السؤال
السلام عليكم
أولا أبدأ بالشكر لكم والقائمين على الموقع.
لا أعرف كيف أبدأ بطرح مشكلتي، وأرجو منكم بعد الل? مساعدتي، قبل 3 سنوات تقريبا أصبت بوسواس الخوف من الموت -أبعده الله عنا وعنكم- كانت بداية مشواري في مرضي النفسي المتعب الذي كرهني في الحياة وأفقدني طعمها، تركت الدراسة الجامعية وبقيت في البيت، بدأت أصارع هذا المرض قرابة سنة ونصف تقريبا حتى ظهرت علي ملامح الشفاء منه -والحمد الله- كل هذا بفضل ربي ثم بفضلكم وقوة عزيمتي على الشفاء، لكن توجد بعض من الرواسب النفسية مثل: القلق والخوف والاكتئاب بمراحل تتفاوت، أحيانا يكثر القلق ويخف الاكتئاب وهكذا مع أحداث الحياه ومشاكلها، ولا زال لدي القليل من وسواس الموت، بمعنى أن هناك خوفا منه لكن بصورة أقل من البداية بكثير.
مشكلتي الآن هي أن خوفي يزداد وبدأت ملامح المرض ترجع لي، والسبب أني حلمت بحلم وفسرته بنفسي من خلال بعض رموز هذا الحلم، رجع لي وسواس الموت بقوة لكن هذه المرة لا أعرف كيف أتخلص منه، لأن هذا الحلم لازال عالقا في مخيلتي ليلا ونهارا، غير حالي وأعاد لي التعب النفسي من قلق وتفكير وخوف، لا أعرف كيف أنام، ولا أعرف ماذا سيحدث، احترت كثيرا وأحس أني في حلم أو قصة تحكى لي وأنا البطلة، أتخيل خيالات تشاؤمية كثيرة تتعبني وتزيدني خوفا، أخاف أن يصيبني أي شيء بأي لحظة، أريد أن أرتاح ولا أدري كيف، قبل الحلم كان الدورة ستنزل علي وحالتي النفسية جدا سيئة ونمت وأنا قلقة.
رجاء ساعدوني، لا أريد أن يرجع لي التعب مرة أخرى، ولن أقول الحلم لأني سمعت أن الحلم إذا قيل وفسر يقع؛ لذلك أفضل الكتمان وعدم الإفصاح عنه، هل يأتي حلم للإنسان أنه سيموت بأي صورة كانت؟
أرجو الإجابة بأسرع وقت لأني بحاجة للراحة والاطمئنان، أخاف أن يصل حالي للجنون من كثرة التفكير.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nnaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أولا: قطعا لا أحد يعرف أجله لا من خلال حلم أو من غيره، قال تعالى: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير}.
ثانيا: الذي أثار لديك الخوف هو هذا الحلم، ويظهر أن شخصيتك تحمل بعض سمات القلق، وسرعة التأثير الإيحائي، وهذا هو الذي أدى إلى إشعال نار الخوف بالصورة التي تحدثت عنها.
السلوك المكتسب -أيتها الفاضلة الكريمة- أيا كان نوعه يمكن أن يفقده الإنسان من خلال تعليم مضاد له، لذا أريدك أن تعيدي إنتاج هذا الحلم، عيدي إنتاجه وتصوريه تماما، بعد ذلك طبقي ما ورد في السنة المطهرة، وهي أن تستغفري، أن تسألي الله تعالى خير الأحلام، وأن تستعيذي به من شرها، وأن تتفلي على شقك الأيسر ثلاثا، ولا تخبري به أحدا فإنه لن يضرك، وأن تتوضئي وتصلي ركعتين، وتعتبري أن الأمر قد قضي ولا تتحدثي عنه أبدا، يجب أن تقتنعي اقتناعا كاملا وتاما بما ورد في السنة.
إذن تصوري الحلم هذا مرة أخرى، وبعد ذلك تصوري أنك قد استيقظت منه وقد سبب لك الخوف والفزع، ثم بعد ذلك تعاملي معه من خلال العلاج النبوي، هذا يرسخ لديك السلوك ومضاد السلوك، ومضاد السلوك ينقضه تماما من خلال ما يسمى بفك الارتباط الشرطي، هذا هو علاج حالتك وليس أكثر من ذلك.
أما حالة القلق والتوتر الذي كان قبل أن تذهبي للنوم، لا شك أنه استثار هذا الحلم لديك، حتى تعيشي حياة صحية هانئة حاولي أن تثبتي وقت النوم، حاولي ألا تتناولي أطعمة ثقيلة أو متأخرة في الليل، لا تشربي الشاي أو القهوة ليلا، تجنبي النوم النهاري، طبقي تمارين الاسترخاء، وكوني في حالة استرخاء وهدوء ذهني وجسدي كامل، واحرصي على أذكار النوم.
هذا هو الذي أنصحك به، أما بقية حالتك فأنا مطمئن لها تماما، وأنت تخلصت -الحمد لله- من متاعب القلق والاكتئاب، وأعتقد أن لديك الدعم النفسي التام، والإصرار الذي يقيك شر أي انتكاسة مرضية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.