تكيسات المبايض ونزول الدم .. هل هو علامة حمل أم دورة؟

0 967

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمل عظيم ما تقومون به, أسأل الله أن يجعله في موازين حسناتكم, وأن يجزيكم خير الجزاء.

سؤالي كالتالي:
متزوجة منذ ثماني سنين ولدي طفلتان, الصغيرة عمرها 3 سنوات, منذ سنة أصبت بتكيسات المبايض بسبب استعمالي لحبوب منع الحمل (جينيرا) ولمدة سنتين كما أخبرتني الطبيبة, كانت نتيجة تحاليل الغدة الدرقية وهرمون الحليب سليمة, وفي المستوى الطبيعي, لكن المشكلة: في هرمون التبويض كما أخبرتني الطبيبة أنه منخفض.

في البداية غابت الدورة لمدة 4 أشهر, ثم تناولت (الكلوميد) لمدة شهرين, ولم يحصل حمل بل حدث تضخم في حجم التكيسات؛ فأوقفت (الكلوميد) وبدأت (الجلوكافاج) وإلى الآن لي 7 أشهر على (الجلوكافاج).

دورتي الأخيرة كانت في تاريخ 22/5/1434 وكنت حريصة جدا على تناول بعض الأعشاب التي أوصتني بها والدتي, لاحظت أن الدم كان أكثر من المعتاد؛ لأنه مع التكيسات يكون قليلا جدا في العادة, وانتهت الدورة بشكل طبيعي, وفي فترة التبويض من يوم 14 وإلى يوم 18 كنت أشعر بآلام في أسفل الظهر تشتد وتخف تباعا, وألم في المبايض أيضا, وكانت أول مرة منذ بداية التكيسات أشعر بألم في وقت التبويض.

لكن في تاريخ 14/6/1434 تفاجأت بنزول دم بني قليل جدا ومتقطع, وينزل بعد بذل مجهود بمعدل نقطة أو نقطتين في اليوم, لا رائحة له, يشعرني وكأنه نوع من الكدرة والصفرة, هل اعتبر هذا الدم من الدورة؟ مع العلم أنه منذ بداية التكيسات لم تكن تنزل الدورة مني إلا باستخدام علاجات لإنزالها, بل كانت تتأخر دائما, ولو كانت دورة هل يعقل أن تتقدم 8 أيام بالرغم من وجود تكيسات على المبيضين؟ أم هل يكون ذلك من علامات حدوث حمل؟ وهل صحيح أن (الجلوكافاج) يسبب تشوهات في الأجنة؟ وهل من حل عام لمعرفة دم الدورة عن سواه؛ حيث أنني دائما ما تصيبني الحيرة في ذلك بعد إصابتي بالتكيسات؟

ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

نشكر لك كلماتك الطيبة, ونسأل الله العلي القدير, أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.

الحقيقة يا عزيزتي: هي أن حبوب منع الحمل لا تؤدي إلى حدوث تكيس في المبايض, بل على العكس فهي تعتبر من الأدوية التي يمكن استخدامها في علاج التكيس, لكن قد يحدث أن تبدأ السيدة بتناول حبوب منع الحمل وهي لا تعرف أصلا بأنها مصابة بالتكيس, أو أن عندها استعداد للإصابة به, ففي بعض الحالات يكون لدى السيدة تكيسا خفيا, أو استعدادا لحدوث التكيس, ولا يظهر هذا إلا بعد إيقاف الحبوب المانعة للحمل؛ فتظن أنها السبب.

بالنسبة للدم الذي نزل بتاريخ 14-6-1434 لا يعتبر دورة شهرية؛ لأن توقيته لا يوافق موعد نزول الدورة, وهو إما ناتج عن:

1- تسمك وهشاشة بطانة الرحم بسبب تكيس المبايض.
2- أو قد يكون بسبب حدوث تبويض؛ لكنه تبويض متأخر, وفي مثل هذه الحالة فإن الدورة ستنزل عندك بعد أسبوعين من تاريخ نزول هذا الدم, أي في حدود 30-6-1434 أو قريب من هذا اليوم.

3- أو أن يكون قد حدث حمل, وصادف نزول الدم موعد تعشيش الحمل, فهذا أيضا احتمال وارد, ويمكن التأكد من حدوث الحمل بعمل تحليل بالدم يسمى B-HCG بعد أسبوع من حدوث التعشيش.

على كل حال, تبدو الحالة عندك مطمئنة -إن شاء الله-, فلقد سبق وحدث عندك الحمل مرتين, وهذا يدل على أن الخصوبة عندك وعند زوجك جيدة, وأن الأنابيب والرحم سليمة, كما أن التحاليل الهرمونية عندك سليمة.

يمكنك الآن الاستمرار بتناول حبوب(الغلكوفاج) فهي حبوب جيدة لعلاج التكيس, ولا تسبب تشوهات في الجنين ولا تضر الحمل, بل على العكس فإن الاتجاه الحديث في المعالجة هو: بالاستمرار على تناول حبوب (الغلكوفاج) عند من حملت ولديها تكيس مبايض, فهنالك بعض الدراسات التي أظهرت بأن تناول هذه الحبوب, يقلل من احتمال حدوث الإجهاض -بإذن الله تعالى-.

وتمييز دم الدورة عن غيره في مثل هذه الحالات, يتم من خلال توقيت نزوله, فإن نزل في موعد قريب من الموعد الطبيعي للدورة أو بعده, فيجب اعتباره حيضا؛ لأن البطانة الرحمية ووجودها, هو ما يميز دم الحيض عن غيره, وتكون حينها جاهزة للانسلاخ فتنسلخ وتتسبب في نزول الدم معها, وإن نزل الدم مبكرا جدا, فهو لا يعتبر حيضا؛ لأن البطانة لا تكون جاهزة بعد للانسلاخ, فينزل الدم من الأوعية الدموية بين خلايا البطانة, بينما البطانة تبقى ملتصقة بجدار الرحم, هذا والعلم عند الله عز وجل.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات