منذ طفولتي أشمئز من أزرار الثياب ومن يرتديها، فما سبب ذلك؟

0 300

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري الآن 29 سنة، منذ طفولتي أشمئز من الأزرار ولا أحب أن أقترب من أحد يرتدي شيئا به أزرار، وأرفض لبس القمصان, عندما كبرت قلت عندي هذه الحالة، ولكنها لا زالت!

خالي كان مثلي في الصغر، ولكن عندما كبر انتهت منه هذه الحالة، فما تفسير هذا الأمر؟ لماذا الأزرار بالتحديد؟ وبالأخص البلاستيكية؟ وهل هي مرض نفسي أو ربما تعرضت لحادث معين؟

أعرف أيضا طفلا صغيرا يعاني من هذا الأمر.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إلهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن ظاهرة المخاوف معروفة، والمخاوف متعددة من حيث التشخيصات، هذا النوع من المخاوف الذي يعتريك يسمى بالمخاوف البسيطة، والمخاوف مكتسبة، وناتجة قطعا من تجارب سلبية، فأنت ربما تكونين قد تعرضت لحادث ما له علاقة بالأزرار أو ربما يكون هناك مفاهيم خاطئة رسخت في تفكيرك حول هذه الأزرار.

لدي مريض – والحقيقة هو ليس مريضا، إنما لديه ظاهرة مخاوف مبسطة - كان يخاف خوفا شديدا من الليمون، حين يرى حبة الليمون يخاف خوفا شديدا، وبعد أن جلسنا معه عدة مرات اتضح أنه حينما كان في عمر سبع سنوات كان مع والده، ووالده لديه مزرعة فيها عدة أنواع من الحيوانات، هذا الطفل شاهد أحد الخراف وهو يحاول أكل وابتلاع حبة الليمون واختنق الخروف، وكان الأمر والمنظر مثيرا جدا للطفل ومخيفا في ذات الوقت، ومر هذا الحادث مرورا عرضيا، لكن ترسخ لدى الطفل، وأصبح في المستقبل نوعا من الخوف البسيط.

فغالبا الذي حدث لك يكون ناتجا من تجربة ما حتى وإن لم تتذكريها، وما كان يحدث لخالك في الصغر ربما يكون هو المثير لديك أنت أيضا، يعني أن الرابط السلوكي موجود بين ما كان يحدث لخالك وما يحدث لك الآن.

المخاوف تحلل ويحاول أن يخضعها الإنسان للمنطق، بعكس الوساوس، الوساوس إذا حاول الإنسان أن يخضعها للمنطق الدقيق، وحاول أن يحاورها تتعقد أكثر، أما المخاوف إذا تدارسها الإنسان وحاول أن يضعها في نصاب الواقع فسوف يكتشف أنها سخيفة، أنها بسيطة، أنها حقيرة، ويجب ألا يهتم بها الإنسان.

فأنت مطالبة بأن تتدارسي هذا الخوف وأن تحقريه، وعليك أيضا بما نسميه بالتعريض التدريجي، وهو أن تحملي الأزرار من جميع الأشكال والألوان وتلامسيها وتتأملي فيها، وتقومي برسمها (مثلا) وتثبيتها في القمصان (مثلا) وهكذا.

هذا الأمر يتطلب منك تطبيقا جادا وفعليا، والتطبيق التدريجي دائما مفيد، وينهي - إن شاء الله تعالى – هذا الخوف من خلال التعليم المعاكس أو المضاد الذي يؤدي إلى فك الارتباط الشرطي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات