السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر هذا الموقع الأكثر من رائع، وأنا سعيد؛ لأني في موقع مثل إسلام ويب، استفدت الكثير والكثير، ولكم الأجر.
الحمد لله أني تفرغت الآن لكي أطرح مشكلتي، فلدي مشاكل كثيرة، لكني سأطرح منها قليلا الآن.
أولا: أنا أخاف من الناموس الذي يسبب حمى الضنك، بدأت هذه المشكلة قبل أسبوعين، وكل ما أرى ناموسا أقول هذا هو حمى الضنك، وأخاف أن يلدغني، وسوف تأتيني حمى الضنك، وأصبحت لا أرتاح، فكل شيء صغير يطير يجب أن أتأكد منه، مثلا لو كان هناك ذباب أرتاح، ولو كان ناموسا أخاف وتأتيني وساوس أنه سيلدغني، وسأموت بعد أن تأتيني حمى الضنك.
الآن -الحمد لله- بدأت تخف، وعندنا في الحارة ملصق يحذر من حمى الضنك، وقرأت أعراضه أن من أعراضه صداع حاد، وصار يأتيني صداع خفيف يمكن له 4 أيام وتأتيني حرارة، والآلام في المفاصل والعظام، وأصبحت أخاف كل ما أرى الناموس أهرع' أرجو منكم أن تعطوني العلاج، وما هذا المرض؟ وهل أنا سليم طمئني؟ هل هذه وساوس أم هو قلق؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد الجهني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا.
يكثر الخوف بأشكاله المختلفة عند الناس، وإن كانوا قليلا ما يتحدثون عنه بسبب الخجل أمام الناس، ونسمي عادة هذا الخوف بالخوف أو الرهاب (phobia).
وقد يكون الخوف من شيء محدد كما هو الحال معك من الخوف من الناموس، ومن الموت بسبب الحمى، أو الخوف من حيوان معين كالقطط، أو الكلاب أو غيرها، أو الخوف من الأماكن العامة، أو المزدحمة، أو الخوف من المرض.... والقائمة لا تنتهي.
وهناك الخوف من أمور غير محددة كالشعور الغريب، وكأن أمرا ما قد يحدث، أو الخوف من المستقبل، وما يمكن أن تأتي به الأيام.
والعادة أن يبدأ الشخص الذي يعاني من الخوف بتجنب الأماكن، أو الأشياء التي يخافها، أو التي يمكن أن يتواجد فيها الناموس مثلا، وإذا به يشعر أن خوفه هذا قد ازداد؛ لأن هذا التجنب لا يحل المشكلة، وإنما يزيدها قوة وعنادا على العلاج.
طبعا الاحتياط من قرص الناموس في المناطق التي انتشرت فيها الحمى أمر مطلوب، ولكن بالحدود الطبيعية.
ويقوم علاج هذا النوع من الرهاب بشكل أساسي على مبادئ العلاج المعرفي السلوكي، وهو أفضله.
وبالرغم من فوائد العلاج الدوائي في كثير من الحالات، ولكن يبقى العلاج الأكثر فعالية للخوف أو الرهاب هو العلاج المعرفي السلوكي، وهو محاولة تغيير السلوك، وعدم الاستسلام للأفكار الرهابية، وقد تحتاج لتطبيق هذه المعالجة بمراجعة إما طبيب نفسي، أو أخصائي نفسي حيث تعيش، وهو يمكن أن يشرف على العلاج المعرفي السلوكي بالإضافة للعلاج الدوائي.
فهيا حاول أن تقتحم المجالات التي تخافها، فحاول عدم تجنب الخروج من البيت، والذهاب للأماكن التي تحتاج الذهاب إليها، أو غيرها من المواقف، وستلاحظ وبعد قليل من الوقت أنك بدأت تتكيف مع هذه المواقف والحالات، وأن الخوف إما اختفى بالكلية، أو على الأقل أصبح أخف مما كان عليه.
حاول أن تقوم بتمارين الاسترخاء، أو التنفس الهادئ، أو صرف انتباهك لأمر آخر غير هذه الأعراض، وهذه المشاعر كالرياضة أو غيرها من الهوايات، والأنشطة المفيدة.
وأدعوه تعالى أن ييسر لك الخير، ويعينك على تجاوز هذه المرحلة التي أنت فيها.