السؤال
السلام عليكم
شكرا جزيلا لما تقدمونه من مجهود طيب، وجعله في ميزان حسناتكم.
عندي مشكلة لها فترة طويلة منذ اكتشفتها, وهي رائحة دهون الجسم التي توجد في مسام الجلد من غير وجود أي حبوب, والقليل جدا من رؤوس سوداء أحيانا، حيث إذا تم عصر المسام تخرج منه هذه الدهون، ولونها بيضاء، وأحيانا مائلة إلى الاصفرار، وسميكة بعض الشيء, وتكون لها رائحة كريهة جدا.
توجد هذه الدهون بكثرة على ذقن الوجه، وعلى الأنف، وفي وسط الصدر، وفي الإبط، وفي الأماكن الحساسة.
بالنسبة لذقن الوجه فبمجرد مسح أصبعي على جلد وشعر الذقن وشم أصبعي أستطيع شم الرائحة، وكذلك الإبط؛ مما سبب لي رائحة كرية في الإبط، مهما استخدمت مزيلا للتعرق.
علما أني شديد الاهتمام بالنظافة, وأستخدم أنواع العطورات, ولكن ما يلبث قليل من الساعات حتى تعود رائحة الإبط كريهة ورائحة الجسد كله.
أرجو أن أجد عندكم حلا لمشكلة رائحة هذه الدهون, لأنها أتعبتني مما سببت لي انطوائية وتدهورا في دراستي الجامعية، وعدم الاختلاط بالناس كثيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمشكلتك أخانا الكريم لها شقان:
الشق الأول: والمتعلق بالوجه والأنف، والإفرازات الدهنية.
الشق الآخر: المتعلق بالرائحة المنبعثة من مناطق الصدر، وتحت الإبطين والفخذين.
وسوف أتناول المشكلتين في الفقرتين التاليتين.
توجد بعض أنواع البكتيريا (الاهوائية) التي تسمى Corynebacterium acne والتي تتغذى على الدهون التي يفرزها الجلد، ومع زيادة إفرازات الدهون عند بعض الأشخاص، وبالأخص مرضى حب الشباب، وبدءا من سن البلوغ قد تحدث انسدادات في بويصلات الشعر الرقيق بالوجه والأنف، وقد تكون هذه الانسدادت ميكروسكوبية، وهنا تتكون البيئة (الاهوائية) التي تساعد على نشاط وتكاثر هذه البكتيريا، والرائحة التي تشتكي منها هي نتيجة وجود هذه البكتيريا بكثرة، والإفرازات الناتجة عن وجودها مع وجود زيادة في الإفرازات الدهنية، وخلايا الجلد الميت.
العلاج يكون بمحاولة القضاء على هذه البكتيريا، وتقليل الدهون، ومنع الانسدادت بالجلد، وذلك عن طريق غسيل الوجه باستمرار باستعمال المنظفات التي تحتوي على مضادات البكتيريا، وربما بعض أحماض الفواكه أو البنزيل بيروكسيد، والذين يساعدون في تنظيم تقرن الجلد بالإضافة إلى القضاء على البكتيريا.
استخدام كريم التريتينوين والذي ينظم تقرن الجلد ويقلل من سمك طبقة الجلد السطحي، ويقلل من الدهون، والانسدادت مرة واحدة مساء يوميا باستمرار، لمدة عدة شهور، وأعتقد أنك إذا استخدمت المنظف والكريم المذكور بانتظام فسوف تلحظ تحسنا كبيرا في مشكلتك.
أما بالنسبة للرائحة الكريهة في الصدر، وتحت الإبط وبين الفخذين والأماكن الأخرى فهي نتيجة وجود الغدد العرقية المفترزة(Apocrine glands) التي تفرز عرقا من نوع خاص له علاقة برائحة الإنسان.
هذا النوع من العرق رائحته ليست كريهة، وإنما مميزة لكل شخص، وإذا حدث زيادة في التعرق، ومع وجود بكتيريا في هذه الأماكن أيضا ولكنها مختلفة عن البكتيريا المذكورة في الفقرة الأولى فإنها تحلل هذا العرق، وتنتج عنه الرائحة التي تصفها، ولذلك يجب الاستحمام أو على الأقل غسيل الإبطين يوميا بالصابون أو المنظفات المضادة للبكتيريا، للقضاء على هذه البكتيريا، تجنب العرق والاستحمام وتغيير الملابس بعد العرق، كمثال بعد ممارسة الرياضة، لبس الملابس القطنية والجلوس في مكان بارد دائما، تجنب بعض المأكولات التي تفرز في العرق، وتكون لها رائحة نفاذة مثل الثوم، والكاري وغيرهما، ومن الأمور المهمة أيضا حلاقة الشعر تحت الإبط، وفي الأماكن التناسلية؛ لأن وجود الشعر يساعد على وجود عدد كبير من البكتيريا والعرق عليه.
إذا اتبعت التعليمات فسوف تتخلص من مشكلتك في هذه الأماكن بشكل كبير.
وفقكم وحفظكم الله من كل سوء.