أبحث عن شخصيتي بعد أن فقدتها لسنين، دلوني بارك الله فيكم.

0 445

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أبلغ من العمر 23عاما, على أبواب التخرج من الجامعة, توفي والدي وأنا في سن الـثامنة، تربيت مع أخواتي البنات، وكنت أجلس معهن كثيرا، بحكم أن إخواني كانوا مشغولين عني, تعلمت من أخواتي بعض التصرفات النسائية, عندما كبرت تفهمت مشكلتي وأنه لابد أن أغير نمط حياتي، وتعرفت على أصدقاء، وبدأت أخرج معهم كثيرا، لكن ما زالت لدي بعض التصرفات الشبيهة بالنساء, أنا لا أعلم إن كان هذا شعورا داخليا أم أنه ملاحظ من قبل الناس, أميل إلى بعض الشباب وأنظر إليهم بكثرة، وأتأمل تصرفاتهم الرجولية، وألوم نفسي كثيرا, أعاني أيضا من الخجل الشديد، وأتحاشى الكلام أمام الناس, دخلت الجامعة وبسبب الضغوط الدراسية والنفسية أصبت بالاكتئاب والوسواس القهري والقلق.

ذهبت إلى الطبيب النفسي وأعطاني أنافرانيل في البداية، ثم استمررت بعدها على دواء فافرين -والحمد لله- تحسنت كثيرا, لكن ما زالت لدي بعض الصراعات النفسية ومقارنة نفسي بالآخرين، وأني أقل من غيري من الرجال، والخجل الزائد، والرهاب الاجتماعي، ونقص الثقة, أرجو أن تجد لي حلا -يا دكتور-، جزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لا شك أن عوامل التنشئة قد أثرت فيك، لكنك -والحمد لله تعالى- استدركت الأمر، وأنت الآن تريد أن تعيش حياة الرجال وتصرفات الرجال، هذا أمر جيد، لا تنقص من قيمتك الذاتية، وشعورك بالانكسار الاجتماعي أو قلة القيمة الذاتية، هذه مشاعر وسواسية خاطئة، أنت الحمد لله تعالى بخير.

تدقيقك في الشباب والنظر إليهم بكثرة لا أعتقد أنه بسوء نية، إنما هو نوع مما نسميه (التأكد من الجندرية) أي هل هذا الشاب يفوقني في شيء؟ هل يتميز علي في شيء؟ هل مستواه الذكوري والرجولي أفضل مني؟

أيها الفاضل الكريم: اقطع هذه النظرات والتأملات، وعش وسط زملائك، وخذ الطباع الحسنة والطيبة من الصالحين منهم، وكن مجيدا فيما تؤديه من مذاكرة ومدارسة لما هو مطلوب في الجامعة، وأنت على أبواب التخرج، -وإن شاء الله تعالى- بعد ذلك تدرس الدراسات العليا، ضع لنفسك نمطا حياتيا أكثر إيجابية، ومارس الرياضة، الرياضة تعطيك الشعور بالقوة والرجولة، وتجد أن نفسك قد تكيفت مع جسدك، وأصبح هنالك نوع من التواؤم الذي يؤدي إلى الراحة النفسية.

عقار فافرين دواء جيد جدا، وهو يقضي تماما على الجانب الوسواسي والقلقي، كما أنه محسن للمزاج، أنت لم تذكر الجرعة، لكن الجرعة العلاجية في حالتك يجب أن تصل إلى مائتي مليجرام في اليوم، جرعة الفافرين تبدأ بخمسين مليجراما لمدة أسبوع أو أسبوعين، ثم ترفع إلى مائة مليجرام ليلا لمدة شهر (مثلا) ثم ترفع إلى مائتي مليجرام، وهذه يجب أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، بعد ذلك تخفض إلى مائة مليجرام ليلا لمدة ستة أشهر (مثلا) ثم إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر أو ثلاثة، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء، ولا بد من المقاومة السلوكية، وتحقير فكرة المخاوف والقلق، وكذلك الوساوس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات