خطيبتي عصبية ومحتار بين إرجاعها وتركها

0 406

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اشترطت علي خطيبتي العمل وقبلت؛ وبعد عدة شهور من الخطبة لم يتيسر الزواج بعد، أعاملها معاملة حسنة -وهي كذلك- لكن بحكم شخصيتها القوية كثيرا ما ترد علي الكلام وترفع صوتها علي، حصلت ثلاث خصومات تركتها فيها، فتعود وتعتذر فأسامحها، ثم تعود وتفعل نفس الشيء ثانية، حاولت أن أتفهم الوضع، لكني ضقت ذرعا ونفد صبري، فتركتها مرة أخرى، وقصصت لوالدي ما جرى، فنصحاني ألا أعيدها، لكني ما زلت أحبها.

كذلك لم أعد أحب فكرة العمل هذه، لكن كان شرطها ووافقت عليه، والآن أنا محتار في أمري، فإن صالحتها غضب والدي، وإن تركتها أشعر بتأنيب الضمير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Youssef حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك -ابننا الكريم- في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونحن –يا ابني– دائما نتمنى ألا يستعجل الشباب في إدخال الأهل ومشاورتهم في مثل هذه الأمور، خاصة بعد أن من الله علينا بمواقع الاستشارات، ونحن هنا في مقام الآباء والأمهات، ونحن طرف محايد نستطيع أن نحتكم إلى الشرع الحنيف.

ومعروف أن الوالدة –والدة الرجل أو والدة الفتاة– إذا كلمها فإنها تميل إليه وتقف معها، دون أن تراعي الصواب والحق، وعلى كل حال فإن ما يحصل كنا نريد أن يأتينا فيه تفاصيل، ما هي أسباب العصبية؟ ما هي نقاط الخلاف؟ وما الذي يجعلها ترفع صوتها؟ وكيف دللت على أن شخصيتها قوية؟ لأننا نفهم أن رفع الصوت دليل على الضعف، وليس دليلا على القوة، ولذلك دائما حتى في الخصومة بين الرجال، الذي يرفع صوته ويصيح ويجمع الناس هذا هو الضعيف، لكن الواثق من نفسه القوي في بدنه لا يمكن أن يرفع صوته؛ لأنه ليس بحاجة إلى هذا، كما أن طبقات صوت المرأة لها خمس طبقات، ولها طبقات مرتفعة في صوتها، فإذا رفعت المرأة صوتها فالرجل الحكيم يقول بهدوء (لو سمحت تكلمي بهدوء، أنا أسمع، هناك رجال، وكذا) يعني كلام بمنتهى الهدوء وتعود الأمور إلى صوابها ونصابها، وعليه، فنحن سنكون في انتظار تفاصيل هذه المشكلات، ما هي المسائل التي حدث حولها الخلاف؟ حتى تتضح لنا شخصية هذه المرأة، حتى نستطيع أن ننصح عن علم ومعرفة.

معلوم أن طول فترة الخطبة أيضا يتوقع أن يكون فيها خصام وخلاف؛ لأن أسرة الرجل تحرضه على أن يبخل ولا يعطيهم ولا يهتم، وغير ذلك، وأسرة الأنثى تطلب منها أن تجربه، أن تطلب منه كذا، انظري هل هو كريم أم بخيل؟ لماذا لا يأتيكم؟

هذه التدخلات تفسد هذه المعاني الجميلة التي شرعت لأجلها الخطبة من أجل التعارف ومن أجل التآلف ومن أجل المعرفة عن قرب، ومن أجل السؤال عنها والسؤال عنه، فتصبح هذه الفترة فيها تمثيل، وفيها عناد، وفيها محاولة اختبار للطرف الثاني، ولذلك نحن لا نستطيع أن نحكم بهذه السهولة قبل أن تعرض علينا، وهذا فيه مصلحة لك، أو على كل حال اعرض هذه المسائل على نفسك، ما هي أسباب الغضب؟ لماذا رفعت صوتها في هذا الموطن؟ وعند ذلك يتجلى لك ولنا وجه الصواب، فنستطيع أن نحكم عن علم ومعرفة.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك ولها الخير، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات