السؤال
السلام عليكم.
فقدت أعز صديقاتي، غابت عني بلا سبب، حنيني القوي لها بات يؤثر على جسدي، ماذا بيدي أن أصنع؟ وأنا لا أعرف كيف أفضفض لأخواتي، يجهلن بكائي بدون سبب، وغالبا لا أبكي أمامهن؛ لأني لا أعلم ما أقول عندما يسألنني لماذا تبكين؟
كانت تعلم كيف تجعلني أفضفض لها، وبعدها تعبت جدا! أريد حلا، أصبحت أقطع تواصلي مع المجتمع، وأحب العزلة والهدوء، والذكريات، ومراقبتها في المواقع الإلكترونية.
أختي أصبحت تضغط علي لأني لم أفضفض لها، هي لا تفهم ما أقول، ودائما تفسر الكلام من عقلها، حتى أنها كانت تتكلم معي مرة وأنا أنظر لهاتفي وأحرك فمي أقرأ ثم أتوقف، فصرخت علي: لا داع لأن تحركي فمك؛ يعني اسكتي، وأنا كنت أقول لها: أكملي، وأنظر في جوالي خلال كلامها.
مع خالص شكري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنوار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فشكرا لك على التواصل معنا والكتابة لموقعنا.
عندما يتعلق شخص بشخص آخر وتنشأ بينهما علاقة قوية، فإنه ليس من السهل التكيف مع الحياة من دون هذا الصديق، وخاصة إذا كنت ترتاحين للفضفضة مع صديقتك التي غابت عنك بلا سبب، وهذه الصعوبة التي تمرين بها هي ردة فعل إنسانية طبيعية، ويمكن أن تحصل مع أي صديقين قريبين.
وليس من السهل أيضا أن تستبدلي هذه الصديقة بأحد أفراد أسرتك، فالصديق من غير الأقرباء غير القريب من نفس الأسرة، وخاصة فيما يتعلق بالفضفضة في الأمور الخاصة.
إذا أحببت فحاولي أن تتعرفي أكثر على أختك، واقتربي منها، لكن بهدوء ومن دون أن تبدئي بالأحاديث العميقة، واجعلي الاحترام والثقة تبنى بينكما.
ومن الطبيعي أيضا أن تشعري أمام هذا التغيير بقلة الرغبة في التواصل مع الناس، وبقلة الاختلاط بهم، ولكنها مرحلة وستتجاوزينها سواء في وقت قصير أو طويل، وهذا تابع لمدى تفهمك لهذه الأمور، وبمدى سعيك لعدم تجنب الناس، ومحاولة الاعتياد على الجو الجديد.
ما زلت في 19 من العمر، وأنت تتعلمين دروسا هامة عن الحياة والعلاقات والعواطف والمشاعر، وكما جاء في الأثر: "وأحبب من شئت فإنك مفارقه"، أي أن الحياة هي هكذا ارتباك وتعلق، ومن ثم افتراق ووداع، وإلا لما استمرت الحياة، وهذا ليس لانتقاص دور الناس في حياتنا، وإنما لكي نعرف أن هذا من حقائق الحياة.
وفقك الله، وخفف عنك ما أنت فيه، وفتح لك أبواب الأمل والمستقبل.