السؤال
السلام عليكم
أنا أم لولد واحد، تزوجت زوجي عن حب 3 سنوات وهو يحبني بفضل الله، مشكلتي أنه يعرف امرأة متزوجة وأم لأربعة أطفال، جارته وكانت حبيبته في الماضي قبل أن يتزوج زواجه الأول، فأنا زوجة ثانية، كانت علاقتهما قبل أن يتزوج كلاهما، ومضى على هذا الموضوع حوالي 12 سنة، وعادت والتفت عليه كالحية وترفض الابتعاد عنه، وأنا لا أستحمل هذا وأعصابي متعبة، ولا أعرف ماذا أفعل لدرجة أني أنزلت كرامتي للأرض واتصلت بها، وأخبرتها أنها ستخرب بيتي هكذا، لكن بلا فائدة.
يصعب علي أني أعرفه لست سنوات، ثلاث منها خطوبة وثلاث منها زواج، يصعب علي أن أبتعد عنه وأهدم بيتي وأضيع ست سنوات من عمري في الهواء، وعندما أتكلم معه في الموضوع وأسأله: هل خنتني معها؟ طبعا يرد بالنفي، لكن الله وحده يعلم حقيقته، أنا حائرة وأرجو أن أجد حلا يريحني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كارمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونسأل الله أن يعينك على نصح هذا الزوج وأن يرده لك وإلى الصواب، هو ولي ذلك والقادر عليه.
حقيقة نحن ندعوك إلى عدم إثارة الموضوع بهذه الطريقة، وتصديق هذا الرجل فيما ذهب إليه، لأن عدم تصديقه سيدفعه إلى الهاوية، يدفعه إلى تصديق هذه المخاوف التي تتكلمين عنها، وإذا كان الرجل قد أنكر بأنه لم يحصل منه خيانة فعليك أن تصدقيه ثم تحاولي الاقتراب منه، ثم تحاولي معرفة ما الذي يجذبه لتلك المرأة الشقية، فتوفري له من الكلام الطيب، ومن الاهتمام بمظهرك، ومن حسن الرعاية، وحسن الاستقبال له، ما يدعوه إلى هجران تلك الشقية والبعد عنها وغيرها من الشقيات، فإن الإنسان إذا كان أكل طعاما وهو شبعان لا يمكن أن يلتفت، لكن الجائع الذي يفقد بعض الأشياء هو الذي يتوقع منه أن يلتفت إلى ما في أيدي الآخرين، وكذلك الأمر بالنسبة للعواطف والمشاعر، فأشبعيه من الاهتمام ومن الرعاية ومن حسن الاستقبال له وحسن الثناء عليه، ومن الدخول في حياته ومشاركته في اهتماماته، ولا تظلي هكذا تطارديه وتشكي فيه، فإن هذا ليس فيه مصلحة.
وأرجو أن تعلمي أن هذا الرجل الذي اختارك كان يعرف تلك المرأة واختارك، وهذا دليل على أنه بحاجة إليك، وعلى أنك لك منزلة عنده، فتعوذي بالله من الشيطان، واجتهدي في طاعة مالك الأكوان، واشغلي نفسك بالبر والصلاة والطاعة لله تبارك وتعالى.
ولست أدري هل هو على علم بأنك اتصلت عليها؟ وما هي ردة الفعل التي حصلت؟ إذا لم يحصل شيء أو كذا ربما يكون الأمر سطحي، وربما تكون هذه مجرد وساوس منك، لكن على كل حال حتى لو كان الأمر حقيقة فإن العلاج ليس في المطاردة، وليس في الشك وليس في تعكير الجو عليه، لأنه إذا لم يجد الراحة في بيته فسيبحث عنها في مكان آخر، فأحسني استقباله إذا دخل، واهدئي عند طعامه، وقدمي هواه على هواك، وطاعته على طاعة كل أحد، فإن الزوج هو أولى الناس بالزوجة، ولا تقدم على طاعته إلا طاعة الله وطاعة الرسول -عليه الصلاة والسلام–، والالتزام بأحكام هذا الشرع الحنيف.
اسألي عنه إذا غاب، وأحسني وداعه إذا خرج، وهذه نحن نسميها وصفة حماية، فإذا وفرت هذا الجو وبدأت العلاج فإنك -إن شاء الله تعالى– ستوفقين بإذن الله، ولا يخفى عليك أن الطبيب إذا عرف المرض لا يعيد الفحوصات، وإنما يبدأ مسيرة العلاج، وهذا ما ننتظره منك، ونرجوك القيام به.
ونسأل الله أن يسهل أمرك.