غالبا من خلال تناول عقار إندرال.
أنت الآن تتناول الإبليفاي، والإبليفاي دواء ممتاز، وتتناول السبرالكس في ذات الوقت، وأنا أستطيع أن أقول لك إن السبرالكس أيضا دواء متميز جدا لعلاج الأفكار الوسواسية، وكذلك المزاج الاكتئابي المصاحب، وأيا كان تشخيصك، حتى وإن كان هو مرض الفصام، فلا يستبعد أبدا وجود أعراض وسواسية وقلقية واكتئابية مصاحبة، هذا نشاهده لدى أربعين إلى خمسين بالمائة من مرضى الفصام.
أما بالنسبة لموضوع الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية: فهذا أمر آخر، وقطعا إن كان لديك ثنائية قطبية فهنا قد يكون عقار سبرالكس غير مناسب؛ لأنه قد يؤدي إلى دفعك نحو القطب الانشراحي، وما دام الطبيب قد أعطاك السبرالكس فأعتقد أن احتمالية وجود ثنائية قطبية لديك هو احتمال ضعيف جدا، فاستمر على نفس الأدوية، أنا أؤيد ذلك تماما، مع ضرورة المتابعة مع طبيبك، ولا تنزعج أبدا أيها الفاضل الكريم، كن فعالا في حياتك، اجتهد في دراستك، مارس الرياضة، تواصل اجتماعيا، كن بارا بوالديك، وأحسن إدارة وقتك، وهذا من وجهة نظري علاج تأهيلي مهم جدا.
سؤالك: هل يوجد علاج بديل لعلاج (إبليفاي)؟ العلاجات البديلة يجب ألا تكون هما شاغلا للناس، فالدواء الذي يناسب الإنسان هو الأفضل، وأنا أعرف تماما أن هنالك من يستجيبون أو استجابوا بصورة فاعلة لعقار استلازين، هو عقار مضاد للفصام، وقديم جدا، عمره أكثر من أربعين عاما، وبالرغم من ذلك هم مرتاحون عليه جدا، ولم توافقهم الأدوية الجديدة، فالدواء الجيد والدواء الفاعل والدواء البديل الحقيقي هو الدواء الذي يفيد الإنسان، وأنت لديك تجربة ممتازة جدا مع هذه الأدوية.
أنا أؤكد كثيرا على عقار إبليفاي وكذلك السبرالكس، لكن يعاب عليها أنها قد تكون مكلفة بعض الشيء، فأسأل الله تعالى أن ييسر لك الحصول عليها، وهنالك بالطبع أدوية أخرى مثل عقار سوليان والذي يعرف باسم (إيمسلبرايد) هنالك دواء يعرف باسم (سيرتإندول) ويسمى تجاريا (سدرولكت) لكن لا أراها بدائل مهمة ما دمت تتناول الإبليفاي، فهو دواء ممتاز جدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.