بدأت بالبحث عن زوجة صالحة، فأفيدوني بمسائل الخطبة وأمورها

0 374

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزيتم كل الخير عن مجهوداتكم في هذا الموقع المبارك, وزادكم الله علما إلى علمكم, وجعل أعمالكم خالصة ابتغاء مرضاة الله آمين.

سؤالي كالتالي:

مقدم -بإذن الله- على الزواج, بدأت البحث عن الزوجة الصالحة التي يقر الله بها عيني؛ فأسألكم الدعاء أن يرزقنيها –سبحانه- صالحة تحبه وتحب نبيه, ثم تحبني عاجلا غير آجل.

لا أدري إن وفقني الله لرؤية إحدى الأخوات: بم أبدأ كلامي معها؟ وما هي الأشياء المهمة التي يجب أن أسألها عنها؟ وهل من شروط يمكن أن اشترطها عليها حتى تستقر الحياة بيننا إن تيسر أمر الزواج بها؟ وهل آتي بخطبة الحاجة أو النكاح عند الرؤية أم عند الخطبة؟ وماذا أفعل إن لم تعجبني خلقتها؟ فالجمال نسبي ويجب أن أسر برؤيتها حتى أميل إليها قلبيا, وما أحب أن أكسر خاطر أحد -خاصة- أنه يتقي الله!! فكيف أخرج من الموقف دون أن أجرحها؟

أفيدوني مما علمكم الله, جعل الله كل حرف في موازين حسناتكم يوم الوقوف بين يديه -جل جلاله-.

بارك الله فيكم وفي سعيكم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال الرائع جدا، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونحي فكرة السؤال، فإن الإنسان ينبغي أن يبدأ بهذه البدايات الصحيحة، والمسلم لا ينبغي أن يقدم على أمر حتى يسأل عن الأحكام الشرعية, وعن الطرق المرعية, التي ينبغي أن ينتبه لها عند إقدامه على مثل هذا الأمر، خاصة في مشروع مثل: الزواج والذي يحتاج إلى وقفات طويلة.

وقد أحسنت, فإن الإنسان إذا ألقى الله في قلبه الميل إلى امرأة؛ فنحن ننصح: أن يسأل المحارم عنها –أخواتك، عماتك، خالاتك– إن تيسر، فإذا وجد شيئا من الوفاق وشيئا من التوافق -يعني في الصفات المطلوبة- بعد ذلك يطرق باب أهلها ويأتي البيوت من أبوابها، ثم بعد ذلك يطلب النظرة الشرعية، والنظرة الشرعية من الأهمية بمكان، والنبي -صلى الله عليه وسلم– قال لمن خطب من أصحابه: (هل نظرت إليها؟ قال: لا. قال: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) وقال لآخر: (انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا) قال العلماء: في هذا إشارة لطيفة إلى أن النظرة ينبغي أن تكون فاحصة؛ لأن مشوار الحياة طويل، والمجاملات لا تصلح في هذه المسألة.

وليس عيبا في المرأة أن يرفضها الرجل، وليس عيبا في الرجل أن ترفضه المرأة؛ لأن المسألة هي تلاقي الأرواح، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ومن حق أي شاب أن يسأل عن الفتاة وأهلها، ومن حق كل فتاة أن تسأل عن الشاب وأهله، وعلى الجميع أن يقدم الدين، وإذا أراد أي طرف أن ينسحب فمن حقه، بل من المصلحة، بل في ذلك فائدة للطرفين، أن يكون الوضوح هو سيد الموقف.

ولكن الذي يريد أن ينسحب لا بد أن يحسن الاعتذار، ولا بد أن يحترم المشاعر، ولا بد أن يستر ما رأى، فلا يتكلم بعيوب أو يتكلم على أنه انسحب لأن فيهم كذا وفيهم كذا، هذا لا يحل له، والذي لا يعجب صالحا قد يعجب محمدا، والذي لا يعجب محمدا قد يعجب أحمد، ولذلك ينبغي أن نتعامل مع المسألة بهذه الطريقة، والشريعة أحكمت الضوابط في هذه المسألة، فإن من حق الإنسان أن يسأل عن الفتاة، بل يجب على من يسأل أن يجيب بالحق، وأن يدفع بالتدرج، يعني كأن يقول: (ابتعدوا عن السيئة، خير لكم أن تروا غيرها) فإذا أصر لماذا؟ يبين له العيب، وهذا من المواطن التي يعفى فيها ويتجاوز فيها عن مسألة الغيبة؛ لأن هناك مصلحة كبرى، والشرط هنا أن يكون صادقا، وأن يكون مؤتمنا، وأن يكون دقيقا في كلامه، وإذا سمع الطرف الثاني تلك الملاحظات فمن حقه أن يستمر ويكمل، ومن حقه أن يتوقف، لكن ليس من حق هذا ولا ذاك أن ينشر هذا الكلام, وأن يتكلم بهذا العيب.

ولذلك الشريعة وضعت الضوابط المهمة جدا التي ينبغي أن تراعى، والمسلم أصلا محكوم بقواعد شرعية وضوابط تدعوه وتنهاه عن الغيبة والنميمة والسخرية والتحقير والتشهير، يعني هذه الأشياء معروفة في نصوص كثيرة وآيات وأحاديث عن النبي -عليه صلاة الله وسلامه-.

ولذلك نتمنى أن تكون الأمور بهذا الوضوح، ونسأل الله أن يسعدك معها، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونريد أن نقول: يصعب على الفتاة أن يراها شاب ويتركها، ويصعب على الشاب أن فتاة وتتركه، لكن في هذه مصلحة؛ لأنه إذا لم يوجد الانسجام والتوافق فمن الخير أن يحصل الفراق مبكرا؛ حتى لا تحصل بعد ذلك من الآهات والحسرات ما لا يعلمه إلا الله -تبارك وتعالى-، وعندها لن ينفع الندم، فرغم صعوبة القرار إلا أنه في المراحل الأولى أيسر وأسهل وأخف.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات