ما هي التصاقات الرحم؟ وما أسبابها وأعراضها؟

0 1128

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لك كل الشكر والتقدير دكتورة رغدة، وجزاك الله كل خير، وجزى الله كل خير كل من يساهم في هذا الموقع الممتاز، وأرجو له التقدم دائما.

أرسلت إليك من قبل للسؤال عن الفحوصات اللازمة لمعرفة سبب الإجهاض، ولم أقم بها لأني أجلت الحمل هذه الفترة لأتهيأ نفسيا، وحتى أرى طبيبا مناسبا، والآن عندما ذهبت للطبيب وسمع حالتي بأكملها، شك أولا في وجود التصاقات بالرحم، ورغم أنه رأى السونار المهبلي، إلا أنه بين أن السونار لا يكشف عن الالتصاقات، وطلب أشعة الصبغة، وقال: إن تم الكشف عن الالتصاقات نقوم بعمل منظار علاجي، وأخبرته أنه كثير، وخاصة بعد العلاقة الزوجية أشعر بشيء ينتفخ ويبرز من أسفل البطن جانبيا، وعندما أوضحت له المكان قال: هذا مكان الأنبوبين، وما تشتكين منه قد يشير إلى ضيق فيهما.

سؤالي: ما هي التصاقات الرحم؟ وما أسبابها وأعراضها؟ وهل يمكن علاجها بدون جراحة؟ وما مدى صحة رأي الطبيب؟ وهناك تساؤلات كثيرة، هل عدم الأكل في أول يوم للدورة الشهرية قد يكون سببا في الالتصاقات؟

أنا في أول يوم للدورة الشهرية أكون متعبة جدا وشهيتي معدومة، وأشعر بآلام شديدة، وهذا من قبل زواجي، ولا أستطيع التحمل إلا بأخذ المسكنات.

ولك جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي مجدي احمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أتفهم مشاعرك وظروفك –يا عزيزتي- وأود منك أن لا تستسلمي للإحباط واليأس، فالذرية هي رزق كباقي الرزق وستنالينه عندما يشاء رب العالمين عز وجل، لكن عليك الاستمرار بالأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله جل وعلا.

إن وجود التصاقات في جوف الرحم هي حالة نادرة الحدوث، وسببها عادة حدوث أذية لبطانة الرحم، إما بسبب التهاب شديد أصاب البطانة -ولابد أن يكون قد أعطى أعراضا في حينه- أو بسبب عملية تنظيف جائرة جدا لجوف الرحم، وفي مثل هذه الحالات سيظهر بالتصوير الظليل وجود فراغات تفصلها الالتصاقات، أي يمكن تشخيصها عن طريق التصوير الظليل بالصبغة أو HSG، وتأكيد التشخيص يكون بعمل تنظير لجوف الرحم ورؤية الالتصاقات بالعين المجردة، ويمكن فك الالتصاقات في وقت التنظير نفسه، أي أن التنظير سيكون تشخيصيا وعلاجيا في الوقت نفسه.

الأعراض التي تنتج عن الالتصاقات هي: تباعد أو انقطاع الدورة، قلة أو شح دم الدورة، عقم وتكرر الإجهاض، لكن الالتصاقات لا تسبب أي انتفاخ أو ألم مع أو بدون الجماع، كما أنها لا تسبب أية أعراض قبل نزول الدورة أو خلالها، والأعراض التي تحدث عندك في أول يوم من الدورة الشهرية هي من ضمن مجموعة أعراض نسميها (متلازمة ما قبل الطمث)، وهذه المتلازمة تشتمل على أكثر من 100 عرض أو شكوى تحدث قبل أو خلال نزول الطمث، منها: الألم في البطن، الغثيان، فقد الشهية، التعب والخمول، العصبية، الصداع، كثرة النوم أو الأرق، وأعراض كثيرة أخرى، وهي كلها أعراض غير نوعية، أي لا تدل على إصابة محددة إنما تعم كل الجسم، وسبب كل هذه الأعراض هو التغيرات الهرمونية التي تحدث بتأثير الدورة، وأيضا زيادة إفراز الرحم لهرمونات قوية تسبب التشنج والتقلص.

إذن –يا عزيزتي- لا يمكن من خلال الأعراض عندك فقط القول بوجود الالتصاقات في الرحم والأنابيب، فالالتصاقات لا تشخص بشكل مؤكد إلا بالمنظار الرحمي، لكن وبسبب ندرة وجود الالتصاقات كسبب لتكرر الإجهاض، فالمنطق يقول بأن نبدأ بالتحري عن الأسباب الأكثر شيوعا في إحداث الإجهاض؛ ولذلك يجب البدء بعمل التحاليل التي سبق وذكرتها لك أولا، ومن ضمنها سيكون التصوير الظليل HSG لتحري نفوذية الأنابيب، فهذه هي الخطوات الأولى في التقييم الصحيح، أما التنظير فيجب أن يكون خطوة تالية، أي بعد التأكد من أن هذه التحاليل طبيعية -إن شاء الله- ويجب حينها أن يترافق تنظير الرحم مع تنظير الحوض أيضا.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية، وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مواد ذات صلة

الاستشارات