السؤال
السلام عليكم.
أود أن أستشيركم بحالة أخي، عمره 25 عاما، بدأنا نلاحظ عليه أوهاما ووساوس، مثلا يظن أن أبي يراقبه ليلا ونهارا، وتطور الأمر واتسع إلى الجيران وزملائه بالعمل، يتوهم أن أبي وضعهم لمراقبته، وهجر اجتماع الأهل والأقارب، بزعمه أنهم كلكهم يعادونه ويغتابونه، وأصبح في عزلة، ويجلس وحده في الغرفة أحيانا ليومين كاملين، وصلاته أهملها، ويزيد الأمر سوءا أنه يريد أن يقنعنا بأن أبي يراقبه فعلا، وأننا متعاونين معه ولا نريد أن نصدقه.
ما الحل برأيكم؟ حالته تزداد سوءا، وأخاف عليه أن يضر نفسه أو أبي، فهو يكرهه لهذه الأفعال التي هي بالأصل وساوس وأوهام، أنتظر ردكم عاجلا، فالوضع لا يمكن السكوت عنه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.
ربما الأصح فيما ذكرت ليس وسواسا، وإنما هو أقرب إلى "الأفكار الزورية"، وما نسميه أحيانا "أوهاما أو أفكارا ضلالية" وليس مجرد بعض الوسواس، وإنما هي حالة أكثر شدة، كشعور الشخص بأن هناك من يراقبه ويتجسس عليه، وقد يصل الأمر لحد يعتقد فيه بأن هناك كاميرات تراقبه طوال الوقت، وبأن الناس يتآمرون عليه ويتكلمون عنه.
تعريف الأفكار الضلالية: هي أفكار خاطئة إلا أنها ثابتة، وبالنسبة للشخص هي قناعات أكيدة لا شك فيها، ولذلك فلا يفيد مجرد محاولة إقناع الشخص بخطأ أفكاره، بل على العكس قد يكون هذا ضارا به، لأن الشخص قد يصبح أكثر سرية، وتبدأ تزداد عنده هذه الأفكار وتتكامل عنده، ولكنه لا يحدثنا عنها لأنه لا يثق بنا.
عمر أخيك 25 سنة، يجعله في السن المحتملة لتعرضه لبعض المشكلات أو الأمراض النفسية، وهناك عدد منها، وأنصحكم بعرض هذا الأخ على طبيب نفسي ليحدد طبيعة هذه الأفكار أو الأوهام، وليقوم بفحص الحالة العقلية والنفسية، ومن ثم تحديد التشخيص الدقيق، وبالتالي اقتراح العلاج النفسي المناسب.
والله الموفق.