تقدم لي رجل فقير لكني أخشى أن يكون طامعاً بمالي

0 404

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تزوجت منذ 7 سنوات، وبقيت مع زوجي 3 سنين لكن لم يكتب لنا الاستمرار معا، فقد تزوجت رجلا اكتشفت بعد الزواج أنه تزوجني طمعا في مالي، حيث أني موظفة براتب ممتاز –والحمد لله- وبعد الزواج بدأت مشاكلنا بسبب سوء عشرته، كان يهجرني لأيام قد تصل لعشرة لأسباب مادية، مع العلم أني عندما تزوجته كان غارقا في الديون، وراتبه انقطع لسنة كاملة، وتكفلت خلال أول سنة من زواجي بسداد جميع ديونه، ومصروف بيته وإيجار المسكن، دون أي تذمر، إلا أنه كان رجلا سيء المعشر، يهجرني بالأيام لأسباب تافهة، ولا يقبل محاولاتي لإرضائه أبدا، حتى أنه كان يرفض الإنجاب مني، بحجة أن الأطفال نفقتهم كبيرة وأنه غير مستعد.

بخله الشديد كرهني به لدرجة كبيرة، ويشهد الله أني حاولت معه كثيرا لتغييره وتغيير وجهته في الحياة، واحتماله كزوج؛ لأنني أعرف حقة علي كزوجة، لكنه خبيث في التعامل معي، كان يستغلني لأنفق وهو يضع الأموال في البنك، احتملته 3 سنوات، وحاولت جهدي أن أنجب منه بلا جدوى، حتى اكتشفنا أن عنده ضعفا ويحتاج لعلاج حتى ينجب، وبقيت عنده أساعده في مصاريف علاجه حتى أجريت له عملية جراحية، وبدأت أموره في الإنجاب بالتحسن، لكني كرهته كثيرا، ولم تعد نفسي تطيق أياما كثيرة من التعب النفسي والدموع بلا جدوى، تركته وطلبت الطلاق وتم بسرعة.

ولأنني متدينة وملتزمة لا أقطع فرض الصلاة منذ صغري، ولا تفوتني صلاة الفجر يوما أبدا، وأخرج زكاة مالي، وأدفع صدقات بمالغ كثيرة حبا في مساعدة الآخرين، وطمعا في الأجر من الله، وملتزمة في لباسي الشرعي –والحمد لله-، وشديدة الذكر لله، لكن بقيت رغبة الزواج في نفسي وبدأت ألجأ لله، وأدعو أن يرزقني بزوج صالح يحبه قلبي، ويرزقني منه بالذرية الصالحة، وأقوم الثلث الأخير من الليل وأستغفر الله وأدعوه، حتى دخل لحياتي شاب في مقتبل العمر ويكبرني بسنة فقط، وعرض علي الزواج لكن مشكلته أنه فقير الحال، وهو أيضا يريد زوجة موظفة تساعده في مصاريف زواجه، وتساعده إن هو احتاج لمساعدتها بعد الزواج لأن راتبه متواضع، سرد علي قصة حياته كاملة وعرف قصتي أيضا، وظروف وضعي المادي وقصة طلاقي، وصارحني منذ البداية بكل شيء، وأنه شاب يبحث عن فتاة للزواج ولا يريد علاقة مراهقة وحبا بلا جدوى، شعرت أني بدأت أميل لهذا الشاب، لكن خوفي كبير أن يكون طامعا في مالي مثل زوجي السابق.

أنا محتارة كثيرا في أمري ولا أعرف ما القرار الصحيح، خصوصا أنه يطلب مني مساعدته في تكاليف زواجه مني منذ البداية، يعني أن نتساعد بها سويا، فهو لا يملك حتى مبلغا صغيرا يدفعه مهرا أو ليفتح به بيتا، لأنه رجل لا يملك سوى راتبه المتواضع ويبحث عن فتاة تفهم وضعه المادي، وتقبل بمساعدته ليتزوج، تجربتي السابقة تخيفني أن أعيد المسلسل القديم نفسه، ولا أعرف إن كان قرارا صائبا أن أقبل مساعدته منذ البداية، وهل القرار الصائب أن أقبل الزواج منه؟ أحيانا أقول في نفسي أنه رجل بعثه الله لي بعد سؤالي وتضرعي في الليالي، ويمكن أن يكون رجلا مختلفا، وأحيانا أقول لا هو يطمع في مالي ورآني فرصة لأني فتاة غنية، ماذا أفعل؟ أرجوكم أفيدوني، وهل أقبل الزواج منه بظروفه وأساعده منذ البداية أم لا؟ وكيف لي أن أعرف صدق نواياه تجاهي؟ علما أني رأيته ورآني لمرة واحدة، فأنا فتاة أخاف الله وأبحث عن الحلال لا أكثر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك، ونشكر لك حسن العرض لمشكلتك، ونشكر لك مشاعرك النبيلة وحرصك على الصلاة والصدقة وفعل الخيرات، والله تبارك وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا، فهنيئا لك بعمل الخير، واظبي على هذه الروح، وإذا كنت تساعدين الآخرين فإن الزوج الصالح أولى بالمساعدة، ومن هنا فنحن ندعوك إلى النظر في حال الشاب المتقدم الجديد، فإن كان صاحب دين وأخلاق، وله تواصل ونجاحات مع الناس، وله همة ومسؤولية، فاقبلي به دون تردد؛ لأن العبرة في الرجل ليست في الأموال، ولكن العبرة أن يكون رجلا حيا له مسؤوليات، ويراعي حقوقه كرجل، ويقوم بواجباته، ويشارك في الحياة المجتمعية، ويتفاعل مع الآخرين، ويمشي مع الأخيار.

هذه هي المؤهلات التي تنتفع منها المرأة، فإنها لا تنتفع ممن يملك مال قارون إذا كان سيء الخلق، أو إذا كان ضعيف الشخصية، ولا ممن يملك أموال الدنيا إذا كان يسيء المعاملة معها، ولا من أي رجل يملك هذه الأشياء إذا وجدته دون دين ودون أخلاق، فلا عبرة بذلك، فالأخلاق هي أعظم بضاعة، والدين هو أكرم تجارة، ينبغي أن تبحثي عنها، وكما قال ابن القيم: (ومن زاد عليك بخلق زاد عليك في الدين).

انظري في أمر هذا الشاب، وفي أخلاقه وفي أسرته، وفي تعامله مع الناس، وانظري في الأصدقاء الذين حوله، فإذا رأيت في كل ذلك خيرا، ووجدت في نفسك ارتياحا فاقبلي به دون تردد، واعلمي أن المرأة ما ينبغي أن تفكر بهذه الطريقة، فالعبرة في أن يكون الرجل صالحا، وبعد ذلك إذا نفعته أو انتفع بأموالها فما الضير والضرر في ذلك؟ خاصة مثلك ممن تنفق على البعيد وتعطي الآخرين وتتصدق بالأموال، إذا كنت تتصدقين على مجهولين وعلى آخرين والله يقبل كل هذا، فأولى الناس بالصدقة الزوج، وأولى الناس بالمساعدة الزوج، كما في حديث زينب زوجة ابن مسعود –رضي الله عنها وأرضاها–، والفقه يجوز للمرأة أن تدفع حتى صدقتها لزوجها الفقير.

لذلك أرجو ألا تضيعي هذه الفرصة، ونسأل الله أن يسعدك بالزواج معه، وأن تتوفر فيه الشروط التي أشرنا إليها، ونشكر لك الصبر والمعاناة مع الزوج الأول، ونسأل الله أن يكتب لك الأجر والثواب، واحمدي الله الذي أخرجك من الموقف السابق وهيأ لك هذه الفرصة، ونتمنى أن تكون علامة سعد وخير، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات