لا أستطيع التواجد في الاجتماعات مما أثر على نفسيتي

0 300

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم جزيل الشكر على جهودكم، جعلها ربي في ميزان حسناتكم، أنا رجل متزوج ولدي ثلاثة أطفال -ولله الحمد- أعاني من حالة غريبة جدا منذ سنين، أي قبل الزواج، وهي أنني أراقب نفسي في كل شيء، وأخاف الاجتماعات، وعندما أتحدث أمام الآخرين يرتجف جسمي ولا ينطلق لساني، وأحب دائما أن أجلس لوحدي، ولكني أقاوم بشدة، حتى تغيرت الحالة إلى حالة أخرى، وهي عندما أجلس مع الآخرين يرتجف جسمي من الداخل، وتشتد عروقي، حتى تخرج مني ريح، حاولت عدة مرات وأخذت بعض العقاقير الطبية، لكن لم أفلح، وأنا معزول عن أصحابي إلا عن بعد، بسبب هذه الحالة.

كذلك صار عندي ضعف جنسي، وصغر طول وحجم القضيب، مع قذف مستمر في ثوان، علما بأني لم أراجع المستشفيات أبدا في هذا الخصوص، أرجو منكم وصف الدواء المناسب لعلاج هذه الحالات، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سليمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذه الأسئلة المتعددة، هناك أولا موضوع الارتباك أمام الآخرين وصعوبات الحديث معهم، والثاني هو ما أسميته بالضعف الجنسي وصغر القضيب وسرعة القذف، وليس هناك طبعا علاقة مباشرة بين الموضوعين.

بالنسبة للموضوع الأول، فإنه لأمر طبيعي أن يشعر الإنسان ببعض الارتباك عند الحديث عندما يكون وسط جمع من الناس، وخاصة إذا كانوا أكبر منه في العمر أو في المكانة الاجتماعية، وإذا اشتدت أعراض الارتباك أمام الناس، وخاصة أنك تشعر ببعض الأعراض كالارتجاف وشدة العروق، فالغالب أنها حالة من الرهاب الاجتماعي.

بالنسبة لعلاج الرهاب الاجتماعي فالأفضل هو العلاج المعرفي السلوكي، وذلك عن طريق عدم تجنب اللقاء بالآخرين لتجنب الشعور بالخوف والارتباك، واقتحام هذه المواقف والحديث مع الناس، ويمكن أن تكون البداية بمجرد التواجد مع الزحمة من الناس، ومن ثم الحديث لفترة قصيرة مع مجموعة صغيرة من الناس، وحتى تطمئن للحديث معهم، وما هو إلا وقت قصير حتى تجد أن هذا الخوف قد خف أو اختفى، فهذا العلاج السلوكي هو الأفضل في مثل هذه الحالات، ويمكن عادة أن يشرف على هذه المعالجة أخصائي نفسي يتابع معك تطور الحالة.

وإذا طالت المعاناة، فيمكنك الاستعانة بأحد الأخصائيين النفسيين كي يضع لك برنامجا علاجيا، ويتابع معك هذا العلاج، ويمكن للطبيب النفسي أيضا أن يصف لك أحد الأدوية التي تساعد عادة على تجاوز مثل هذه الأعراض، والتي يمكن أن تدعم تأثير العلاج السلوكي، ولقد ذكرت في سؤالك أنك تناولت بعض الأدوية ولكنك لم تذكرها لنا.

هناك عدد جيد من الأدوية المفيدة، منها دواء "باروكستين" وهو في جرعة 20 ملغ، عادة نبدأ بنصف الحبة (10 ملغ) لأسبوع تقريبا، ومن ثم الجرعة الكاملة 20 ملغ مرة واحدة في المساء، وننصح عادة باستعمال الدواء لمدة عدة أشهر تصل إلى ثلاثة أشهر، والعادة أن يتابع العلاج طبيب متخصص، من أجل التأكد من فعالية العلاج، وتحديد مدة العلاج وكيفية إيقاف الدواء، والذي ينصح أن يكون بالتدريج من أجل تفادي أعراض الانسحاب، ونحن ننصح عادة وبشكل عام باستعمال الأدوية النفسية تحت إشراف طبيب متخصص، إلا إذا تعذر الأمر كثيرا.

الموضوع الثاني هو الأمور الجنسية، وليس لها علاقة بالأمر الأول، فطول عضو الرجل ليس بالمشكلة، فالموضوع نسبي، وحتى عند الذين عضوهم في غاية الصغر، فإن هذا لا يمنع من أمرين مهمين، الأول هو الشعور باللذة والاستمتاع، فهذا له علاقة بالألياف العصبية أكثر من علاقته بمدى طول العضو أو قصره.

والأمر الثاني والهام أيضا، هو القدرة على الإنجاب، وهذا متحقق أيضا، وحتى في حال العضو القصير، وحتى في الحالات الشديدة القصر جدا، أو في حال وجود بعض التشوهات الشديدة في قصر العضو، فقد تقدمت الجراحة "التجميلية" بشكل كبير، وإن كان هذا لا يعتبر مجرد تجميل، وإنما علاجا وظائفيا، ويمكنك هنا إن انشغل بالك أن تراجع جراحا في العمليات "التجميلية" أو المجاري البولية.

والأمر الآخر هو سرعة القذف، وهذه هي الصعوبة الأسهل للحل، وهي من أكثر المشكلات الجنسية انتشارا عند الرجال، ويقوم العلاج على مبادئ العلاج السلوكي عن طريق محاولة تأخير القذف بعد شيء من الإثارة، فكلما اقترب الشخص من لحظة القذف، توقف عن الإثارة، ومن ثم يكرر هذا مرات ومرات، حتى يستطيع تأخير القذف.

وفقك الله، ويسر لك الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات