أشعر بأعراض كثيرة وغريبة، فهل أعاني من حسد أو عين أو مس؟

0 689

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على موقعكم الرائع، وأسأل الله أن يجعل كل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم.

أعاني من أعراض معينة، وأريد أن أعرف التشخيص المناسب لها، وأعتذر إن كررت المشكلة مرتين: أشعر بضيق في الصدر، وألم أسفل الظهر، والشعور بالحرارة أو بالبرودة في الأطراف، وتصبب العرق في الظهر، والتثاؤب المستمر، وخفقان في القلب، وخمول، واصفرار الوجه، والانقلاب المفاجئ من محبة إلى كراهية أو العكس، وحب العزلة والوحدة، والصداع المستمر، وظهور كدمات، والغضب بدون سبب، وكثرة الغازات، وسماع صوت يناديني، ورؤيه شيطان متشكلا بأختي يحاول خنقي، ورؤية أشخاص في البيت، والبعد عن الله وعن الطاعات، وكنت سابقا قوامة صوامة وأقرأ القرآن، والآن اجاهد نفسي على الصلاة، وخروج رائحة غريبة، وهم وغم، وكثرة النسيان بشكل ملحوظ، والشرود الذهني، والسقوط من مكان مرتفع، ورؤية الحيوانات مثل: الفأر والوزغ، وألم صفعة وأستيقظ والألم معي، وأرق وقلق مستمر، ورعشة في الجسم أثناء النوم، والكوابيس والأحلام المفزعة، ونغزات في الجسم، وزيادة دقات القلب من دون مجهود، والتكلم بكلام غير مفهوم، وضيقة عند الأكل، والتعب عند أي مجهود، والسمنة المفاجئة لعشرين كيلو!

أتمنى أن أعرف ماذا حل بي، هل هو حسد أو عين أو مس؟ أو كلها مجتمعة؟ وكيفية الرقية، وفي أي مكان بالضبط؟ وهل آخذ من آثار الأشخاص الذين يتكررون في المنام؟ أعتذر عن الإطالة، وأشكركم مجددا لأنكم أتحتم لي السؤال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hnodah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن قائمة الأعراض التي أوردتها في رسالتك هي أعراض كثيرة متداخلة، فيها أجزاء كثيرة يمكن أن تكون مستوفية لشروط تشخيص القلق الاكتئابي البسيط إلى المتوسط، لكن هنالك أعراض قد لا تفسر من هذا السياق، وهي الأعراض التي تحدثت عنها أنك ترين أشخاصا في البيت ورؤية الشيطان وموضوع الرائحة الغريبة، وسماع الصوت الذي يناديك؛ هذه أعراض مهمة؛ لأنها قد تعني وجود نوع من الهلاوس السمعية والبصرية، وكذلك الشمية، وهذه لا يمكن تجاهلها، وتستحق بعض الإصغاء والشرح والتحليل، لذا أنا أرى أن مقابلتك للطبيب النفسي سوف تكون مفيدة جدا.

من حيث العلاج الدوائي: لا شك أنك محتاجة لدواء يحسن من معنوياتك ويزيل القلق والتوترات والخفقان والمخاوف التي تعتريك، ولا شك أن الدواء سوف يحسن مزاجك كثيرا.

أما بالنسبة لموضوع سماع أصوات ورؤية الأشياء وشم رائحة غريبة: إذا أثبت أن هذه هلاوس حقيقية فهذا أيضا يتطلب علاجا، أما إذا كانت مجرد صوت عقل أو ما يعرف بالهلاوس الكاذبة أو شبه الهلاوس ففي هذه الحالة تكون في إطار القلق والإجهاد النفسي، وسوف يكفي تماما العلاج الذي سوف تتناولينه للحالة القلقية الاكتئابية البسيطة التي تحدثت عنها.

استوقفني عرض مهم، وهو الزيادة المفاجئة في وزنك، وعشرين كيلوجرام أن يكتسبها الإنسان في فترة قريبة أو قليلة هذا لا شك أنه ملفت وضروري، وهذا أيضا يحتم أن تجري بعض الفحوصات الجسدية؛ لأن الاكتئاب النفسي في حالات قليلة جدا قد يؤدي إلى نوع من النهم في تناول الطعام، بالرغم من أن الشيء المعهود والمعروف أن الاكتئاب يقلل الشهية والرغبة عن الطعام، لكن أحيانا قد يزيدها، كما أن عجز الغدة الدرقية المفاجئ قد يؤدي إلى زيادة في الوزن، فأعتقد أن مقابلة الطبيب من جميع النواحي سوف تكون مفيدة لك، وأنا على ثقة تامة أن الأمر سوف يعالج علاجا تاما -إن شاء الله تعالى-.

في موضوع العين والسحر والمس: أنصحك أن تحرصي على صلاتك، وتلاوة القرآن بتدبر وتمعن، والدعاء والذكر، وألا تبتعدي عن الله تعالى، لأن الله تعالى خير حافظا، وإن وجدت سحرا أو عينا أو خلافه فإن الله سيبطله -بإذنه تعالى- وبالنسبة لكيفية الرقية: توجد الكثير من المواقع على شبكة الإنترنت التي توضح كيفية الرقية، لكن -إن شاء الله تعالى– أحد المشايخ سوف يفيدك في هذا الأمر.

بالنسبة لموضوع تكرار الأشخاص في المنام: هذا من وجهة نظري مجرد نوع من التماهي والتفكير المرتبط بحياتك اليومية، والإنسان يحرص على أذكار النوم، وهذه الأحلام لا تتحدثي عنها، سلي الله خيرها، واستعيذي به من شرها، وطبقي ما ورد في السنة المطهرة، وعليك بألا تنامي في أثناء النهار، وألا تتناولي الشاي والقهوة في الأمسيات، وخففي وجبة العشاء –هذا مهم جدا– لأن تنتهي هذه الأحلام -إن شاء الله تعالى-، وانظري علاج الكوابيس والأحلام المزعجة سلوكيا: (2744 - 274373 - 277975 - 278937).
______________________________________________________

انتهت إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
تليها إجابة الدكتور الشيخ/ أحمد الفرجابي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:
______________________________________________________

نرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونؤكد لك أنك بحاجة فعلا للرقية الشرعية، وبحاجة للدعاء، وبحاجة للمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وبحاجة إلى الثقة بالله تبارك، بحاجة للاستعانة والتوكل على الله تبارك وتعالى، فإنه الذي يكشف الضر ويرفع البلاء ويجيب المضطر إذا دعاه، فالجئي إلى الله بصدق، واعلمي أن الله تبارك وتعالى فعال لما يريد، وأنه تبارك وتعالى بيده الشفاء وبيده العافية وبيده التوفيق، وما عند الله من الخيرات لا ينال إلا بطاعته، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ولا شك أنك سوف تستفيدين من إجابة الدكتور محمد عبد العليم، فهو متخصص، ولعلي ألاحظ أن الجزء الأكبر يجيب عنه الدكتور –حفظه الله ووفقه– وهنيئا لنا ولكم بهذا الدكتور وبهذه الكفاءات في موقعكم، وشرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا وبناتنا وأخواتنا وأمهاتنا، ونسأل الله أن يعين الجميع على الخير.

نؤكد لك أن المؤمنة ينبغي أن يكون عندها رضى بقضاء الله وقدره، وعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، واعلمي أن كثيرا من هذه الأشياء يكون عبارة عن أوهام وتخيلات، لكن على كل حال فإنك ستجدين -إن شاء الله تعالى– الدواء المناسب من خلال المزج بين توجيهات الطبيب النفسي وبين رعاية الجوانب الشرعية والمواظبة على الأذكار والرقية الشرعية.

هذه الرقية التي يستطيع الإنسان أن يقرأها على نفسه: (237993- 236492-247326 )، ويمكن أن يقرأ عليك أحد أقاربك، وحبذا لو قرأ عليك الوالد أو الوالدة، لأن دعاءهم أقرب للإجابة، وهم أخلص الناس لأبنائهم وبناتهم، إذا لم يتيسر هذا المحرم أو الوالد أو الوالدة فلا مانع بعد ذلك من أن تطلبي الرقية الشرعية، أو تذهبي إلى راق شرعي متخصص، وإذا كان الراقي رجلا فمن الضروري أن تكوني متسترة، وأن يكون معك المحارم، كذلك ليس له أن يمس جسدك، وعليه أن يقرأ الرقية الشرعية، وليس من المهم أن يصنف أو يحدد أو كذا، ولكن المهم هو العلاج، المهم هو أن نعرف، لأن مسألة التشخيص قد يكون فيها إشكالات، وقد تزيد الأمر وهما وسوءا، وربما بعضهم أثناء التشخيص يحدث في ذلك فتنا، وقد يستجيب في تشخيصه للشيطان، والشيطان كثير الكذب، وهو حريص أيضا على أن ينشر العداوة والبغضاء بين الناس.

كذلك ينبغي أن تكون الرقية على ضوابطها الشرعية، وأن يعتقد الراقي والمرقي أن الشفاء من الله تبارك وتعالى، وأرجو أن يكون الاستعداد عندك استعدادا في المحل -كما قال ابن القيم- لاستقبال هذه الأشياء، وذلك بالحرص على طاعة الله، وبالحرص على رعاية ضوابط هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، وكوني واثقة أن كيد الشيطان ضعيف، وأن هم هذا العدو أن يحزن الذين آمنوا، ولكن ليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله، واعلمي أن ما عند الإنسان من هم وغم يرفعه الله تبارك وتعالى باللجوء إليه، وبالتوجه إليه، وبالاستعانة به، وبالتوكل عليه سبحانه وتعالى.

نسأل الله لك التوفيق والسداد والعافية، وسوف نكون سعداء في حال تواصلك مع الموقع، وندعوك إلى أن تكثري من الأذكار مثل دعوة ذي النون: {لا إله إلا الله سبحانك إني كنت من الظالمين} فإن في هذا علاجا للغم، بعدها ماذا قال الله تعالى: {فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} فهي ليست خاصة لنبي الله يونس خاصة.

كذلك الإكثار من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله) فإنها استعانة وذكر، كذلك الإكثار من الاستغفار، والصلاة والسلام على رسولنا المختار -عليه صلاة الله وسلامه– وغير ذلك من الأذكار، وخاصة الأذكار الواردة في الصباح وفي المساء وعند الدخول وعند الخروج، حتى نطهر بيوتنا وحياتنا من الشياطين، فإن الشيطان يهرب ويتضايق وينهزم إذا وجد ذاكرا أو ذاكرة لله تبارك وتعالى.

نسأل الله لك التوفيق والسداد والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات