السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الحديث: (إن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل) أريد أن أعرف أي ساعة هي التي ينزل فيها ربنا تبارك وتعالى؟ أيضا أنا أقوم الليل لكنني اقرأ القرآن فقط، وأحيانا أصلي ركعتين أو أربعا، فهل ما أقوم به صحيح أم لا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ shahida حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة الفاضلة– في استشارات إسلام ويب، وشكر الله تعالى لك سعيك، وكتب أجرك، فإن ما تقومين به من هذا العمل الجليل يرجى منه -إن شاء الله تعالى– جزيل الثواب، فإن الله تعالى وصف أصحاب الجنة بقوله سبحانه وتعالى: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون} فنحن نهنئك على ما فتح الله تعالى به عليك من الرغبة في هذه العبادة، لاسيما في تلك الأوقات التي يشتد فيها رجاء الإجابة، وندعوك إلى الثبات على ذلك ومجاهدة النفس على الاستمرار والبقاء عليه، نسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياك على كل خير.
أما الثلث الأخير من الليل –أيتها البنت الفاضلة– فإنه يعرف إذا قسمت ساعات الليل من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، أي من أذان المغرب إلى أذان الفجر، اقسميه على ثلاثة، ثم احسبي بعد ذلك الثلث الأول كم ساعة، والثلث الثاني، فإذا انتهى ثلثا الليل –إذا انتهى الثلثان– دخل الثلث الأخير من الليل، وهذا الثلث ورد فيه هذا الحديث العظيم الذي أخبر فيه النبي -صلى الله عليه وسلم– أن ربنا سبحانه وتعالى ينزل نزولا يليق بجلاله إلى السماء الدنيا، وينادي بعباده بهذه الكلمات: (هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟) فنسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يغتنم تلك الساعات واللحظات.
وتلك اللحظات والساعات –أيتها البنت الكريمة– أفضل ما تفعلينه فيها استغلالها في الصلاة، فإن الصلاة خير موضوع، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم–، وكلما سجد العبد أو ركع تساقطت عنه ذنوبه، وكلما سجد لله سجدة رفعه الله بها درجة، والأحاديث كثيرة في فضائل الصلوات، وإن كنت شغلت الوقت بعضه بالصلاة وبعضه بالذكر وقراءة القرآن فهذا أيضا عمل صالح، وهو داخل في إحياء الليل، ولكن الأفضل أن تصلي وتطيلي الصلاة وتكثري من سؤال الله تعالى خيري الدنيا والآخرة، ثم بعد تلك الصلاة قبل الفجر ينبغي أن تكثري من الاستغفار، كما قال الله عز وجل: {وبالأسحار هم يستغفرون} وكما ورد عن السلف في تفسير هذه الآية بأنهم كانوا يمدون الصلاة إلى السحر، ثم يستغفرون الله تعالى، فتشتغلين في تلك اللحظات قبل الفجر بالإكثار من الاستغفار عملا وتأولا لهذه الآية.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لكل خير.