السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب بكلية الطب، متزوج منذ فترة، وأعاني من سرعة القذف نتيجة حساسية القضيب التلامسية، وأعرف مضادات الاكتئاب كما تعلمت عنها، ولكن ليس كل ما في الكتب هو صحيح.
أنا أستخدم مضادات الاكتئاب لعلاج سرعة القذف، أستخدم الانفرانيل 75 قبل فترة الجماع ب 6 إلى 8 ساعات تقريبا، أي أنه أربعة أيام في الأسبوع فقط، أما الثلاثة أيام المتبقية فلا أستخدم فيها أي دواء.
ولدي كم سؤال أريد منكم التكرم بالرد علي، ولكم خالص المحبة والامتنان؛ لأنني تعبت من كثرة البحث عن الإجابة الكافية والشافية.
سؤالي هو: ما مدى تأثير مضادات الاكتئاب على الشهوة الجنسية؟ وهل تؤدي إلى فقدان الشهوة بحيث أن الرجل لا يقوم بمجامعة زوجته أم تؤدي إلى ضعف الشهوة وليس فقدانا للشهوة؟ وهل مثل حالتي سوف يحدث له ضعف للشهوة على المدى البعيد؟ وما هي الجرعات التي تؤثر على الشهوة الجنسية؟
ولكم خالص المحبة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبالنسبة لتأثير مضادات الاكتئاب على الشهوة الجنسية: لا نستطيع أن نقول أن هنالك نمطا واحدا أو نسقا واحدا، فهنالك من تضعف هذه المضادات شهوته الجنسية، وهنالك من تضعف رغبته الجنسية، وهنالك من تضعف أداءه الجنسي، لكن هذه النسب قليلة وقليلة جدا، ولا أبالغ – أخي الكريم – إن قلت لك أعرف أن هنالك من تحسن أداؤهم الجنسي من حيث الشهوة والرغبة والأداء بعد أن تناولوا الأدوية المضادة للاكتئاب، وهذا تفسيره أن الاكتئاب كان هو السبب في ضعف ممارستهم الجنسية، هذا بصفة عامة.
وإذا أردنا أن نخصص الأمور فأقول لك أن الأنفرانيل – على وجه الخصوص - حتى جرعة خمسين مليجراما ليس له أثر سلبي مطلقا على الأداء الجنسي، بعد الخمسين مليجراما البعض قد يشتكي، وهذه نسبة قليلة جدا، هؤلاء قد يشتكون من ضعف في الرغبة الجنسية أو ضعف في الأداء، لكن –أخي الكريم محمد– لا أريدك أن تشغل نفسك نفسيا بهذا الموضوع؛ لأن المردود النفسي السلبي كبير جدا، يعرف أن الخوف من الفشل الجنسي يؤدي إلى الفشل في الأداء، فالعامل النفسي لا يمكننا أبدا أن نفصله من العوامل البيولوجية.
من أكثر أدوية الاكتئاب التي تؤدي إلى ضعف الشهوة الجنسية عند بعض الناس هو عقار (باروكستين) هذا معروف عنه بالرغم من أنه دواء جيد جدا، وهو من الأدوية الممتازة لعلاج سرعة القذف خاصة إذا أعطي بجرعة صغيرة، أما إذا تم تناوله بجرعات كبيرة فإنه قد يؤدي إلى ضعف الشهوة الجنسية لدى بعض الرجال، وكذلك الأداء، وهذه النسبة أيضا نسبة صغيرة وقليلة، وهناك من أتاني - كما ذكرت لك – وذكر أن أداءه الجنسي قد تحسن بعد أن تناول هذه الأدوية.
فإذن هذا هو الموقف، والجرعات الكبيرة دائما أثرها قطعا أكثر سلبية، هذا يجب أن نعترف به، وأود أن أقول لك: هنالك بعض مضادات الاكتئاب التي تحسن الأداء الجنسي، وهذا على الإطلاق، من هذه الأدوية: دواء يعرف باسم (ببربيون) واسمه التجاري (ويلبيوترين)، وهنالك الدواء الجديد الذي يعرف باسم (فالدوكسان) هذا اسمه التجاري، واسمه العلمي (ألجوميلتلين Alogmeltline)، وعقار فافرين أيضا يعتبر من الأدوية المحايدة نسبيا، والتي لا تضر بالأداء الجنسي.
هنالك عقار يعرف باسم (ترازيدون) هو مضاد للاكتئاب جيد جدا، لكن بكل أسف هذا الدواء لا يستعمل كثيرا في منطقتنا بالرغم من جودته، هذا الدواء أيضا لا يؤثر سلبا على الأداء الجنسي، بل ربما يحسنه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.