قوة شهوة وعدم قدرة على الزواج .. ما علاج ذلك؟

0 421

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا شاب أبلغ من العمر 20 عاما، ولدي شهوة شديدة، مارست العادة السرية على مر 5 سنين، ولكن ليس بشكل يومي، مرة أو مرتين بالأسبوع، وكل مرة أتوب إلى الله وأرجع وأعملها، وأنا -الحمد لله- محافظ على الصلوات الخمس، وأقرأ القرآن، وأصوم يومي الاثنين والخميس والأيام البيض، ولا أقدر على الزواج ماديا، وأحيانا أتمنى لو أني ولدت بدونه، أو بارد جنسيا، لكي لا أعصي ربي، ونظرا للظروف المادية لا أتخيلني يوما بزوجة، ولا أقدر على المسؤوليات أبدا، انصحوني رجاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نرحب بك - أيها الابن الكريم – في موقعك، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ونبدأ فنوصيك أولا بحسن التفاؤل، وحسن الظن بالله تبارك وتعالى، فإن المؤمن ينبغي أن يفعل الخير ويتفاءل بالخير، وسوف يأتي اليوم الذي يسهل الله فيه الأمر عليك، والذي يطلب النكاح ويطلب الحلال بالصدق يعينه الله تبارك وتعالى القائل: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم} كأن قائلا وقف ليقول: من أين الأموال ومن أين كذا؟ فتأتي الإجابة من الله: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}.

وأرجو أن تعلم أن الله الذي رزقك سيرزق الزوجة، وسوف يسهل أمرك، فتوجه إلى الله تبارك وتعالى، واجتهد في بذل الأسباب، وابحث عن وظيفة، وابحث عن عمل، ولو في زمن بعد الانتهاء من الدراسة، بعد الانتهاء من وظيفتك ابحث عن وظائف جديدة تساعد بها نفسك في زيادة الدخل، واعلم أن الإنسان إذا عزم على شيء وصل إليه، وأن الزواج كما هو بأسعار مرتفعة، ستجد -إن شاء الله تعالى– من الصالحين والصالحات من يرضى أهلها وترضى ولو بالقليل، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد.

حتى تتمكن من ذلك، وحتى يحصل لك الزواج الشرعي، لا بد أن تعف نفسك عن الممارسة الخاطئة، وتبتعد عن أماكن النساء، وتغض بصرك، وتجتهد في مواصلة الصيام والقيام لله تبارك وتعالى، وأهم من ذلك هو أن تحاول الابتعاد عن التفكير في هذه الأمور بقدر طاقتك، فإن التفكير في مثل هذه الأمور هو الذي يهيج سعار الشهوة، وعند ذلك يجد الإنسان نفسه ربما في مواقف وربما في ضيق وربما في حرج.

ولكن على كل حال: نحن نشكر لك هذه المشاعر، وندعوك إلى ترك هذه الممارسة الخاطئة لأنها لا توصل للإشباع، بل توصل إلى السعار، وتجعل الإنسان يتضايق، ولا تزيد الأمر إلا سوءا، بالإضافة إلى أضرارها الأخرى المعروفة لدى أمثالك من الفضلاء.

فإذن أنت ينبغي أن تتخذ الأسباب – أسباب العفة – لأن الله قال في الذين لا يجدون نكاحا، قال: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله} ونتمنى أن تجد من العقلاء والفضلاء ممن حولك ومن أهل الخير من يتفهم حاجتك وحاجة الشباب إلى الزواج، فيكون في عونهم وفي إقناع أسرهم من أجل أن يزوجوهم.

نسأل الله لكم التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يجمع بينك وبين زوجة صالحة تسعدك وتسعدها، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات