تملكني الخوف من المستقبل بسبب الأحداث العالمية, فهل هو طبيعي أم يحتاج للعلاج؟

0 317

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

مشكلتي: أني أستشعر من الأحداث العالمية والمؤشرات؛ أن يوم القيامة أصبح قاب قوسين أو أدنى، أشعر أنه أدركنا الوقت، وكل العالم ذاهب إلى الهاوية.

تملكني الخوف من المستقبل، فصرت أتمنى لو عشت قبل 15 سنة، أنا إنسان أؤمن بالقضاء والقدر، وأن لكل إنسان أجل ورزق مكتوب لن يغيره شيء، ولكن يتملكني شعور يسبب اكتئابا؛ أجلسني عن الطاعة والمسارعة في الحياة، وأن كل ما نراه الآن أصبحت نهايته قريبة، وأن الحياة التي نعيشها الآن أو المتبقي لنا سيكون في كدر وسوء حال، ولن يكون فيها ما يبعث على السعادة أو الشعور بالأمان في المستقبل، ولن يتغير الحال إلا للأسوأ، إلا برحمة يخص الله بها بعضا من عباده.

سؤالي: هل تفكيري منطقي أم أكثرت في التفكير، وضخمت الأمور؟ هل وضعي صحي أم أحتاج إلى أدوية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قصي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا والتواصل معنا.

لسبب ما أو عدة أسباب، ومنها: طبعا الاكتئاب الذي أصبت به؛ فإن لديك هذا القلق من المستقبل، ولعل طبيعة التربية في طفولتك قد لعبت دورا، وهل مثلا: فقدت أحدا من أهلك أو أقربائك في الطفولة؟ أو هي تجارب الحياة المختلفة التي مررت بها، والتي جعلت عندك هذا القلق العام من المستقبل؟ أم هو واقع حياتك الآن؟

وهل ما زلت تعاني من الاكتئاب؟ هل عندك ما ينغص عليك حياتك من مشكلة مزمنة، أو مرض، أو شخص مريض في أسرتك؟ أم أنه لا توجد كل هذه الأمور، وإنما هو قلق عام من دون سبب واضح، وإنما هي طبيعة الأحداث العالمية التي تجري في بعض البلاد من الظلم والقتل، وإن كنت أرجح وجود شيء ولو في الطفولة المبكرة.

والمرجح أيضا أنك شديد الحساسية، وهذا ما قد يفسر هذه الحالة التي أنت عليها، ولابد أيضا أن نركز على وجود حالة الاكتئاب، ولو الخفيف، حيث أن من أعراض الاكتئاب عادة: ذهاب الشعور بالفرحة والمتعة، وفقدان الرغبة بالأعمال والاهتمامات التي كنت ترتاح لها وتسر من القيام بها، وسيطرة الأفكار السلبية والمتشائمة على الشخص، وربما فقدانه الأمل في المستقبل، حيث يرى المستقبل أسودا مظلما، وكلها أمور يفيد أن نعرفها.

وأحيانا كثيرة يترافق الاكتئاب مع تراجع بعض المهارات الاجتماعية؛ مما يجعلك تجد صعوبة في الاختلاط بالناس، مما يمكن أن يزيد من قلقك وعدم شعورك بالفرح والبهجة.

أنصحك إن طالت هذه المعاناة ولم تشعر بالتحسن بأن تراجع طبيبا نفسيا في بلدكم، وعندكم في السعودية عدد من هؤلاء وفي عدد من المراكز الصحية، بحيث يمكن للطبيب أن يأخذ كامل القصة، ويقوم بفحص حالتك النفسية، ويصل معك للتشخيص الدقيق، ومن ثم يمكن أن يضع معك الخطة العلاج المناسبة بناء على التشخيص الدقيق.

الأرجح أنك تحتاج لأحد مضادات الاكتئاب، والذي يساعد ليس فقط في علاج الاكتئاب وإنما أيضا تخفيف هذا القلق والخوف من المستقبل.

وفقك الله، ويسر لك الخير والراحة والبهجة، وانظر علاج الخوف من المجهول سلوكيا: (261797 - 263284).

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات