كيف أتخلص من الخوف غير الطبيعي والقلق وأعيد ثقتي لنفسي؟

0 536

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي مشكلة يا دكتور وأتمنى أن تساعدني في حلها.

أنا بنت عمري 25 ضعيفة الشخصية، ليس عندي جرأة أبدا، ولا أقدر أواجه أحدا، حتى لا أقدر على أخذ حقي، لدي خوف وقلق، وإذا تضايقت من شيء أو ظلمت وبقيت أدافع عن نفسي يتبين أني مرتبكة، ويأتيني خوف، ويتغير صوتي، وأحس بصداع، وعدم قدرة على التركيز، وأبكي ولا أتحمل، وهذا يسبب لي إحراجا، حاولت أكثر من مرة أتكلم وأناقش وأواجه لكن لم أقدر، خاصة أن البنات اللآئي من حولي كلهن يحاولن أن لا يكلمنني، وهناك أناس قريبون مني جدا، لكن للأسف الحسد والحقد أعمى عيونهم، ويحاولون بأي طريقة أن يذلونني، تعبت نفسيا.

أحس أني منبوذة بينهم، ولا أحد يحبني، أحاول أنسى المواقف التي تصير لي معهم، وحقدهم علي، لكن ترجع لي المواقف في بالي وتتعبني، ويأتيني صداع من كثرة التفكير، ودائما أفكر بالزواج، وكيف أتكلم مع زوجي وأهله، وأنا كذلك ضعيفة الشخصية وأخاف، فكيف أربي عيالي؟

دعوت الله كثيرا أن يفرج همي، وأنا واثقة بربي ولن يخيب ظني، لكن كتبت مشكلتي هنا حتى أكون فعلت الأسباب وبحثت عن الحل مع دعائي لربي, ما أريده حلا للقلق الذي يأتيني والصداع، وعدم التركيز، والرجفة في الرأس، وأريد أسيطر على نفسي ولا أبكي في هذه المواقف، وكيف أكون واثقة من نفسي وقوية الشخصية، أتمنى أن تعطيني دواء آخذه من عند الصيدلية يبعد عني هذه الأعراض، ولا يؤثر على صحتي ولا يسبب الإدمان؛ لأني لا أستطيع الذهاب لدكتور نفسي، وإذا هذه الأعراض من الدواء أستطيع المواجهة والتكلم لأنها تسبب لي مشكلة كبيرة!

وأخيرا:
أعتذر كثيرا عن طريقة كتابتي للرسالة باللهجة العامية.

بارك الله فيك ونفع بك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الجمانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن موضوع الثقة بالنفس موضوع معقد بعض الشيء، لكن في مجمل الأمر نستطيع أن نقول أن دراسات كثيرة جدا أشارت إلى أن ستين بالمائة من الذين يعتقدون أن شخصياتهم ضعيفة أو قليلة الكفاءة ومحدودة الإمكانات، اعتقادهم هذا خطأ ويقوم على أفكار مشوهة وليست دقيقة، وغالبا ما تكون أحكامهم على أنفسهم مبنية من حوادث بسيطة حدثت لهم فيها إخفاقات؛ لأنهم لم يؤدوا دورهم كاملا في تلك اللحظة، ونسوا أو تناسوا كل ما هو طيب وإيجابي وجميل في حياتهم.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: العلاج الأساسي لحالتك هو أن تعيدي النظر في تقييمك لنفسك، ولا تقبلي أبدا مفهوم أنك ضعيفة الشخصية أو أنك مستحقرة من جانب الآخرين.

هذا المفهوم مفهوم خاطئ وأعتقد أنه هو مشكلتك الرئيسية، وحين نقول لك أعيدي تقييم نفسك: كوني موضوعية، وكوني منصفة، وكوني شفافة حيال إنصاف نفسك، يعني ابحثي عن مصادر القوة الموجودة لديك وهي كثيرة وكثيرة جدا - إن شاء الله تعالى – ثم ابحثي عن مواطن الضعف في نفسك، وكل إنسان له نقاط ضعف، بعد ذلك حاولي أن تدعمي الإيجابيات وتقللي من السلبيات، وهذا يساعدك كثيرا.

إذن قيمي نفسك مرة أخرى، وافهمي نفسك، واقبلي نفسك كما هي، الذين لا يثقون في أنفسهم يرفضون أنفسهم، وهذه مشكلة كبيرة، ولابد أن نقبل أنفسنا حتى نثق فيها، بعد ذلك اسعي لتطوير نفسك.

عليك بأن تحسني الظن في الآخرين، أنت قلت أن هناك أناسا قريبون منك، لكن للأسف الحسد والحقد تجاهك يجعلهم دائما يسعون لمذلتك، هذا المفهوم مفهوم خاطئ أيضا من وجهة نظري، يجب ألا يكون هنالك تعميم، ويجب ألا نحكم على مشاعر الناس إذا أخطؤوا معنا فقط، لماذا نشمل الباقين؟!

وأخطاء الناس كثيرا ما تكون أخطاء لحظية، ليست مقصودة، وليست قائمة على سوء في ضمائرهم أو حقد كما تعتقدين، وهذا الاعتقاد في حد ذاته يضر بك كثيرا، فأحسني الظن في الناس، وعاملي الناس بالحسنى، تقدمي نحوهم خطوات، وسوف يتقدمون نحوك، كوني من الكاظمين الغيظ، كوني من الطيبين والمنشرحين والفعالين، ابني علاقات طيبة مع الصالحات من الفتيات، فلا أعتقد أن أيا منهن سوف تسيء إليك أو تحسدك أو تحتقرك.

ومن المهم جدا أن تضعي لنفسك أهدافا، وأن تستغلي وقتك بصورة جيدة، الفراغ مشكلة كبيرة، فيجب أن تقومي بأنشطة نافعة تفيدك وتطور شخصيتك، وتعطيك ثقة كبيرة في نفسك.

تفكيرك في الزواج هو أمر طيب، اسألي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح.

الأعراض الجسدية من صداع ورجفة وعدم تركيز هي ناتجة من حالة القلق النفسي الذي تعانين منه، وبهذه المناسبة يمكن أن تتناولي عقارا بسيطا يساعدك كثيرا، أنت لست محتاجة لمضادات اكتئاب أو وساوس، لأنه ليس لديك اكتئاب حقيقي، لكن لديك قدرة على التكيف مع ذاتك.

الدواء الذي نفضله في مثل هذه الحالات عقار يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول) واسمه العلمي (فلوبنتكسول) والجرعة المطلوبة هي حبة واحدة، تتناوليها ليلا، قوة الحبة نصف مليجرام، تناوليها لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم حبة واحدة مساء لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء. أؤكد لك أنه من الأدوية السليمة وغير الإدمانية، والنافعة - بإذن الله تعالى - .

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات