الخوف الشديد على الأقارب... وعدم القدرة على المواجهة

0 266

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر30 ولدي مشاكل عديدة أتمنى التخلص منها – يا دكتور- ومساعدتي على ذلك.

أنا أعاني منها من حوالي 20 سنة، وأتمنى تصنيف ذلك المرض إن صح التعبير لكي أعرف ما أعاني بالضبط، وهل من السهل القضاء عليها ومعالجتها بسرعة؟ وما هي الطرق المساعدة لذلك؟

أنا لدي الحماس للقضاء على ما أعاني منه، لدي العزيمة -بإذن الله- لكن أريد النصح والإرشاد من شخصكم الكريم.

أنا يا دكتور أعاني من:
1- الخوف الشديد على أقاربي مثل: أمي، إخواني إذا ذهبوا إلى أي مكان على السيارة حتى ولو لمكان قريب، خوف شديد يضايقني جدا.
2- لا أستطيع المواجهة أو الدفاع عن نفسي في أي موقف يحصل لي، بل أحس بشيء من الاستفراغ والبرودة بالأطراف، وكذلك أعاني من نشوف في الحلق، وألم بالمعدة حتى وإن كان هذا الأمر بسيطا أو أعرف أني لست مذنبة فيه أو أن الحق معي، إلا أني أعاني وقت المواجهة في هذا الموقف، وإن كان في صالحي.
3- الخوف من الزواج، طبعا الخوف من الزواج وقت الخطبة، تقدم لي أكثر من شخص للزواج ورفضت، وكنت أشعر بخوف شديد ورهبة ومغص مستمر، وإحساس أنه سيغمى علي، وعندما أرفض أحس براحة غريبة عجيبة.
4- للعلم الخوف من الزواج أشد من المخاوف الثانية، ولا يتم الزواج أبدا.
5- الاهتمام بالنظافة الزائدة؛ حيث أني لا أستطيع أهنأ بنوم أو أكل، وأنا أعرف أن فيه حاجة غير نظيفة حتى لو كوبا، أرجو الاهتمام بحالتي –يا دكتور- وهل هناك دواء تنصحني فيه؟

شاكرة لك حسن اطلاعك على رسالتي وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ 3ro0op حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأقول لك أيتها الفاضلة الكريمة: أنت صبرت كثيرا على هذه العلة، وهي - إن شاء الله تعالى – ليست علة خطيرة، لكنها قطعا مزعجة ومعطلة للإنسان.

الذي تعانين منه هي صورة مثالية جدا لما يعرف بقلق المخاوف الوسواسي، لديك قلق، لديك مخاوف، والمخاوف دائما تكون متداخلة مع القلق؛ حيث إن القلق هو جوهر الأمر، وبعد ذلك تتجزأ منه جزئيات أخرى وعلى رأسها المخاوف، وكذلك الوساوس.

الحالة - إن شاء الله تعالى – بسيطة كما ذكرت لك، حاولي أن تحقري المخاوف، ناقشي نفسك، وسوف تصلين لقناعة أن هذه المخاوف سخيفة، وأعتقد وبما أنه لديك العزيمة ولديك الدافعية من أجل التغيير والتحسن فهذا سوف يحدث - إن شاء الله تعالى -.

نظمي وقتك بصورة صحيحة، لأن ترتيب الوقت وأن يكون للإنسان أنشطة مختلفة، هذا يغير نمط الحياة تغييرا إيجابيا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أتفق معك أنك في حاجة للعلاج الدوائي، وبفضل الله تعالى توجد أدوية ممتازة وسليمة جدا، من أفضل هذه الأدوية العقار الذي يعرف باسم (زولفت) واسمه الآخر التجاري هو (لسترال) ويسمى علميا باسم (سيرترالين) دواء فاعل لعلاج الوساوس والمخاوف، وكذلك الاكتئاب، فهو محسن للمزاج جدا ومزيل للقلق.

الدواء لا يسبب الإدمان، وليس له (حقيقة) آثار سلبية على الهرمونات النسائية، الدواء فقط ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن لدى بعض الأشخاص، وتلاحظ أن الذين لديهم استعداد للسمنة – أي الذين لديهم تاريخ سمنة في الأسرة أو يعيشون حياة رخوة ومتكاسلة ولا ينظمون طعامهم – هؤلاء أكثر عرضة للسمنة.

جرعة السيرترالين هي أن تبدئي بنصف حبة (خمسة وعسرين مليجراما) تناوليها ليلا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة – أي خمسين مليجراما – استمري عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعليها حبتين ليلا – أي مائة مليجرام – وهذه هي الجرعة العلاجية في حالتك، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك انتقلي إلى الجرعة الوقائية، وهي أن تجعلي الدواء حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة ثلاثة أسابيع، ثم بعد ذلك توقفي عن تناول الدواء.

أنا على ثقة تامة أنه بعد مضي أسبوعين إلى ثلاثة من تناول الدواء سوف تحسين بشيء من التحسن، وهنا يجب أن تتحيني هذه الفرصة لتطبقي الآليات السلوكية من تحقير لفكرة الخوف والوساوس، وتنظيم للوقت، وأن تكون إرادتك إيجابية التوجه، هذا - إن شاء الله تعالى – يؤدي إلى التعافي وإلى كمال الصحة - بإذن الله تعالى - .

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات