السؤال
أنا شاب من العراق عمري 22 سنة، أعاني من الوسواس القهري، ومن الرهاب الاجتماعي، ومن القلق، وصعوبة في التركيز، وضعف في الحفظ، وتسارع في ضربات القلب، كما أعاني تقريبا من جميع أنواع الفوبيا، لا أشعر بطعم أي شيء، ومجرد من مشاعر الحب وجميع المشاعر، علما أني أعاني من هذه الأعراض منذ صغري، ولدي عقدة من وزني الزائد، أشعر بالخوف والذنب دائما.
أرجو منكم أن تساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الرهاب الاجتماعي والوسواس القهري هما مكونان من مكونات القلق الرئيسة، وكثيرا ما ينتج عنها شعور سلبي بالضعف البدني والنفسي، وربما عسر في المزاج.
أيها الفاضل الكريم: أنت ذكرت أن هذه الأعراض معك منذ الصغر، أنا لا أريدك أن تنتهج هذا المنهج فيما يخص التفكير، كن إيجابيا، والماضي قد انتهى، أنت الآن في بدايات سن الشباب، لديك طاقات عظيمة جدا، لا بد أن توجهها التوجيه الصحيح.
من المهم جدا أن تضع لحياتك هدفا، وتحرك طاقاتك في هذا الاتجاه، وعليك أن تتعلم إدارة الوقت، وإدارة الوقت مهمة جدا، قسم اليوم تقسيما واضحا، اكتب جدولا يوميا وتابعه، هذا مهم جدا، والأنشطة اليومية يجب أن تشمل الدراسة أو العمل، والترفيه عن النفس بما هو متاح ومباح، واعتبار العبادات كجزء من الحياة، وأخذ قسط كاف من الراحة، والتواصل الاجتماعي، وممارسة الرياضة، والقراءة غير الأكاديمية، هذا كله مهم جدا لأن يطور الإنسان نفسه ويستطيع أن يدير حياته بصورة صحيحة.
أيها الفاضل الكريم: أنا أرى أنك أيضا محتاج لعلاج دوائي، ونقدر ظروف الأخوة في العراق، وربما يكون الوصول إلى الطبيب النفسي ليس سهلا، لكن إن تيسر لك ذلك فهو الأفضل، وإن لم يتيسر لك أرى أن عقار فلوكستين والذي يسمى تجاريا باسم (بروزاك) وغالبا تجده متوفرا في العراق أيضا تحت مسميات تجارية أخرى، المهم اسأل عنه تحت مسماه العلمي وهو (فلوكستين) - كما ذكرت لك - ابدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي: 20 مليجراما، تناولها بعد الأكل، استمر عليها بانتظام لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم – أي أربعين مليجراما – وهذه هي الجرعة العلاجية، تناولها كجرعة واحدة، استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة أربعة أشهر أخرى، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
الفلوكستين ميزته أنه يعالج الخوف والرهاب والوسواس وكذلك عسر المزاج والاكتئاب، وقطعا - إن شاء الله تعالى – سوف يساعدك في أن تجدد طاقاتك النفسية والجسدية وتبتعد عن التكاسل، والمهم أن تصبر على الدواء، حيث إن فعاليته تتطلب مضي بعض الوقت، ولا بد أن تلتزم بالجرعة التزاما كاملا.
الفلوكستين سوف يساعدك قليلا في تخفيض الوزن، لكن بعد أن تتحسن أحوالك أو يمكنك أن تبدأ من الآن، لا بد أن تضع برنامجا غذائيا واضحا جدا، مع ممارسة الرياضة، وذلك من أجل تخفيض الوزن؛ لأن زيادة الوزن نفسها تؤدي إلى عسر المزاج، والسمنة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالاكتئاب النفسي.
أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تحرص على الصلاة في وقتها، ومع الجماعة، وعليك بتلاوة القرآن وبالصحبة الطيبة، هذه دعائم علاجية مهمة جدا للإنسان ليعيش حياة صحية هانئة وطيبة وسعيدة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.