السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما أقوم إلى الصلاة أتثاءب كثيرا بطريقة غريبة حتى أنتهي من الصلاة، بعد ذلك أعود لحالتي، وهذا يكون في الأكثر في صلاة الجماعة، فما السبب وما العلاج؟
مع العلم أني قرأت على نفسي الرقية الشرعية، ولكن هل كل إنسان يستطيع أن يقرأ على نفسه؟ فأنا أشك في نفسي، وأقول أنا أكيد عندي أخطاء، وذنوب وتقصير في حق الله، فكيف أرقي نفسي؟ هل يتقبل الله مني؟ فأقول لا بد أن أذهب لشيخ حتى يقرأ علي الرقية، ولا أجد، وكيف أرقي نفسي؟ وهل إذا مسكت رأسي وقرأت بعض الآيات هل هذه طريقة صحيحة؟
أرجو إفادتي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سهيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - أيها الأخ الحبيب - في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يذهب عنك كل شر ومكروه.
نصيحتنا لك أولا - أيها الحبيب – أن تحذر كل الحذر من أن تقع في أسر الشكوك والأوهام، فإن كثيرا من الناس تسيطر عليهم هذه الأوهام فيحاولون بعد ذلك تبرير كل ما يحصل لهم أو تفسيره بما تمليه تلك الشكوك وتلك الأوهام من أنه مصاب بالمس، أو مصاب بالعين، أو بالسحر أو نحو ذلك، وهذه الأمور لا ينكر حدوثها، فقد دل على حدوثها القرآن والسنة، والواقع شاهد بذلك، ولكن ينبغي للإنسان المؤمن أن يتحرر من الأوهام، ولا يحرره من ذلك إلا صدق توكله على الله تعالى، وصدق الاعتماد على الله، والإيمان بقضاء الله وقدره، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن أحدا من خلق الله أيا كان لا يقدر على أن يجلب لك نفعا أو يدفع عنك ضرا إلا بما يقدره الله تعالى.
فإذا استقرت هذه العقيدة في القلب، فإن الإنسان يعيش قويا حرا بعيدا عن أسر الأوهام التي تكبله وتزعجه وتثقله، والتثاؤب في الصلاة قد يكون لسبب صحي تحتاج فيه إلى مراجعة الأطباء، وقد لا يكون كذلك، وعلى كل حال فالرقية الشرعية تنفعك - بإذن الله تعالى – مما نزل ومما لم ينزل، والتحصن بذكر الله تعالى نافع لك على كل حال، وجالب لك كل خير، وأنفع الرقية – أيها الحبيب – أن ترقي نفسك، فإن دعاءك وأنت تشعر بحاجتك إلى الله تعالى، وتعلقك بالله تعالى، ورجاءك بما عنده من العافية والفضل، وطمعك في أن يذهب عنك السوء والمكروه، كل هذه الأحوال القلبية قد لا توجد في من يقرأ عليك، ولذلك قال الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله تعالى - : (ليس النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة)، فصاحب المصيبة تقوم في قلبه الأحوال التي تستوجب وتقتضي إجابة الله تعالى له وعدم رده.
فاحرص على أن ترقي نفسك بنفسك، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – كثيرا ما كان يأمر من يأتيه بأن يرقي نفسه، ولا تظن أبدا بأن ما أنت عليه من المعصية سيكون حائلا بينك وبين إجابة الله تعالى لك، فإن الله يجيب من دعاه باضطرار وصدق، وقد أجاب الكفار حين دعوه مضطرين، فلست بأسوأ منهم حالا، ومع هذا يجب عليك أن تجاهد نفسك للقيام بفرائض الله تعالى واجتناب محارمه، وأن تكثر من دعاء الله تعالى حال الرخاء ليجيبك سبحانه وتعالى عند الشدة.
وأما كيفية الرقية فيكفي – أيها الحبيب – أن تقرأ في كفيك بعضا من القرآن، لا سيما سورة البقرة، فاقرأ آية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، وسورة الفاتحة، وقل هو الله أحد، والمعوذتين، وانفث بعد القراءة – أي اتفل تفلا خفيفا – في يديك، وامسح بذلك جسدك، ويمكنك أن تقرأ على شيء من الماء فتشربه، ويمكنك كذلك أن تغسل به وتتبرك به وتستعمله في غير أماكن النجاسة.
وإذا جاءك الوسواس وأكثر لك في الصلاة، وشغلك عنها، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – أرشد من وقع له ذلك بأن يتفل عن يساره، ويستعيذ بالله تعالى.
نحن ننصحك – أيها الحبيب – بأن تقتني كتاب الأدعية والأذكار للشيخ القحطاني، وما فيه من أذكار الرقية، وأن تستعملها، وأن تنتظر من الله سبحانه وتعالى كل خير، وتحسن به الظن، ولا تستعجل إجابة الدعاء، فإن الله تعالى قد يجعل لإجابة الدعاء أجلا وأمدا، فلا تستعجل وتستبطئ الإجابة فتنقطع عن الذكر والدعاء.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى أن يأخذ بيدك إلى كل خير، وأن يصرف عنك كل سوء ومكروه.