السؤال
السلام عليكم.
أنا عزباء وأريد الزواج بابن خالي المتوفى لاستقامته وأدبه، ولا ينقصني شيء، لكني أريد طريقة يفكر فيها بالزواج بي من دون أن يعرف أنني أنا التي عرضت الزواج، مع العلم أنه ليس له وظيفة ثابتة، وحالته المادية ضعيفة، لديه باص لتوصيل المعلمات، ومن هنا يكسب معاشه، وأنا -ولله الحمد- مرفهة عند أهلي، ولدينا سائق وخادمة، لكني أردت الزواج بهذا الشخص لاحترامه للمرأة وأدبه واستقامته كما أسلفت؛ ولأنه في العائلة كلها معروف هو وإخوانه بالاستقامة.
سؤالي: أريد طريقه ذكية ليتزوجني دون أن يعرف أني أنا التي أردت الزواج، لا أريد لأحد أن يعلم برغبتي، لا من أهلي ولا أهله، لديه أخ كبير لا يعلى عليه في الأخلاق والهداية -ما شاء الله-، وفكرت أن أرسل أحدا ليكلمه عني، لكن ترددت حتى لا يفهم عني شيئا خطأ أو أنقص من قدر نفسي.
وجزاكم الله خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مبدعة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك هذه الرغبة في الخير، نسأل الله أن يعينك على الأمر، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
ولا شك أنه منقبة للفتاة أن تطلب صاحب الدين، وترغب في الارتباط به رغم قلة ذات يده، لا لشيء إلا لأجل دينه واستقامته وأخلاقه، نسأل الله تبارك وتعالى أن يلفته إليك، وأن يعمر قلبه بحبك، وأن يجعله من نصيبك، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ونحن ننصحك بالاقتراب من أخواته ومحارمه، ثم الثناء عليه وما عنده من أخلاق؛ لأن مثل هذه الرسائل تصل سريعا فيبدأ الرجل أيضا يبادل بذات المشاعر وتبدأ الخطوات الأولى المهمة، وإذا كان هناك من العاقلات والفاضلات أو من العقلاء والفضلاء من محارمك فبإمكانهم أن يعرضوا عليه هذه المسألة.
وليس من الضروري أن يكتشف أو يعرف من خلال العرض؛ لأن الإنسان يستطيع أن يقول لفلان: (لماذا لم تتزوج؟)، يقول: (ليس عندي مال): يقول: (المال ليس كل شيء إذا وجدت من ترضى بالأخلاق والدين، لماذا لم تفكر في بنت عمتك أو بنت فلان؟)، أو نحو ذلك من الكلام الذي يفهم منه أن هذا المتكلم هو الذي يعرض، والأمر كما فعلت نفيسة عندما خطبت خديجة للنبي -عليه الصلاة والسلام–، حيث جاءت للنبي -صلى الله عليه وسلم– فقالت: (ألا تتزوج؟ قال: ومن أين لي المال؟ قال: أفرأيت أن دعيت إلى الشرف والمال والحسب والنسب؟ قال: من؟ قالت: خديجة) فاستجاب النبي -صلى الله عليه وسلم–، والنساء يجدن القيام بمثل هذه الأدوار.
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأرجو أن تعلمي أن الثناء على أخلاقه والثناء على أدبه يصل إليه، يجعله يبادل المشاعر، ويبدأ يفكر بالطريقة نفسها، ولا يخفى عليك أن الناحية الشرعية ليس فيها حرج في مثل هذه الأمور، لكننا دائما قد نتحرج من عاداتنا ومن تقاليدنا، ولا عبرة بالعادات ولا عبرة بالتقاليد الصادمة لما فيه مصلحة شرعية راجحة واضحة، وعليك بكثرة الدعاء، فإن قلبه وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
والله الموفق.