السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله التوفيق لكم
سؤالي: عندي خوف وقلق غير طبيعي، أكون قلقة طوال اليوم، أما الخوف فأي شيء أخاف منه، أي خبر أسمعه أخاف، أخاف من الموت، لدرجة أني إذا سمعت حالة وفاة أتعب وأبكي، ويأتيني ألم في جميع جسمي، لدرجة أني أذهب للمستشفى، أخاف من الأمراض، أقول أني سأموت في أي لحظة، حزن دائم، وأعاني من فراغ في حياتي.
أرجو مساعدتي فأنا بحاجة ماسة للمساعدة؛ لأني لا أستطيع الذهاب لدكتور نفسي، سبع سنوات وأنا على هذا الحال منذ أن كان عمري 16 .
استخدمت السبرالكس وتحسنت، وبعد التوقف عادت لي الحالة، فماذا أفعل؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن القلق النفسي طاقة إنسانية مهمة وضرورية، لكن إذا زادت عن الحد ربما تشكل بعض الإشكالات، والقلق قد يكون سمة من سمات شخصية الإنسان، بمعنى أن الإنسان دائما تجده في حالة تحفز، عدم ارتياح، يتسابق مع نفسه، يتسابق مع الزمن، تجده ينزعج للأمور الصغيرة، هذا نوع من القلق المرتبط بالشخصية، ومثل هذه الشخصيات قد تأتيها نوبات من القلق حادة، يعني إذا حدث مؤثر حياتي سلبي فهنا قد يقلق الإنسان قلقا شديدا، وبما أن شخصيته أصلا تحمل سمات القلق فقطعا سوف تتضاعف جرعة القلق في مثل هذه الحالة.
النوع الآخر من القلق: هو أن الإنسان يكون متوازيا، شخصيته ليست قلقة، لكن تأتيه ظروف يكون فيها القلق والخوف فوق طاقته، وهنا يظهر القلق كقلق عابر ومتقطع وليس قلقا مطبقا.
أعتقد أن حالتك تنسجم بعض الشيء مع الحالة الأولى، أي أن شخصيتك تحمل سمات القلق في الأصل، وبعد ذلك حين تأتي أي أحداث حياتية ذات طابع سلبي قد تؤثر فيه، هذا لا نعتبره مرضا - أيتها الفاضلة الكريمة – هذا نوع من السمات أو الصفات أو الظواهر المرتبطة بالإنسان.
الخوف هو جزء من القلق، والقلق أصله خوف، والخوف أصله قلق، إذن كل منهما متداخل مع الآخر، ولا ينفصلان.
الخوف من الموت يذكرنا به موت الآخرين، أو حين نضعف، أو حين نمرض، وهذه ظاهرة يجب أن تكون مقبولة وطبيعية، لكن الإنسان دائما يذكر نفسه أن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقص منه لحظة واحدة، وأن الخوف من الموت هي وسيلة طيبة نتخذها كطاقة دافعة لأن يعمل الإنسان لما بعد الموت، وأن يسأل الله تعالى أن يطيل عمره في عمل الخير، وأن يحسن عاقبته وخاتمته، هذا هو الأصل في التعامل مع الخوف من الموت.
أنا - أيتها الفاضلة الكريمة - لا أقول لك أبدا أن شخصيتك ضعيفة أو إيمانك قليل أو ضعيف لذا تخافين من الموت، لا، لا أقول هذا أبدا، فأنا أثق تماما أنك محترمة، وأنك متدينة، وأنك على قناعة بأن الموت هو الحقيقة الثابتة، لكن وددت فقط أن أذكرك ببعض الأمور السلوكية لتساعدك كثيرا.
من هذه الأمور أيضا هو أن تصرفي انتباهك عن القلق والمخاوف، أنت الحمد لله شابة، لديك طاقات، لديك إمكانات نفسية وجسدية، لماذا لا تستفيدين منها في اكتساب المعرفة والعلم، حتى وإن لم تتح لك فرصة الدراسة المنتظمة، اذهبي إلى مراكز الدعوة، مراكز تحفيظ القرآن، قومي بعمل بعض الكورسات (coursat) المفيدة، انخرطي في أي عمل اجتماعي دعوي طوعي، والسعودية بفضل الله تعالى فيها هذه الأنشطة كثيرة جدا. ابني علاقة اجتماعية مع الصالحات من الفتيات والنساء، هنا تخرجين نفسك تماما من كابوس القلق والتوتر، وتحسين أن حياتك نافعة، وأرجوك أن تديري وقتك أيضا إدارة ممتازة وجيدة، قسمي الوقت، والواجبات أكثر من الأوقات، هذا أيضا يفيدك.
مارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة حتى ولو داخل البيت، طبقي تمارين الاسترخاء، وذلك من خلال رجوعك إلى استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) هذا كله مفيد - إن شاء الله تعالى - .
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أرى أن عقار (بروزاك Prozac) أفضل لك من عقار (سيبرالكس Cipralex) أو عقار (فافرين Faverin) كلاهما ممتاز، وإذا أردت أن تبدئي الفافرين فتناوليه بجرعة خمسين مليجراما ليلا، استمري عليها لمدة شهرين، ثم اجعليها مائة مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أما إذا كان خيارك أو اختيارك هو البروزاك فالجرعة هي كبسولة واحدة يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
كلاهما طيب – الفافرين، والبروزاك – وكلاهما سليم، وأنت في حاجة لتناول أحدهما، مع ضرورة الأخذ بما ذكرناه لك من إرشاد في هذه الاستشارة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.