ما هو تأثير الكيس الذي لدي على الحمل؟

0 632

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا متزوجة منذ ما يقارب 6 أشهر، ولقد ذهبت للدكتورة، واكتشفت بأني أعاني من وجود ليفة على جدار الرحم، ولكني ﻻ أعرف مكانها بالضبط، ولكن الدكتورة قالت: بأنها ﻻ تؤثر على الحمل.

كما أنني كنت أعاني من أول الزواج من التهاب حاد، وقالت الدكتورة: بأن هنالك التهابا داخليا حادا، ولكن تم علاجه - والحمد لله -، كما أنها قالت لي: بأن هناك كيسا دمويا على المبيض الأيسر، وحجمه أثناء الدورة 1.5 سم، وفي أيام التبويض يصل حجمه إلى: .2.5 سم تقريبا، ولكن الدكتورة قالت: بأن ذلك عادي وطبيعي، وأنه لا يؤثر على التبويض.

ولقد تابعت الإباضة، ووجدت بأن التبويض منتظم، وأن البويضة أحيانا تخرج من المبيض الأيسر، وأحيانا من الأيمن، ويصل حجمها إلى 24، والدورة منتظمة عندي، مدتها ما بين 28 إلى 30 يوما، كما أن السونار أظهر بأني أعاني من تكيس، ولكن الدكتورة وجدت أن أعراض التكيس ليست موجودة، حيث إن الدورة منتظمة، وليس هناك شعر زائد، وهناك تبويض جيد، وقالت لي: أحيانا يكون هذا هو شكل المبيض، كما وأعاني من وجود التهابات، ولقد أخذوا عينة من الإفرازات، ووجدوا نوعا من البكتريا، وتم علاجه، ثم ظهر التهاب آخر، وتم أخذ عينة أخرى، وعمل مزرعة، ووجدوا نوعا آخر من البكتريا، ولكن أضعف من السابق.

أريد أن أعرف ما هي فرص حملي مع حالتي هذه؟ ومتى أبدأ في القلق من تأخر الحمل؟ وما هو تأثير الكيس الذي لدي على الحمل؟ وهل هو ما يسمى: ببطانة الرحم المهاجرة؟ ومتى أقوم بعمل فحص لقنوات فالوب؟ وأريد معرفة تأثير الليفة التي لدي على فرص الحمل؟ وتأثير اﻻلتهابات المتكررة علي الحمل؟

أشكركم علي مجهودكم المبذول في هذا الموقع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


أتفهم قلقك ولهفتك على الحمل - يا عزيزتي -، ولك كل العذر في ذلك، والحقيقة هي أننا عادة ما ننتظر مرور سنة كاملة على الزواج، مع كون الزوجين يعيشان معا حياة زوجية طبيعية، وذلك قبل القول بحدوث تأخر في الحمل، وقبل البدء بعمل الاستقصاءات المكلفة والمجهدة، ولكن الانتظار لمدة سنة يتم في حال لم يكن هنالك أي مشكلة واضحة عند أي من الزوجين.

أما إن كان هنالك شكوى، أو مشكلة واضحة، أو تم اكتشاف شيء غير طبيعي عرضا، فالمنطق هنا يقول بضرورة البدء بعمل الاستقصاءات فورا، ولا يجوز الانتظار إلى ما بعد إكمال السنة.

وبمعنى آخر أقول: بالنسبة لحالتك، فإنه يجب البدء من الآن بعمل الاستقصاءات، والبحث عن سبب تأخر الحمل، والسبب هو: وجود كيس دموي على المبيض عندك، فوجود مثل هذا الكيس الدموي لفترة طويلة على المبيض، يعتبر أمرا غير طبيعي، ويجب معرفة سببه وعلاجه، فقد يكون بالفعل ناتج عن وجود (داء البطانة المهاجرة)، وفي هذه الحالة فإنه قد يكون السبب في تأخير الحمل، وحتى لو كان بحجم صغير، فلا علاقة بين تأثير المرض على الحمل وبين حجم الكيس، فقد يكون مرض البطانة الرحمية خفيفا، والكيس صغيرا، ومع ذلك يسبب أعراضا شديدة، ويؤخر الحمل، والعكس صحيح أيضا، فقد يكون المرض شديدا، والكيس كبيرا، ومع ذلك يحدث الحمل.

وبالطبع فإن كلامي هذا لا يعني بأن الكيس هو بسبب داء البطانة المهاجرة بشكل مؤكد، ولكنه يعني ضرورة التأكد من مصدر هذا الكيس وعلاجه، وهذا يجب أن يتم عن طريق عمل تنظير للحوض، ويتم خلاله رؤية جوف الحوض كاملا، وملاحظة إن كان هنالك بؤر للمرض أم لا؟ وإن وجدت، فهل سببت التصاقات أم لا؟ ثم ومن خلال عملية التنظير، يجب عمل فحص للأنابيب، للتأكد من أنها نافذة وسالكة - إن شاء الله -.
ويجب عمل شفط للكيس، واستئصاله، ثم فحصه في المختبر النسيجي، والشفط هنا سيكون له فائدتين:

•فهو إجراء علاجي.
•كما أنه إجراء تشخيصي، أي سيعالج الحالة - إن شاء الله -، وسيساعد في وضع التشخيص النهائي.

إن حجم البويضة عندك يعتبر ممتازا، والكيس الدموي عادة لا يمنع التبويض من الحدوث، وقد تبقى الدورة منتظمة جدا حتى بوجود الكيس الدموي، ولكن إن كان هذا الكيس ناجما عن بطانة الرحم المهاجرة، فإنه قد يمنع الحمل بآليات عديدة أخرى، منها:

مثلا أنه يقوم بإفراز مواد كيميائية سامة للبويضة وللحيوان المنوي، وحتى للبويضة الملقحة، فتؤدي إلى موتها.

لذلك - يا عزيزتي -: إن الخطوة الأولى التي يجب عملها عندك هي:

أن يتم استبعاد وجود داء البطانة المهاجرة، فإن تم استبعاد هذا المرض - إن شاء الله -، فيمكن الانتظار لمدة 6 أشهر أخرى قبل البدء بعمل استقصاءات جديدة، وخلال هذه 6 أشهر يجب أن يتم تركيز الجماع على الفترة المخصبة من الدورة عندك، وهي الفترة ما بين يومي 11-19 من الدورة، ليحدث خلالها بتواتر من 36-48 ساعة.

بالنسبة للورم الليفي، فإن كان متوضعا على جدار الرحم من الخارج، وليس تحت البطانة الرحمية، فإنه لا يمنع الحمل بإذن الله تعالى، ولكن إن كان متوضعا تحت البطانة مباشرة، فحتى لو كان صغيرا فإنه قد يمنع حدوث الحمل، أو يؤدي إلى الإجهاض، لأنه يمنع التعشيش الجيد، ولذلك فإن تأثير الورم يتبع موضعه في الرحم.

أما بالنسبة لتكيس المبايض: فإنه لا يشخص فقط من خلال وجود كيسات صغيرة على المبيض، وطبيبتك محقة في ذلك، فإن كانت الدورة منتظمة، ولا توجد أعراض لارتفاع هرمون الذكورة، فلا يمكن وضع التشخيص.

والالتهابات المتكررة قد تسبب تأخر الحمل، لأنها تغير من بيئة المهبل، وبيئة عنق الرحم، فتؤثر على حركة النطاف، لذلك يجب التأكد من أنه قد تم علاج الالتهابات بشكل جيد، ولفترة كافية.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما، وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مواد ذات صلة

الاستشارات